عنوان الموضوع : مع طفلك - بين الحنان والتدليل شعرة لرعاية الأطفال
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي





مع ط·ظپظ„ظƒ - بين ط§ظ„ط*ظ†ط§ظ† ظˆط§ظ„طھط¯ظ„ظٹظ„ ط´ط¹ط±ط©

يتصرف معظم الأطفال و كأنه ملك للعالم ،يريد من كل شيء أن يكون تحت تصرفه و أمره، يطلب من الآخرين شراء الفطور له و حمل حقيبته المدرسيه ،فهو اعتاد الحصول على كل تلك الأشياء دون عناء أو تعب،اعتاد أن تكون جميع طلباته مستجابه دون أي تردد من احد الوالدين.
و يميل بعض الآباء والامهات إلى الإفراط المبالغ في دلال أبنائهم و تلبية جميع رغباتهم من دون تردد أو رفض.
فلماذا يفرط الآباء والامهات في دلال طفلهم؟ و ما الفرق بين كلاّ من الدلال المادي و الدلال المعنوي ؟و هل سيؤثر على سلوك الطفل ؟
يعتبر الدلال المادي هو تلبية جميع طلبات الطفل بدون حدود و ربما يكون فوق استطاعتهم الماديه و إغداقه بالهدايا بمناسبة و بدون مناسبة فكل ما يطلبه الطفل مجاب و هو دلال غير ملائم و غير مقبول .
في المقابل الدلال المعنوي و هو يعتبر مقبول بشرط عدم المبالغه فيه ويقصد به الاهتمام بالطفل و إشباعه بالعاطفه و محبته.
ولكن عندما يفرط الأهل في إعطاء هذا الطفل الدلال المعنوي قد يظلمون إخوته و ربما تتولد بينهم الكراهيه و البغضاء.
و القصد هنا بالدلال المفرط هو إغراق الطفل بجرعات الاهتمام و العاطفه و الرعايه عن الحد المألوف و ألا يحاسب الطفل بأخطائه أو تصرف سيء قام بإرتكابه، و مبالغة الأهل في مدحه.
حيث تتكون عنده النرجسيه وحب الذات فلا يأبه لمشاعر الآخرين و يتعدى خصوصياتهم.
وحينما تلبى جميع طلبات ذلك الطفل من قبل الآباء والامهات بكل سهوله قد يشعر بصدمه عندما يتم رفض أي طلب له من خارج إطار العائله فهو اعتاد على حصوله دون تعب لدى فإنه لا يشعر بقيمته.
و غالبا ما يميل الطفل إلى تجربة أشياء خطيره لشعوره بالملل و قد يصبح شخصيه أتكاليه غير متوازنه و غير مسؤوله معتمده على الآخرين و تتكون لديه اضطربات في سلوكه مثل التعدي على الآخرين و أخذ ماليس له و تتولد لديه الأنانيه و حب التملك و الرغبه في الحصول على كل شيء حتى لو كانت بطرق سلبيه كالعنف.
وربما تعود معظم الأسباب التي تدفع الآباء والامهات إلى الدلال المفرط هو شعور الوالدين بالتقصير مع أبنائهم بسبب انشغالهم عنهم فيعوضون غيابهم بتلبية جميع طلباتهم بدون حدود.
أو شعور بعض الأهل بعقده النقص بأنهم حرموا من أشياء في صغرهم و التي كانوا يعانون منها من قبل آبائهم لذا هم مفرطون في دلال أبنائهم بدون أن يجعلوا لهذا الدلال مقياس وهذان السببان خاطئة و لكن مع ذلك فإن دلال الأبناء مطلب ضروري بحدود ودون مبالغه كأن يفعل الطفل أمر يستحق أن يشكر أو يمدح عليه أو إعطائه هديه بمناسبة تصرف حسن قام به هذا ما يستحق ان يكافئ الطفل عليه.
وكما قيل المبالغه بالشيئ تفسد جماله كذلك عندما نبالغ بتدليل أطفالنا نفسدهم ولو كان من باب حب ومن باب تعويض نقص لكوننا لم نكن بجانبهم وكنا منشغلين بألتزاماتنا.
وأخيرااا أقول :
( مستقبل ط·ظپظ„ظƒ بيدك انت من سوف ترسم جذوره ستجعله كالورد بأسلوبه وأدبه وذوقه ومكانته المستقبليه أو كالشوك )



نعم التدليل الزائد يفسد مستقبل الطفل.
لذا يحذر رجال التربية الأسرة من العواطف الجياشة التي تجعل الطفل عاجزاً عن الارتباط بأقرانه، لأنه يشعر بتشبع شديد من عاطفة الأسرة، فلا يميل إلى الآخرين، وهو ما ينمي في داخله الوحدة والانطواء. كما تسيطر على الطفل المدلل الأنانية وحب السيطرة على إخوته والعنف في تصرفاته معهم، لإحساسه بالتميز عنهم، فضلاً عن أنه لا يستطيع الاعتماد على نفسه أو مواجهة متاعب الحياة ومصاعبها.


وللتخلص من هذه الآفة، ينصح التربويون أن يعتدل الأهل في تربية طفلهم وألا يبالغوا في حمايته وتدليله، أو إهماله كذلك على حد سواء. وعليهم أن يعوا أنهم عندما يمنعون عنه بعض حاجياته، فليس معنى ذلك حرمانه، بل تنشئته تنشئة صحيحة، حتى يخرج الطفل للمجتمع قادراً على مواجهة الحياة. فليس كل شيء ميسراً وليست كل الرغبات متاحة، وإن محاولة إرضائه وتلبية طلباته على الفور، فإن ذلك قد يسعده ويسعد الأم في الوقت نفسه، لكن هذه السعادة لن تدوم حينما تتعارض رغباته لاحقاً مع الممنوعات. فالدلال المبالغ فيه وإن كان مدفوعاً بالحب والعواطف الطيبة، إلا أنه كثيراً ما ينقلب إلى عكس المراد.
دراسة حديثة أكدت أن الإفراط في تدليل الطفل ينطوي على مخاطر كثيرة ربما تكون أشد خطورة من ضربه، خاصة إن كان الطفل وحيداً. وأشارت الدراسة إلى أن الطفل الوحيد غالباً ما يكون أنانياً، يستمتع بالسيطرة على كل من حوله إلى درجة يصبح فيها ديكتاتوراً.



أن نحب أطفالنا ونريدهم أن يكونوا سعداء، لا يعني أن نحقق لهم جميع رغباتهم، فهذا النوع من الحب المفرط لا يبني شخصية الطفل بطريقة إيجابية، إذ يضعف التدليل إحساسه بالأمن والطمأنينة عندما يكون بعيدا عن والديه، ويدفعه إلى الأنانية والتفكير في ذاته فقط.. أي أن يصبح الطفل اتكالياً أنانياً، كما أنه قد يتجه إلى السرقة عندما لا تحقق رغباته.

إن من أخطر أساليب التربية «التدليل المفرط» الذي يسلكه بعض الآباء والأمهات مع أبنائهم، حيث يتركون لهم الحبل على الغارب يفعلوا ما يشاءون، وإعطائهم ما يريدون وما يبتغون، أو بمعنى آخر تلبية كافة طلبات الابن مهما كانت صعوبتها، وفي أي وقت كان، الأمر الذي يجعل الطفل يشعر بأن والداه تحت رحمته، ومطلبان دائما بتحقيق كل نزوة من نزواته.

ويخلط الكثيرون بين الاهتمام بالطفل والإفراط في تدليله، وبوجه عام فإن الاعتناء بالطفل شيء جيد، وضروري لعملية نموه الطبيعية، غير أنه إذا زاد هذا الاهتمام عن الحد، أو كان في وقت غير مناسب، كانت له أضرارا بالغة.. كأن يتعارض اهتمامنا به مع تعليمه كيف يؤدي بنفسه ما هو مطلوب منه، وكيف يتعامل مع ضغوط الحياة، وكذلك إذا استسلمنا دوما لطلبات الطفل، أو تساهلنا معه في أعقاب تصرفه تصرفاً خاطئاً يستحق عليه العقاب.


يقول (دنيس شولمان) أحد الاختصاصين في مجال سلوك الأطفال: «إن الأطفال يترجمون ردود فعل الوالدين إلى سلوكيّات تمكّنهم من تحقيق ما يريدون، ولذا من الخطأ الكبير أن يتعوّد الطفل على تلبية كل طلباته، من المفروض أن يسمع الطفل كلمة (لا) كثيرا، ليكفّ عندها من استخدام الأساليب الملتوية لتحقيق مطالبه».
ويقول (ريموند بيج): «إن الآباء والأمهات يأملون في الطفل النجاح والسعادة طبعاً، ولهذا فهم يرأفون به أشد الرأفة، ويتملقونه، ويبعدون كل عقبة أو مشكلة حتى لو كانت تافهة عن طريقه، وكلما كبر الطفل حاولوا تهيئة وسائل اللعب المناسبة له.. إن هذه الأعمال تستوجب الاستحسان في الظاهر. أما في الباطن فإن الخطر الكامن وراءها موحش جداً».



أسباب ودوافع

غالباً ما يكون التدليل في تربية الطفل إما لجهل الوالدين بعاقبة تلك الطرق، أو نتيجة إتباع نفس أسلوب الآباء والأمهات والجدات، أو لحرمان الأب أو الأم من شيء معين.. فالأب عندما يحرم مثلاً من ط§ظ„ط*ظ†ط§ظ† في صغره تراه يغدق على طفله بهذه العاطفة أو العكس.

وقد يتجه الوالدان أو احدهما إلى إتباع أسلوب فرط التدليل مع الطفل لأنه الوحيد، أو لأنه ولد بين أكثر من بنت، أو لأن الأب قاسي فتشعر الأم تجاه الطفل بالعطف الزائد فتدلله وتحاول أن تعوضه عما فقده من ط§ظ„ط*ظ†ط§ظ† الأبوي، أو لأن الأم أو الأب تربيا بنفس الطريقة فيطبقان ذلك على أبنائهما.



سمات الطفل المدلل

يعرف حقوقه أكثر من معرفته لواجباته.. مغرور ومتكبر.. مستبد ومتمرد على سلطة والديه ولا يحترمهما ولا ينفذ أوامرهما، لدرجة أنه يصبح دكتاتورا يتحكم في الأسرة.. فوضى، ولا يتبع قواعد التهذيب، ولا يستجيب لأي من التوجيهات مما يجعله مزعجاً للآخرين.. يستثمر طاقته في التخريب.. يحتج على كل شيء، ويصر على تنفيذ طلباته.. لا يعرف التفريق بين احتياجاته ورغباته.. يطلب من الآخرين أشياء كثيرة أو غير معقولة.. لا يحترم حقوق الآخرين ويحاول فرض رأيه عليهم.. فضولياً كثير التساؤل.. قليل الصبر والتحمل عند التعرض للضغوط.. ينكسر أمام مشاكل الحياة بسرعة.. يصاب بنوبات البكاء أو الغضب بصورة متكررة.. يشكو دائما الملل.


التدليل يفسد أكثر مما يصلح

إن التدليل المفرط للطفل يفسده أكثر مما يصلحه لعدة أسباب هي:
1. تدليل الأطفال يقضي نهائياً على فرصة تكون الإرادة فيهم، حيث يتعلق بوالديه لدرجة أنه لا يستطيع أن يتخذ أبسط القرارات الخاصة به دون الرجوع إليهما، ويفتقر إلى الثقة بالنفس، وليس معنى ذلك أن تكون الشدة هي الضمان الأمثل لنشأة الأطفال نشأة سليمة فخير الأمور أوسطها.
2. في المراحل الأولى من عمر الطفل ربما يسبب فرط التدليل الكثير من عيوب النطق والكلام، نتيجة الاستجابة الفورية لرغباته دون أن يتكلم، فيكفى أن يشير أو أن يعبر بحركة ما أو بكلمة مبتورة فيلبى والداه رغبته في الحال.
3. الطفل المدلل لا يستطيع الاعتماد على نفسه، أو مواجهة متاعب ومصاعب الحياة؛ لأنه يفتقر إلى المهارات اللازمة للتغلب على المشكلات اليومية.
4. عدم تحمل مواقف الفشل والإحباط الحياتية، لأنه تعود على أن تلبى كافة مطالبه.. إن الأفراد الذين نشئوا في ظل ط§ظ„ط*ظ†ط§ظ† المفرط، هم أتعس الأفراد، لأنهم يعجزون عن حل مشاكل الحياة الاعتيادية، فيلجئون في الشدائد إلى الانتحار متصورين أن النهاية الحتمية لفشلهم يجب أن تبرر بالانهزام من معركة الحياة.
يقول (جلبرت روبين): «إن تعويد الطفل على الإعجاب بنفسه، يورث الغضب الشديد فيه لأبسط الأشياء، والاستبداد في الرأي. وفي الغالب يدفعه إلى الرغبة في طلب الجاه، وفي النتيجة لا يحصل الطفل على القدرة التي تساعده على التقدم، ومع كونه ذا أعصاب هزيلة فإنه ينجح بواسطة الحيلة والشدة.. إن جعل الأطفال معجبين بأنفسهم يكون منهم أفراداً تعساء، ضعفاء، عديمي الإرادة».
5. يحذر رجال التربية الأسرة من العاطفة الفياضة التي تجعل الطفل عاجزاً عن الارتباط بأقرانه، حيث يشعر بتشبع شديد من عاطفة الأسرة فلا يميل إلى الآخرين، وذلك ينمي داخله الوحدة والانطواء.
6. الطفل المدلل هو طفل قلق بطبعه، يستعجل الأمور، ويحكم على المواقف بسرعة دون تفهم، وعلى مستوى شخصي وليس المستوى الموضوعي المطلوب.
7. غير قادر على التكيف الاجتماعي، لأنه دائماً يتوقع من أصحابه وأقرانه أن يستجيبوا لغروره وطلباته، لذلك نراه دائماً وحيداً بدون أصدقاء.
يقول (مك برايد): «الشعور بالدل والغنج أمارة أخرى من أمارات عقدة الحقارة، ويجب البحث عن أساسه في أسلوب التربية الخاطئ المتخذ في دور الطفولة.. إن الطفل الذي كان يرى نفسه قرة عين والديه، عندما يكبر ويصبح رجلاً كاملاً يحب أن يكون في جميع نواحي الحياة محبوباً من غير علة، ومحترماً لدى الجميع. فعندما يرى أنه لم يُعتن به، يفقد الهدوء والاستقرار، ويختل ما صفا من فكره، فإما أن يلتجئ إلى الانتحار، وإما أن يبغض الآخرين.. إن عقدة الحقارة التي تنشأ في الناس بهذه الظاهرة مصيبة عظيمة للمجتمع».
8. تدل الدراسات التي أجريت في مستوصفات العناية بالأطفال، على أن الصبي الذي يتخلى أبوه عن المشاركة في تأديبه أشد تعرضاً للخوف منه من الصبي الذي لا يتردد أبوه في تأديبه وإبداء استيائه لدى تصرفه خلاف الأصول.. إذاً فالصبي يحتاج إلى أب يكون أحياناً صديقاً، وفي كل الحالات يكون أباً.
9. اهتمام الأسرة بطفل دون آخر، من شأنه زراعة الغيرة والحقد في نفس الطفل المهمل وإهانة كبريائه، ومن ثم تتغير طباعه بحيث تتسم بالشذوذ والغرابة والميل إلى الانتقام من أفراد المجتمع المحيطين به.



الوقاية خير من العلاج

المفاتيح الذهبية للتربية هي: «التوازن والتكامل والاعتدال» وهذه تتطلب وجود مرجعية تربوية تنتظم من خلالها، وتلك المرجعية تتوقف على ثقافة الأبوين وانتماءاتهما وأولوياتهما، وتعتبر هذه المرجعية هي برنامج العمل الذي يحرك الأبوين، ويحرك الطفل فيما بعد.
فمن المعروف أن تلبية كل احتياجات الطفل تضره، وقد وجد أن تلبية أكثر من70% من احتياجات أي إنسان تصيبه بالتخمة واعتياد الرفاهية والأنانية والكسل.. أي أن قدرا من الإشباع مطلوب، كما أن قدرا من الحرمان مطلوب أيضا.
والأفضل أن يكون هناك توازن بين ما هو استجابة فطرية طبيعية وتلقائية، وبين القواعد والتعليمات العلمية والعقلانية المأخوذة من أهل التخصص، حتى ينمو الطفل في حالة توازن بين ما هو عقلاني وما هو وجداني.. أي أننا نريد أن يتكامل في المربي - سواء كان أماً أو أباً أو جداً أو جدةً- عدة جوانب:
«الجانب الراعي»: ممثلاً في الحب والحنان والرعاية وتلبية الاحتياجات.
«الجانب الناقد»: ممثلاً في التوجيه والإرشاد والتصحيح والتأديب والعقاب أحياناً
إن الموازنة بين متطلبات التكيف ومتطلبات التطور مهمة جداً، بحيث نعطي فرصة لهذا الكائن الجديد «الطفل» لكي تنمو مواهبه وقدراته في جو من الحرية والحنان، وفي ذات الوقت نعلمه كيف يحترم الضوابط الدينية والأعراف الاجتماعية البناءة وألا يتصارع معها تصارعا يستنزف طاقاته ويفسد علاقاته، فالطفل بحاجة إلى الحب والحنان قبل كل شيء، ولكن ينبغي أن يتاح له المجال ليكتسب استقلاله الذاتي.. ففي ذلك يتمثل النمو المتوازن الحقيقي له، وربما كان هذا هو الطريق الوحيد لتوازنه، ومن دون هذا التوازن تبرز عيوب التربية.
ومن المهم أيضاً- التمييز بين احتياجات الطفل ورغباته.. فقد يبكي الطفل إحساساً بالألم أو الجوع أو الخوف، وفي هذه الحالات يجب الاستجابة له في الحال، أما بكاؤه لأسباب أخرى فلن يسبب أية أضرار له، وفي العادة يرتبط بكاء الطفل برغباته وأهوائه، والبكاء حالة طبيعية نتيجة حدوث تغير أو إحباط للطفل، وقد يكون البكاء جزءاً من نوبات الغضب الحادة، وهنا ينبغي أن نتجاهله ولا نعاقبه؛ وإنما نخبره فقط أنه طفل كثير البكاء، وعليه أن يكف عن ذلك.

وطبيعي أن يتضايق أطفالنا من الحدود التي نضعها لهم، وعلينا أن نتوقع إجاباتهم الغاضبة، أو عبوس وجوههم أو تجاهلهم؛ لأنهم يكرهون قوانيننا وحدودنا التي نضعها لهم.. كما أنهم لا يحبوننا في تلك اللحظات، إذ من الصعب على الأطفال أن يفصلوا بيننا وبين تصرفاتنا، وعندما نصر على أن يفعلوا شيئاً لا يريدون هم أن يفعلوه، أو عندما نرفض أن نستجيب لتوسلاتهم، فإننا كثيراً ما نسمع منهم هذه الجمل الغاضبة: (أنك لا تحبني)، أو (أكرهك)، أو (أنا لن أكون صديقك)، أو (أنا لن أحبك بعد اليوم).. إلا أن كراهية الطفل هذه مؤقتة فقط، لأنه لم يحصل على ما يريد.
ويرى المتخصصون أنه يجب أن لا نسمح لنوبات الغضب عند الطفل بالتأثير علينا، فالطفل أحياناً تنتابه نوبات غضب حادة كي يجذب انتباهنا، أو لكي يثنينا عن عزيمتنا وتغير رأينا، ومن ثم يحصل على ما يريد، وقد تكون نوبات الغضب على شكل نُواح أو تذمّر أو شكوى أو بكاء أو كتم النفس، أو أن يرتطم الطفل بالأرض، وما دام أن الطفل يبقى في مكان واحد، وليس متوتراً بدرجة كبيرة، وليس في وضع يعرضه للأذى، فلا أكثر من أن نهمله أثناء هذه النوبات، ومهما كان الأمر يجب ألا نستسلم لنوبات غضبه.



الإزعاج أفضل من الانحراف

عندما يدرك الطفل أن ما يريده يتحقّق بالإزعاج فإنه يتحوّل إلى طفل مزعج، لكن كثيراً من الإزعاج أفضل من قليل من الانحراف السلوكي الذي يتولد تلقائياً في شخصيته إذا استجبنا لمطالبه في كل صغيرة وكبيرة، ومع ذلك فإن هناك وسائل كثيرة لإيقاف هذا الإزعاج من أهمها:
* تحديد قواعد التهذيب المناسبة لسن الطفل: وهذه مسؤولية الوالدين، إذ عليهما وضع قواعد تهذيب السلوك الخاصة بطفلهم، عند بلوغه السن التي يحبو فيها، ففي بعض الأحيان قد يكون مفيداً للطفل إذا رفضنا طلبه بكلمة «لا»، فالطفل بحاجة إلى مؤثر خارجي يسيطر عليه حتى يتعلم كيف يسيطر على نفسه، ويكون مهذباً في سلوكه.

إن الطفل يشعر بالأمان في وجود روتين وقواعد معينة في حياته، ويجب أن تكون هذه القواعد منطقية ومناسبة لسن الطفل، وكلما كبر الطفل فعلينا أن نغير منها أو نعدلها لتتناسب مع سنه، فإذا حدد الآباء أوقاتاً معينة للأكل، واللعب، والنوم، فسوف تنتهي أغلب المشاجرات اليومية بيننا وبين أطفالنا، كما أن الثبات في وضع القواعد وتطبيقها هام جداً للحفاظ على السلوك الطيب للطفل.

ومن المهم أن يعتاد الطفل الاستجابة بصورة لائقة إلى توجيهات والديه قبل دخوله المدرسة بفترة طويلة، ومن هذه التوجيهات: جلوسه في مقعد السيارة، وعدم ضرب الأطفال الآخرين، وأن يكون مستعداً لمغادرة المنزل في الوقت المحدد صباحاً، أو عند الذهاب إلى الفراش.. وهكذا.

وهذه النُظم التي يضعها الكبار ليست محل نقاش للطفل، إذا كان الأمر لا يحتمل ذلك. غير أن هناك بعض الأمور التي يمكن أن يؤخذ فيها رأي الطفل، منها: أي الأطعمة يأكل، وأي الكتب يقرأ، وماذا يريد أن يلعب، وماذا يرتدي من الملابس.. لنجعل الطفل يميّز بين الأشياء التي يكون مخيّراً فيها وبين قواعد السلوك المحددة التي ليس فيها مجال للاختيار.
كما ينبغي أن لا نغفل عن التهذيب حتى في وقت المتعة والمرح، فليس معنى الترويح أن يتهاون الوالدان في تطبيق قواعد التهذيب، فإذا أساء الطفل السلوك -حتى وقت اللعب واللهو- فيجب تذكيره بالحدود التي عليه التزامها.

* تعليم الطفل كيفية الانتظار(الصبر): فالانتظار يعلم الطفل كيف يتعامل مع الضغوط والمعاناة بصورة أفضل، فجميع الأعمال في عالم الكبار تحمل شيئاً من المعاناة؛ لذا فإن تأخير تلبية رغبات الطفل سمة يجب أن يكتسبها تدريجياً بالممارسة.. ولا نشعر بالذنب إذا جعلنا الطفل ينتظر دقائق من حين لآخر، (فمثلاً: يجب ألا نسمح للطفل أن يقاطع محادثاتنا مع الآخرين) فالانتظار لن يضيره ما دام أنه لا يسبب له ضيقاً أو إزعاجاً، ومن ثم سوف يقوي ذلك مثابرته وتوازنه العاطفي.

* لنكن دائماً أصحاب الفعل وليس رد الفعل: يجب مواجهة السلوك السيئ بشكل هادئ، كأن نقول له مثلا-: أنا أعرف أنك ترغب بشدة في شراء هذه اللعبة، لكننا لن نشتري لعباً اليوم، ولكننا سنشترى فقط بعض الأغراض المنزلية. ولا نصرخ أو نثور كرد فعل لثورة الطفل أو تشبثه، لأننا بذلك نواجه سلوك الطفل السيئ بسلوك سيء مثله.
وإذا كنا نعتقد أن الطفل قد كبر وأصبح مدللاً وأن الوقت قد فات لإصلاح ذلك، فينبغي أن نعيد حساباتنا لأنه يمكننا إعادة ضبط سلوكه باستخدام النصائح السابقة.. صحيح أن ذلك قد يستغرق منا شهوراً، وقد يصبح سلوك الطفل في البداية أسوأ عن ذي قبل، ولكن النتائج التي سنحصدها -بعون الله تعالى- تستحق منا هذا الجهد.
* ابنك هو إنسان وأنت تبغي سعادته، وسعادته لن تأتي بحصاره في نمط معين من الحياة تفرضه عليه.. على العكس، فإن سعادة الابن لن تأتي بإطلاق العنان له ليفعل كل ما يريده، وبالتالي فلا مانع أن تؤدب ابنك التأديب اللازم عندما تراه قد خرج عن الحدود، ولا داعي بعدها أن تعاقب نفسك بالإحساس بالذنب لأنك فعلت ذلك.
* ليس جائزاً لنا أن نكبت غضبنا بدعوى أننا نخشى على الأبناء من الكبت، فنعيش في حالة غيظ، ويعيش الأبناء في حالة استهتار.. كما أنه ليس جائزاً لنا أن نحول غضبنا إلى قسوة مبالغ فيها بإهدار إنسانية الأبناء.. فمثل هذا الإفراط يجعل الأبناء في حالة من الرعب المستمر من الحياة، ويزرع في نفوسهم التشاؤم، ويلقيهم في أحضان الإحساس يفقدان القيمة والاعتبار.
ومن هذا المنطلق كان «الحرمان» هو أفضل طرق التقويم.. الحرمان من المصروف أو الخروج للنزهة، ولا نلجأ للضرب -الغير مبرح- إلا في أضيق الحدود، ولكن علينا أن نعرف أن العقاب يحتاج إلى هدوء وثبات ولا يحتاج أن تجعل الطفل سبباً لكل منغصات حياتك فتنفجر فيه وكأنك تنهال ضرباً على كل ظروفك الصعبة.
* لا تكن حازماً في الخارج، ومتساهلاً في البيت.. بمعنى أن نترك للطفل حرية النزهة في الملاعب والحدائق، وأن يتبع في البيت نوعاً من النظام. وليس من الضروري أن يكون هذا النظام صارماً، ولكن المهم أن يراعى.
* لنتعود أن نقول لأطفالنا «لا» برفق، بل ونحن نبتسم، ونتمسك بصرامة وحنان معاً، فهذا شيء مهم جداً.. من الملاحظ أن كثرة التوبيخ وكثرة الإهانة للطفل وكثرة الصراخ في وجهه، تجعله يسيء الظن بنفسه وبقدراته، ولذلك فإن الطفل غالبا ما يكرر الخطأ.
* إخبار الطفل مسبقاً: فالأطفال يجب أن يعرفوا دائماً ما الذي يتوقعونه منا، وما الذي نتوقعه نحن منهم.. فمثلا قبل اصطحاب الطفل للتسوق يجب على الأم أن تقول لطفلها: «نحن ذاهبان الآن إلى محل تجاري، وتوجد هناك حلوى كثيرة، ولكننا لن نشترى أياً منها، لأننا لم نتناول غداءنا بعد»، حينها سيتوقع الابن ما سيحدث، ويعرف أيضاً- أنه يجب عليه أن ينتظر إلى ما بعد الغذاء.
* تدريب الطفل على تحمل المسئولية، ومساعدته على تحقيق ذلك أمر مهم للغاية‏، لأن أي نجاح يحققه في هذا المجال يدفعه إلى مزيد من المحاولات ويزيد من ثقته في نفسه‏.. لا بد أن يتدرج في تحمل المسئولية، فيبدأ في التدريب على خلع ملابسه أو ارتدائها بنفسه، ثم يتعلم الالتزام ببعض قواعد الآداب في مجالس الكبار، والتحكم في العواطف والانفعالات وهكذا‏.. ‏ ويلعب الوالدان دورا مهما في تدريب الطفل على أن يثق بنفسه وبقدراته وتحمل الأعباء، وتشجيعه إذا نجح في حل بعض المشكلات الصغيرة‏.


حنان الأمومة في ثوب عملي


* عند استيقاظه من النوم: خذي صغيرك في حِضنك، واحكي له ما ستقومان بعمله في هذا اليوم الجديد.
* عند تناوله الطعام: لا تنسي مداعبته عن طريق التمثيل البسيط.
* بعد أن يأخذ ط·ظپظ„ظƒ حمامه الدافئ: جففي جسمه بلطف، وقولي له: «كم أنت جميل».
* عندما يستعد للخروج معك، وعند ارتداء ملابسه: حدثيه عن المكان المتوجه إليه، وعما سيتم فعله هناك.
* قبل خروجك: أعطيه ما يكفيه من ط§ظ„ط*ظ†ط§ظ† فترة غيابك عنه، بإعطائه حِضناً دافئاً.
* عند عودتك: عبري له عن مدى اشتياقك له، وعن سعادتك لرؤيته مجددا.
* عندما يلزم ط·ظپظ„ظƒ الأدب، ويلعب معتمدًا على نفسه دون إزعاج: أظهري له إعجابك وفخرك بسلوكه، ولا تنسي تأثير القبلة والكلمة الرقيقة على نفسية صغيرك الحبيب.
* عند النوم:تحدّثا سويًا عما حدث في ذلك اليوم، وعن الأحداث المنتظرة في اليوم التالي بإذن الله - تعالى -.

د - خالد سعد النجار








>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

مشكلة الدلال الزائد:
الدلال فعل يغرس الأنانية في نفس الطفل لذا ينبغي للأم أن تخفي عن ابنها حبها الشديد له, كي لا يتخذه وسيلة لارتكاب أفعال غير مرضية فيصبح عنيداً قاسي الطباع .وكثيراً ما يؤدي حرص الأم إلى شدة التضيق على الطفل ويتميز سلوك الطفل المدلل بالفوضى والتلاعب مما يجعله مزعجاً للآخرين
الأسباب :-
السبب الرئيسي وراء إفساد الأطفال بكثرة تدليلهم هو تساهل الوالدين وعدم تحكمهم في الأطفال واستسلامهم لبكائهم وغضبهم وعدم تميزهم بين احتياجات الطفل الفعلية كطلبة للطعام وبين أهواءه مثل طلبه لللعب فهم يخافون جرح مشاعر الطفل ويخشون بكاءه ومن ثم يلجأون إلى أسرع الحلول وأقربها ويغفلون أي شيء لمنع الطفل من البكاء ولا يدركون أن ذلك قد يتسبب في بكاء الطفل بصورة أكثر على المدى البعيد وإذا منح الوالدان الطفل قدراً كبيراً من الحرية والسلطة فسوف يكون أكثر أنانية

.
العلاج:-
1. تحديد قواعد التهذيب المناسبة لسن الطفل .
2. إلزام الطفل للاستجابة لقواعد تهذيب السلوك التي تم وضعها .
من المهم أن يعتاد الطفل الاستجابة بصورة لائقة إلى توجيهات والديه قبل دخول المدرسة بفترة طويلة , ومن هذه التوجيهات جلوسه في مقعد السيارة , عدم ضرب الأطفال إلخ .
3. التميز بين احتياجات الطفل ورغباته.
4. لا تسمحي لنوبات الغضب عند الطفل بالتأثير عليه.
5. لا تغفلي التهديد حتى في وقت المتعة والمرح.
6. علمي الطفل كيفية التغلب على السأم .
7. علمي الطفل كيفية الانتظار .
8. لا تفرطي في مدح الطفل .
9. على الطفل احترام حقوق والديه


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

يقع كثير من الآباء والأمهات في أخطاء شائعة من قسوة, وتشدد لاعتقادهم بأن هذا يسهم في تنشئة الأبناء وتربيتهم‏، ويكشف المختصون في الأمراض النفسية عن بعض هذه الأخطاء لنتلافاها‏‏ وهي:

- فرض الأوامر على الطفل طوال اليوم‏:‏ وهذا الخطأ نابع من فكرة السلطة والدكتاتورية‏، فنجد الأمهات يصدرن أوامر للطفل ولا يتركن له حرية اختيار أي شيء‏,‏ والنتيجة أن الطفل يتظاهر بأنه لم يسمع شيئا‏,‏ وبالتالي لا يستجيب‏,‏ لذلك لابد من إعطاء حرية للطفل‏,‏ بحيث يتمكن من الاختيار والشعور بشخصيته‏.‏
- عدم الاتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين‏:‏ هذا الخطأ هو نتيجة التضاد في المفاهيم بين الاثنين مما يؤثر على نفسية الطفل بشكل كبير‏,‏ لأنه لا يعرف من فيهما على صواب الأم أم الأب‏,‏ وهو ما يجعله ينجذب لأحدهما دون الآخر ويؤثر على احترامه وثقته فيه‏,‏ لذلك يجب الاتفاق على منهج تربوي واضح بين الأبوين وحتى إذا تعارضا في موقف معين‏,‏ لابد أن يصدق أحدهما على قرار الآخر‏.‏
- التفرقة في المعاملة بين الأبناء‏:‏ وهي كارثة على الرغم من نفي معظم الآباء والأمهات لهذه التفرقة‏,‏ إلا أن أبناء كثيرين يشعرون بها‏,‏ والمطلوب هو التوازن والعدالة عند قدوم الطفل الثاني‏,‏ الذي غالبا ما يكون أكثر هدوءا وجاذبا للانتباه نتيجة اكتساب الأبوين لخبرة في التربية‏، ومن هنا تبدأ التفرقة سواء المعنوية أو المادية‏.‏
- المقارنة بين الأبناء‏:‏ وهي طريقة غير عادلة في التربية‏,‏ لأن الفروق بين الأولاد ستبقى موجودة دائما‏,‏ وتؤدي المقارنة إلى زرع المرارة بين الإخوة والحط من قدرات الأقل تقديرا‏.‏
- عدم إشباع حاجة الطفل للرحمة والحب والحنان‏:‏ هناك نوع من الآباء يتعاملون مع أبنائهم بقسوة وعنف كأنهم عسكريون أو ماكينات‏,‏ ويتم توبيخهم ونقدهم في كل صغيرة وكبيرة‏,‏ هذا الخطأ يترك في نفس الطفل آثارا سيئة كثيرة‏.‏لذلك يجب أن تكون هناك دائما مساحة من المرح والترويح مع التعامل الهادئ المطمئن بحب وحنان ليسود التفاهم بين الجميع‏.‏
‏- الإهمال‏:‏ يؤثر إهمال الأبناء على الأسرة بأكملها‏,‏ ويجعل الطفل يشعر بالغيرة من أقرانه الذين يحظون باهتمام والديهم وينعكس ذلك علي تصرفاته التي تتسم بالعدوانية في مدرسته ليلفت الانتباه له‏.‏
- التدليل‏:‏ هذا الخطأ يجعل الطفل يشعر دائما بأنه لابد أن يكون محور اهتمام الجميع ويتوقع من كل الناس نفس المعاملة‏,‏ وبالطبع هذا لا يحدث مما يجعل انفعالاته طفولية ويتأخر نضجه الاجتماعي والانفعالي وتقل قدرته على تحمل المسئولية‏.‏
- عدم بشاشة وجه الأم والأب في المنزل‏:‏ وهو خطأ غاية في الخطورة‏,‏ ويقع فيه كثير من الآباء والأمهات لاعتقادهم أن علامات الشدة المرسومة على الوجه عامل مهم لتربية الأبناء‏.‏


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك وفي الشيخ


جزاكم الله خيرا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :