لا تنشغــلي بعيوب الناس

**مريم** · 12-13-2014, 05:01 AM

عنوان الموضوع : لا تنشغــلي بعيوب الناس
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

لو أبصر المرء عيوب نفسه لانشغل بها عن عيوب ط§ظ„ظ†ط§ط³ ؛ لأن المرء مطالب بإصلاح نفسه أولا وسيسأل عنها قبل غيرها، وقد قال الله تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر:38).وقال: (مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً) (الإسراء:15). ). وقال سبحانه : (وَلا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَّا عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)(الأنعام: من الآية164).

وإذا كان العبد بهذه الصفة ـ مشغولا بنفسه عن غيره ـ ارتاحت له النفوس ، وكان محبوبا من ط§ظ„ظ†ط§ط³ ، وجزاه الله تعالى بجنس عمله ، فيستره ويكف ألسنة ط§ظ„ظ†ط§ط³ عنه ، أما من كان متتبعا عيوب ط§ظ„ظ†ط§ط³ متحدثا بها مشنعا عليهم فإنه لن يسلم من بغضهم وأذاهم ، ويكون جزاؤه من جنس عمله أيضا ؛ فإن من تتبع عورات ط§ظ„ظ†ط§ط³ تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته.
وقد يكون انشغال العبد ط¨ط¹ظٹظˆط¨ ط§ظ„ظ†ط§ط³ والتحدث بها بمثابة ورقة التوت التي يحاول أن يغطي بها عيوبه وسوءاته ، فقد سمع أعرابي رجلا يقع في الناس، فقال: " قد استدللت على عيوبك بكثرة ذكرك لعيوب الناس؛ لأن الطالب لها يطلبها بقدر ما فيه منها".
يقول الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله تعالى: [والشخص الذي يرى صورة نفسه صغيرة جداً تجده دائماً يضخم عيوب الآخرين، ولذا تبرز شخصية الإنسان من خلال نصيبه من هذه القضية، فإذا عُرف بأنه مشغول بتضخيم عيوب الآخرين والطعن في الناس، فهذه مرآة تعكس أنه يشعر بضآلة نفسه وبحقارتها وأن حجم نفسه صغير؛ لأنه يعتقد أنه لن ينفتح إلا على أنقاض الآخرين، فدائماً يحاول أن يحطم الآخرين، ولذا يكثر نقد ط§ظ„ظ†ط§ط³ وذكر عيوبهم، وهذه مرآة تعكس أن إحساسه وثقته بنفسه ضعيفة، وأنه في داخل نفسه يحس أنه صغير وحقير، فلذلك يشتغل ط¨ط¹ظٹظˆط¨ الآخرين. يقول عون بن عبد الله رحمه الله: لا أحسب الرجل ينظر في عيوب ط§ظ„ظ†ط§ط³ إلا من غفلة قد غفلها عن نفسه. وعن محمد بن سيرين رحمه الله تعالى قال: كنا نحدث أن أكثر ط§ظ„ظ†ط§ط³ خطايا أفرغهم لذكر خطايا الناس.وكان مالك بن دينار رحمه الله تعالى يقول: كفى بالمرء إثماً ألا يكون صالحاً، ثم يجلس في المجالس ويقع في عرض الصالحين. وقال ابو عاصم النبيل: لا يذكر ط§ظ„ظ†ط§ط³ فيما يكرهون إلا سفلة لا دين لهم].
وقال بكر بن عبد الله: " إذا رأيتم الرجل موكّلا ط¨ط¹ظٹظˆط¨ الناس، ناسيا لعيوبه ـ فاعلموا أنه قد مُكِرَ به".
والإنسان ـ لنقصه ـ يتوصل إلى عيب أخيه مع خفائه، وينسى عيب نفسه مع ظهوره ظهورا مستحكما لا خفاء به.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يبصر أحدكم القذى في عين أخيه، وينسى الجِذْعَ في عينه".
إن الانشغال ط¨ط¹ظٹظˆط¨ ط§ظ„ظ†ط§ط³ يجر العبد إلى الغيبة ولابد، وقد عرفنا ما في الغيبة من إثم ومساوىء يتنزه عنها المسلم الصادق النبيل.
كما أن الانشغال ط¨ط¹ظٹظˆط¨ ط§ظ„ظ†ط§ط³ يؤدي إلى شيوع العداوة والبغضاء بين أبناء المجتمع ، فحين يتكلم المرء في ط§ظ„ظ†ط§ط³ فإنهم سيتكلمون فيه ، وربما تكلموا فيه بالباطل

وإذا رجعت إلى السلف الصالح رضي الله عنهم لوجدت منهم في هذا الباب عجبا؛ إذ كانوا مشغولين ط¨ط¹ظٹظˆط¨ أنفسهم عن عيوب غيرهم ، بل ينظرون إلى أنفسهم نظرة كلها تواضع مع رفعتهم وعلو شأنهم رضي الله عنهم ، بل كانوا يخافون إن تكلموا في ط§ظ„ظ†ط§ط³ بما فيهم أن يبتلوا بما ابتلي به ط§ظ„ظ†ط§ط³ من هذه العيوب كما قال الأعمش: سمعت إبراهيم يقول: " إني لأرى الشيء أكرهه، فما يمنعني أن أتكلّم فيه إلا مخافة أن أُبتلى بمثله".
وبالإضافة إلى هذا كانوا يوقنون ويعملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه".
وقد لقي زاهد زاهداً فقال له: يا أخي! إني لأحبك في الله، فقال الآخر: لو علمتَ مني ما أعلم من نفسي لأبغضتني في الله، فقال له الأول: لو علمتُ منك ما تعلم من نفسك لكان لي فيما أعلم من نفسي شغل عن بغضك.
فيا أيها الحبيب لك في نفسك شغل عن عيوب غيرك ؛ ففيك أضعاف أضعاف ما تراه في الآخرين ، فلا تفتح على نفسك باب الغيبة وسوء الظن وهتك أستار ط§ظ„ظ†ط§ط³ بالانشغال بعيوبهم ، ولا تفتح على نفسك باب شر لا يسد بالكلام عن ط§ظ„ظ†ط§ط³ فيتكلموا عنك:

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول بتصرف
المصدر :الشبكة الاسلاميـــة

>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

الموضوع: لا تنشغــلي بعيوب الناس

أدوات الموضوع

عرض

مشاهدة المواضيع