عنوان الموضوع : هدي النبي صلى الله عليه وسلم في البيع والشراء
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي
حياة الأنبياء عليهم السلام حياةٌ كاملة ، تجمع بين الجوانب الإنسانيّة والخصائص الرسالية ، وشأن ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – في ذلك كشأن من سبقه في النبوّة والرسالة ، فبشريّته ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة والسلام حاضرةٌ في سيرته ، يُدركها كل من قرأها ، فنراه كغيره من الناس يأكل الطعام ، ويمشي في الأسواق ، ويسعى للرزق ، كما قال ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى : { وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق } (الفرقان : 7 ) .
وبين يدينا حديثٌ عن أحد الجوانب البشريّة في حياة ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… - ، وهي علاقته – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – بقضايا الكسب والمعاش ، والبيع ظˆط§ظ„ط´ط±ط§ط، ، فقد بدأت تلك العلاقة في سنٍّ مبكرة ومرّت بمراحل عديدة ، فكان ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة والسلام يرعى الغنم في بني سعد وهو غلامٌ مع إخوانه من الرضاعة ، مقابل شيءٍ يسير من المال .
ومع مرور الأيّام استفاد ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – من قربه من عمّه أبي طالب آراءه وخبرته ، فتعلّم منه فنون التجارة وأساليبها ، فما بلغ سنّ الشباب إلا وقد حاز على شهرةٍ واسعة في مكّة وما حولها ، حتى سمعت به خديجة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنها ، فتعاقدت معه على التجارة بمالها ، فخرج ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – إلى الشام مع غلامها ميسرة ، وعاد لها بربح وفير ، وسرعان ما توطّدت العلاقة التجارية بينهما حتى تُوّجت بالزواج ، وظلّ الأمر كذلك إلى أن أكرم ط§ظ„ظ„ظ‡ نبيّه – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – بالرّسالة .
وفي تلك الأثناء كانت للنبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – شراكاتٌ تجاريّةٌ أخرى مع بعض أهل مكّة ، يشير إلى ذلك حديث الذي رواه الإمام أحمد أن السائب بن أبي السائب رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه كان شريك ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… - في أول الإسلام في التجارة ، فلما كان يوم الفتح رآه ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – فقال له : ( قال مرحبا بأخي وشريكي ) .
أما بعد نزول الوحي فقد كان شراؤه– صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – أكثر من بيعه ، لما تتطلّبه أعباء الرسالة من متابعة وتفرّغٍ لشؤون الدعوة وتوجيه الناس والفصل بينهم ، وغير ذلك من الأمور المهمّة .
ومن الصور التي حُفظت في بيع ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – ما حدّث به جابر بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما أن رجلا أراد عتق غلامٍ له بعد موته ، ثم احتاج للمال ، فأراد ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلّم – أن يفكّ عنه حاجته فعرض ذلك الغلام للبيع ، فاشتراه نعيم بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه بثمانمائة درهم ، ثم أرسل ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – تلك الدراهم إلى صاحب العبد ، والحديث رواه البخاري ومسلم .
وفيما يتعلّق بشرائه – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – فهناك العديد من المواقف التي تدلّ على أنه كان يباشر ذلك بنفسه ، أو يوكل ذلك إلى أحدٍ من أصحابه ، فمن ذلك حديث عائشة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنها ، أن ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… - اشترى طعاماً من يهودي إلى أجل ، ورهنه درعاً من حديد ، رواه البخاري .
وفي طريق العودة من إحدى الغزوات اشترى ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – من جابر بن عبدالله رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه جملاً كان يركبه ، وعند وصولهم إلى المدينة أعطاه ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – الثمن وزاده ، ثم أرجع إليه جمله ، والقصّة بتمامها في الصحيحين.
و أعطى ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… - عروة بن أبي الجعد البارقي رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه دينارا ليشتري له أضحية ، فاشترى عروة شاتين بالثمن ثم باع إحداهما بدينار ، ورجع إلى ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… - بشاة ودينار ، فدعا له بالبركة في بيعه ، رواه أبو داود .
وربما احتاج ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – إلى المال فيقترض أو يرهن شيئاً عنده من سلاحٍ ونحوه ، وقد توفي رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… - ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعا من شعير ، رواه البخاري .
وتعاقد ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – مع أهل خيبر لممارسة النشاط الزراعي لصالح المسلمين ، مقابل أن يأخذوا شطر ما يخرج منها من ثمر أو زرع ، رواه مسلم .
وقد أسّس ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – منهجاً متكاملاً يسير ط¹ظ„ظٹظ‡ الناس في تعاملاتهم ، فحرّم جملةً من المعاملات التي فيها ضررٌ أو غبن ، كالتعامل بالربا ، وبيع الغرر ، وبيع العِينة ، والتجارة بالمحرّمات ، وبيّن أهميّة التقابض بين البائع والمشتري ، وحدّد أنواع الخيار عند الرغبة في التراجع عن الصفقة ، إلى غير ذلك من الأسس والضوابط المقرّرة في سنته .
وبالجملة فإن كل ما أوردناه من أمثلة تدور حول محور واحد ، يتلخّص في أن ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… – أراد أن يعلّم أمته أن السعي في الرزق وتحصيل القوت لا يتنافى مع الإقبال على الآخرة ، بل هو مطلبٌ من مطالبها ، علاوةً على كونه سبباً في نهوض الأمة ورقيّها ، لتنال بذلك مكانةً سامية بين الأمم ، والله الموفق .
موقع مقالات اسلام ويب
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
الله يجزاك خير عالموضوع الرائع والهام
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
جزاك الله خير اختي الغالية في الله و بارك الله فيك و نفع بك غاليتي و جعلها في ميزان حسناتك فخير الهدي هدي النبي صلى الله عليه وسلم و لو ان التجار التزموا بهديه عليه الصلاة و السلام لما رأينا الغش و الاحتكار و الطمع الا من رحم الله منهم و قد تم التقييم
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك ونفع بك وبطرحك وجعله في ميزان حسناتك اختي الكريمه
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :