الشيخ الدكتور/ عائض بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ القرنـــي
* الحمد لله ربِ العالمين. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ
إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
- الحمد للهِ حمدا حمدا، والشكرُ لله شكرا شكرا، الحمد لله عبوديةً واعترافا، الحمد لله استخزاءً وذلة.
والصلاةُ والسلام على معلمِ البشرية، وهادي الإنسانية، ومزعزعِ كيان الوثنية، صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ظˆط³ظ„ظ… على محمدٍ ما اتصل مرءأ
بنظر، وما اتصلت أذنُ بخبر، وما هتفَ ورقُ على شجر، وما نزل مطر، وما تلعلعَ الظلُ على الشجر، وعلى آله وصحبِه وسلمَ تسليما كثيرا.
- أشهدُ أن لا إله إلا الله، وأشهدُ أن محمدا عبدُه ورسولُه، أشهدُ أن لا غله غلا اللهث على رغمِ أنفِ من تكبر وكفر،
وعلى رغمِ من جحد واستكبر، وعلى رغمِ من بعدَ وتنكر.
* أيها المسلمون:
بـشرى لـنا مـعشرُ الإسلامِ إن iiلنا *** مــن الـعـنايةِ ركـنـا غـيـر iiمـنهدمِ
لــمـا دعـــا اللهُ داعـيـنـا لـطـاعتِه *** بـأكـرمِ الـرسـلِ كـنـا أكـرم iiالأمـمِ
أخـوك عـيسى دعـا مـيتا فـقامَ لـه *** وأنـت أحـييت أجـيالاً مـن iiالـرممِ
مولاي صلي ظˆط³ظ„ظ… ما أردتَ على *** نـزيلِ عـرشكَ خـير الـرسل كلهمِ
- لا يزالُ الحديثُ عن جانبٍ من جوانبِ عظمتِه صلى اللهُ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم، وعظمتُه تبهرُ العقول، وتخلبُ
الألباب، وتحيرُ الأفكار،
إنهُ عظيمُ لأنَه عظيم، وإنه صادقُ لأنَه صادق، بنى رسالةً أرسى من الجبال، وأسسَ مبادئ أعمقُ من التاريخ، وبنى
جدارا لا يخترقَه الصوت، إنه صلى اللهُ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… حيثما توجهتَ في عظمتِه وجدتَ عظمتَه، فهيا بنا إلى جانبِ الصبرِ في
* ذكرَ الصبرُ في القرآنِ في أكثرِ من تسعينَ موضعا، مرةً يمدحُ اللهُ الصابرين، ومرةً يخبرُ اللهُ بثوابِ
الصابرين، ومرةً يذكرُ اللهُ عز وجل نتائجَ الصابرين، يقولُ لرسولِه صلى اللهُ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا رأيتَ الباطلَ يتحدى، وإذا رأيت الطغيانَ يتعدى: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا قل مالُكَ وكثرَ فقرُكَ وعوزُك وتجمعتَ همومُك وغمومُك: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا قتلَ أصحابُك وقل أصحابُك وتفرقَ أنصارُك: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا كثُرَ عليك الأعداء، وتكالبَ عليك البُغضاء وتجمعت عليكَ الجاهليةُ الشنعاء: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا وضعوا في طريقِك العقبات، وصنفوا لك المشكلات، وتهددوكَ بالسيئاتِ وأقبحَ الفعلات: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا مات أبناؤكَ وبناتُك وتفرق أقرباءُك وأحباؤكَ: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- فكانَ مثالا للصبرِ ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام، سكنَ في مكةَ فعاداهُ الأقرباءُ والأحباء، ونبذَه الأعمامُ والعمومةَ،
وقاتلَه القريبُ قبل البعيد فكانَ من أصبرِ الناس، أفتقرَ وأشتكى، ووضع الحجرَ على بطنِه من الجوع وظمأَ فكان من
أصبرِ الناس.
- مات أبنَه بين يديه وعمرُه سنتان، فكان ينظرُ إلى أبنِه الحبيبِ القريبِ من القلبِ، ودموعُ المصطفى صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡
وسلم الحارةُ تتساقطُ كالجُمانِ أو كالدرِ على خدِ أبنِه وهو من أصبرُ الناسِ يقول ط¹ظ„ظٹظ‡ أفضل الصلاة وأتم التسليم:
( تدمع العين، ويحزنُ القلب، ولا نقولُ إلا ما يرضي ربَنا، وإنا بفراقِك يا إبراهيمُ لمحزونون ).
- مات خديجةُ زوجتُه وامرأتُه العاقلةُ الرشيدة، العاقلةُ الحازمةُ المرباةُ في بيتِ النبوة، التي كانت
تؤيدُه وتنصُره، ماتت وقت الأزمات، ماتت في العصرِ المكي يوم تألبت ط¹ظ„ظٹظ‡ الجاهليةُ، وقد كانت رضي اللهُ عنها ساعدَه الأيمن.
- يشتكي إليه من كثرةِ الأعداء، ومن الخوفِ على نفسِه فتقول: كلا واللهِ لا يخزيكَ اللهُ أبدا، إنك لتصلُ الرحم، وتحملُ
الكلَ، وتعينُ الملهوفَ، وتطعمُ الضيفَ، كلا واللهِ لا يخزيكَ اللهُ أبدا. فتموتُ في عام الحزنِ فيكونُ من أصبرِ الناسِ لأن اللهَ
يقولُ له: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- تجمع ط¹ظ„ظٹظ‡ كفارُ مكةَ، أقاربُه وأعمامُه، نصبوا له كمينا ليقتلوه ويغتالوه، فدخلَ دارَه، وأتى خمسونَ من شبابِ قريش، كلُ شابٍ معَه سيفُ يقطرُ دما وحقدا وحسدا وموتا، فلما طوقوا دارَه كان من
أصبرِ الناس، خرج من الدارِ وهم في نعاسٍ وسباتٍ فحثا على رؤوسِهم الترابَ لأن اللهَ يقولُ له: ( فَاصْبِرْ صَبْراً
جَمِيلاً ).
- ولما حثا الترابَ على رؤوسِهم كانوا نياما قد تساقطت سيوفُهم من أياديهم، والرسول ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة
والسلامُ يتلو عليهم قوله تعالى: ( وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ ).
- خرج إلى غارِ ثورٍ ليختفي من الأعداء، فتولبَ ط¹ظ„ظٹظ‡ الأعداءُ وتجمعوا على سطحِ الغار، ونزلوا في ميمنةِ الغار،
وأحاطوا بميسرةِ الغار، وطوقوا الغار وأرادوا أن يدخلُوه فسخرَ اللهُ عنكبوتا وحماما فعشعشت تلكَ،
وباضت تلك:
ظنوا الحمامَ وظنوا العنكبوتَ على *** خـيـرِ الـبـريةِ لــم تـنسج ولـم تـحمِ عـنـايةُ ط§ظ„ظ„ظ‡ أغـنـت عــن iiمـضاعفةٍ مـن الـدروع وعن عالي من iiالأُطمِ
- فلما دخلوا الغار، يقولُ أبو بكر رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه وهو في الغارِ مع المصطفى صلى اللهُ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم: يا رسولَ ط§ظ„ظ„ظ‡ واللهِ لو نظرَ أحدُهم إلى موطني قدمِه لرآنا.
- فيتبسمُ ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاةُ والسلام، يتبسمُ الزعيمُ العالميُ، والقائدُ الرباني، الواثقُ بنصرِ اللهِ ويقول: ( يا أبا بكر، ما ظنُك
باثنين اللهُ ثالثُهما؟ ويقول: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ).
- وهي دستورُ للحياة، إذا جعت وظمئت فقل: ( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ).
- إذا مات أبناؤكَ وبناتُكَ فقل: ( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ).
- وإذا أرصدت في طريقِك الكوارثَ والمشكلات ِفقال: ( لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا )
- فكان ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاةُ والسلامُ من أصبرِ الناس، ويخرجُ من الغار، والكفارُ لا يدرونَ أنه كانَ في الغار،
فينسلُ إلى المدينةِ وليتَهم تركوه، بل يعلنونَ عن جائزةٍ عالميةٍ لمن وجدَه، جائزةَ العارِ والدمارِ وقلةِ الحياءِ والمروءة،
مئةُ ناقةٍ حمراء لمن جاء به حيا أو ميتا، فيلاحقُوه سراقةُ أبن مالكٍ بالرمحِ والسيف، فيراهُ صلى اللهُ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… وهو
يمشي على الصحراءِ جائعا ظمئنا قد فارقَ زوجتَه فارق بناتِه، فارق بيتَه، فارق جيرانَه وأعمامَه وعمومتَه، ليس له حرسُ
ولا جنود، لا رعايةُ ولا موكب، وسراقةُ يلحقوه بالسيف.
- فيقولُ أبو بكرٍ: يا رسولَ ط§ظ„ظ„ظ‡ والله لقد اقتربَ منا.
- فيتبسمُ ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاة والسلام مرةً ثانيةً لأنَه يعلم ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاةُ والسلامُ أن رسالتَه سوف تبقى ويموتُ الكفار، وسوف
تبقى دعوتُه حيةً ويموتُ المجرمون، وسوف تنتصرُ مبادئُه وتنهزمُ الجاهليةُ. فيقول:
يا أبا بكرٍ
ما ظنكَ باثنين اللهُ ثالثَهما.
يا رسولَ ط§ظ„ظ„ظ‡ أعطني الأمان، الآن هو يطلبُ الأمان وأن يحقنَ المصطفى دمَه، وهو بسيفٍ والمصطفى بلا سيف، فرَ من
الموتِ وفي الموتِ وقع. فيعطيهِ المصطفى صلى اللهُ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… أمانَه.يــا حـافظَ الآمـالِ ii
أنـت حـفـظـتني iiونـصـرتني
وعــدى الـظـلومُ iiعـلـي *** كي يجتاحني فنصرتَني
فـأنـقـادَ لـــي iiمـتـخـشعا *** لـــمـــا رآك iiمـنـعـتـنـي
* يصلُ صلى اللهُ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ… إلى المدينة، ويشاركُ في معركةِ بدر، فيجوعُ حتى يجعلَ الحجرَ على بطنِه.
- يا أهل الموائدَ الشهية، يا أهل التخمِ والمرطبات، والمشهياتِ والملابس، رسولُ الإنسانيةَ، وأستاذُ البشرية يجوع حتى
ما يجدُ دقل التمرِ وحشف التمر: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- تموتُ بناتُه الثلاث هذه تلو الأخرى، تمتُ الأولى فيغسلُها ويكفنُها ويدفنُها ويعودُ من المقبرَةِ وهو يتبسم:
( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).- وبعد أيامٍ تموتُ الثانية فيغسلُها ويكفنُها
ويدفنُها ويعودُ من المقبرَةِ
وهو يتبسم: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- تموتُ الثالثةَ فيغسلُها ويكفنُها ويدفنُها ويعودُ من المقبرَةِ وهو يتبسم: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- يموتُ أبنُه إبراهيم، فيغسلُه ويكفنُه ويدفنُه ويعودُ من المقبرةِ وهو يتبسم:
( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- عجبا من قلبِك الفذ الكبير. لأن اللهَ جل جلاله يقول لَه: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
* يشاركُ في معركةِ أحد، فيهزَمُ أصحابُه، ويقتلُ من قرابتِه ومن سادةِ أصحابِه، ومن خيارِ مقربيه سبعونَ
رجلا أولُهم
حمزة رضي اللهُ عنه، عمُه سيفُه الذي بيمينِه، أسدُ اللهِ في أرضِه، سيدُ الشهداءِ في الجنة، ثم يقفُ صلى اللهُ
على القتلى، وينظرُ إلى حمزةَ وهو مقتولُ مقطعُ، وينظرُ إلى سعدَ أبنُ الربيعِ وهو ممزق، وأنسُ ابنُ النظر وغيرهم من
أولئك النفر فتدمعُ عيناه، وتسيلُ دموعُه الحارة على لحيتِه الشريفة، ولكن يتبسم لأن ط§ظ„ظ„ظ‡ جل جلاله قال له
: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
* ويعودُ ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاةُ والسلام فيرسلُ قادتَه إلى مؤتةَ في أرض الأردنَ ليقاتلواُ الروم، فيقتلُ الثلاثةُ القوادُ في ساعةٍ
واحدة، زيدُ أبنُ حارثة، وجعفرُ الطيار أبين عمه، وعبدُ ط§ظ„ظ„ظ‡ أبن رواحه، ويراهم وينظرُ إليهم من مسافةِ
مئاتِ الأميال،
ويرى أسرتَهم من ذهب تدخلُ الجنةَ، فيتبسمَ وهو يبكي لأن اللهَ جل جلاله قال له: ( فَاصْبِرْ
صَبْراً جَمِيلاً ).
* يتجمعُ ط¹ظ„ظٹظ‡ المنافقونَ، والكفارَ، والمشركون، واليهودَ، والنصارى، وإسرائيل ومن وراءَ إسرائيلَ
من الجوع،
فيضربُ الصخرةَ بالمعولِ فيبرقُ شذا النارِ في الهواء فيقولُ:
( هذه كنوزُ كسرى وقيصر، واللهِ لقد رأيتُ قصورَهما، وإن اللهَ سوف يفتحُها علي ).
- فيضحكُ المنافقونَ ويقولون: ما يجدُ أحدُنا حفنةً من التمر، ويبشرُنا بقصور كسرى وقيصر.
- فيتبسم لأن اللهَ جل جلاله يقولُ له: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
* وبعد خمسٍ وعشرين سنةً تذهبُ جيوشُه وكتائبُه من المدينةِ فتفتح أرض كسرى وقيصر، وما وراء
نهر سيحونَ وجيحون، وطاشكند وكابل وسمرقن والسند والهند وأسبانيا، ويقفُ جيشُه على نهر اللوار في شمالِ فرنسا.
- لماذا لأن اللهَ جل جلاله يقولُ له: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
فـظلمُ ذوي الـقربى أشدُ iiمضمضةً *** على النفسِ من وقعِ الحسامِ المهندِ
* يأتيه أبنُ العمَ، فيتفل على الرسولِ ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاةُ والسلام، يتفل على
الرسول، على معلمِ الخير، على هادي البشريةَ، فيتبسم ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاةُ والسلام ولا يقولُ كلمة، ولا يغضب،
ولا يتغيرُ وجهَهُ
لأن اللهَ يقولُ له: فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً.
- يأتي أبو جهلٍ فيأخذَ ابنةَ المصطفى، طفلةُ وادعةُ أزكى من حمام الحرم، وأطهر من ماء الغمام
فيضربُها على وجهِها ضربَه الله، فيتبسم ط¹ظ„ظٹظ‡ الصلاةُ والسلام ولا يقولُ كلمةً واحدة: ( فَاصْبِرْ
صَبْراً جَمِيلاً ).
- يأتي الأعرابيُ من الصحراء فيجرجرُه ببردتِه، ويسحبَه أمامَ الناس، وهو يتبسمُ صلى اللهُ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
* أي صبرٍ هذا!
* إنها واللهِ دروسُ لو وعتَها الأمم لكانت شعوبا من الخيرِ والعدلِ والسلام، لكن أين من يقرأُ سيرتَه، أين
من يتعلم معاليه.
* يمرُ ط¹ظ„ظٹظ‡ في بيتِه ثلاثةُ أيامٍ وأربعة فلا يجدُ ما يُشبعُ بطنَه، لا يجدُ التمرَ، لا يحدُ اللبن، لا يجد خبزَ
الشعير، وهو راضٍ برزقِ اللهِ وبنعيم الله: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- ينامُ على الحصيرِ، ويؤثرُ الحصيرُ في جنبِه، وينامُ على الترابِ في شدةِ البرد، ولا يجدُ غطاء :
(فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- بيتَه من طين، إذا مدَ يدَه بلغتِ السقف، وإذا اضطجعَ فرأسُه في جدارٍ وقدميه في جدار لأنَها دنيا حقيرة:
( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
* فرعونُ على منبرِ الذهب، وفي إيوانِ الفضة، ويلبسُ الحرير. وكسرى في عمالةِ الديباج، وفي متاعِ
الدررِ والجواهرِ،
* أتى جبريلُ بمفاتيحِ خزائنِ الدنيا وسلمها إلى المصطفى صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم، وقال له:
- أتريدُ أن يحولَ اللهُ لك جبالَ الدنيا ذهبا وفضة؟
- فقال لا، بل أشبعُ يوما وأجوعُ يوما حتى ألقى الله.
* حضرتَه الوفاة، فقالوا له: أتريدُ الحياة، أتريدُ أن تبقى ونعطيكَ ملكا يقاربُ ملك سليمان ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام؟
- قال لا بل الرفيقِ الأعلى، بل الرفيقِ الأعلى.
* أي عظمةٍ هذه العظمةُ، أي إشراقٍ هذا الإشراق، أي إبداعٍ هذا الإبداع، أي روعةٍ هذه الروعة.
بشرى لنا معشرُ الإسلامِ إن لنا *** مـن الـعنايةِ ركـنا غـير iiمـنهدمِ
لـمـا دعــا اللهُ داعـيـنا iiلـطاعتِه *** بـأكرمِ الـرسلِ كـنا أكـرم iiالأممِ
اللهم صلي ظˆط³ظ„ظ… وبارك على عبدك وحبيبك محمد ابن عبدالله ط¹ظ„ظٹظ‡ أفضل الصلاة وأتم التسليم
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين.