عنوان الموضوع : تأديب الصبيان على خلق الأدب مع الله للاسرة
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

تأديب ط§ظ„طµط¨ظٹط§ظ† على خلق ط§ظ„ط£ط¯ط¨ مع الله

خالد بن سعود البليهد



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ وبعد:
فإن من الظواهر السيئة المنتشرة في زماننا ضعف خلق ط§ظ„ط£ط¯ط¨ مع ط§ظ„ظ„ظ‡ لدى ط§ظ„طµط¨ظٹط§ظ† والبنات وهذا ظاهر جدا في تقصيرهم في العبادات الشرعية والأخلاق الدينية والتعامل مع الصالحين وغير ذلك.

ولهذا الخلق السيء مشاهد في واقعنا:
المشهد الأول: كثير من ط§ظ„طµط¨ظٹط§ظ† يتساهلون في شرط الطهارة فتراهم يصلون في المدارس والمساجد بلا وضوء ويتظاهرون بالطهارة أمام أوليائهم.
المشهد الثاني: كثير من ط§ظ„طµط¨ظٹط§ظ† يأتون للصلاة متأخرين وإذا دخلوا المسجد اشتغلوا باللعب ولا يدخلون مع الإمام إلا إذا ركع ومنهم من يلعب وراء المصلين فإذا أوشكت الصلاة على الإنتهاء دخل معهم وتظاهر أنه صلاها كاملة مع الجماعة ومنهم من يتحدث ويضحك مع صاحبه إذا كان في الصلاة.
المشهد الثالث: بعض ط§ظ„طµط¨ظٹط§ظ† ينشغلون ويضحكون أثناء قراءة القرآن واستماعه ولا يلزمون ط§ظ„ط£ط¯ط¨ الشرعي في الاستماع والإنصات لكلام ط§ظ„ظ„ظ‡ وإذا أخطأ أحد الطلاب ضحكوا عليه وتندروا به وإذا مرت كلمة غريبة ضحكوا وهذا من سوء ط§ظ„ط£ط¯ط¨ والجفاء مع أشرف كلام في الوجود.
المشهد الرابع: استخفافهم واستهزائهم بمظاهر الصلاح وزي الصالحين فإذا شاهدوا رجلا ملتزما بإعفاء اللحية وتقصير الثوب سخروا منه ووصفوه بالألقاب السيئة وحكوا فيه النكت والله المستعان.
المشهد الخامس: بعض ط§ظ„طµط¨ظٹط§ظ† والبنات لا يعظمون الأذان فتراهم يرفعون صوت الأغاني والمنكرات أثناء قيام المؤذن بالأذان ولا يقيمون وزنا لنداء الرحمن.
المشهد السادس: كثير من الأولاد يسب المسلمين ويلعنهم ويطردهم من رحمة ط§ظ„ظ„ظ‡ لأتفه الأسباب واللعن والفحش يجري على لسانه كشرب الماء.
المشهد السابع: امتهان المصاحف وكلام ط§ظ„ظ„ظ‡ في الكتب المحترمة بإلقائها والعبث بها في الممرات داخل المدارس وخارجها بعد الفراغ من الإختبارات.

وهذه التصرفات تظهر من الصبي والفتاة لضعف أدبه الشرعي وتقصير ولي أمره في تربيته ولو كان تلقى عنه ط§ظ„ط£ط¯ط¨ الشرعي ونشأ على احترام ط§ظ„ظ„ظ‡ وتوقيره وتعظيمه لما صدر تلكم التصرفات منه.

إن هذا الخطأ الجسيم يشترك في مسؤليته كل من له ولاية على الأولاد من الأسرة والمدرسة وإن كان المسؤول الأول هو الوالد ولو أن الصبي شاهد أباه وأمه منذ الصغر وهما يعظمان ط§ظ„ظ„ظ‡ ويوقرانه ولا يصدر منهما قول أو فعل يسيئ لله لأصبح الولد متأدبا مع ط§ظ„ظ„ظ‡ ومعظما لشعائره ومراعيا لحقوقه وحريصا على طاعته. وكثير من الآباء الصالحين يهمل هذا الجانب عند أولاده اعتمادا على دور المدرسة والمسجد فيضيع الولد وتصبح هويته مهزوزة وقاعدته هشة.

إن تساهلنا الشديد في تربية الطفل على تعظيم ط§ظ„ظ„ظ‡ وإجلاله له آثار سيئة على الصغير في المستقبل وينشأ لنا جيلا مستهترا في ذات ط§ظ„ظ„ظ‡ جريئا على حرمات ط§ظ„ظ„ظ‡ مضيعا لحقوق ط§ظ„ظ„ظ‡ متقبلا لمظاهر الإلحاد وهذا شاهد للعيان في بعض المجتمعات التي يسمع فيها والعياذ بالله سب ط§ظ„ظ„ظ‡ علانية وسب الدين في البيوت والأسواق والأعمال وتقام فيها الحفلات العلنية وأصوات المساجد تصدح بالقرآن من غير نكير مع أنها تنتسب للإسلام وهذه نتيجة حتمية لكل مجتمع تساهل في تربية أولاده وبناته على ط§ظ„ط£ط¯ط¨ مع ط§ظ„ظ„ظ‡ ولهذا قال العالم المربي ابن القيم: (من أهمل تعليم ولده ما ينفعه وتركه سدى فقد أساء إليه غاية الإساءة وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء وإهمالهم لهم وترك تعليمهم).

إنه من المؤسف أن تجد بعض أولياء الأمور يربي ولده وابنته على عادات قومه وتقاليدهم ويشدد عليهم في الوقت الذي يتساهل معهم في تعظيم ط§ظ„ظ„ظ‡ وتوقيره والأدب مع ط§ظ„ظ„ظ‡ وهذا من قلة البصيرة والجفاء والجهل. وهناك طائفة أخرى من المسلمين يعتنون أشد العناية في تربية أبنائهم على الأخلاق الدنيوية واكتساب العلوم العصرية ويقصرون جدا في غرس تعظيم ط§ظ„ظ„ظ‡ وإجلاله واحترامه كما جاء في الشرع في شخصية أبنائهم وذلك لتعلقهم بالدنيا وافتتانهم بثقافة الغرب.

إن الشارع الحكيم اعتنى بهذا الخلق العظيم قال ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى: (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ). وقال تعالى: (مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً). وأمرنا وأوصانا بأن نربي أولادنا على ط§ظ„ط£ط¯ط¨ مع ط§ظ„ظ„ظ‡ وتعظيمه ولذلك أوصى لقمان الحكيم ابنه بتعظيم ط§ظ„ظ„ظ‡ ومراقبته فقال: (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أوفي السموات أوفي الأرض يأت بها ط§ظ„ظ„ظ‡ إن ط§ظ„ظ„ظ‡ لطيف خبير). وأوصى إبراهيم عليه السلام بنيه بالتوحيد قال تعالى: (ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن لله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون). وقد اعتنى النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم في توجيه ط§ظ„طµط¨ظٹط§ظ† إلى هذا الخلق العظيم كما قال لإبن عباس: (يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ ط§ظ„ظ„ظ‡ يحفظك احفظ ط§ظ„ظ„ظ‡ تجده تجاهك إذا سألت فاسأل ط§ظ„ظ„ظ‡ وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لم اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه ط§ظ„ظ„ظ‡ لك وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه ط§ظ„ظ„ظ‡ عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف). رواه الترمذي. ولهذا أرشد أمته إلى طھط£ط¯ظٹط¨ ط§ظ„طµط¨ظٹط§ظ† على أمر الصلاة ومعاقبتهم على تركها لتعظيم حق ط§ظ„ظ„ظ‡ فقال: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر). رواه أبو داود والترمذي. وكان صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم يؤدب ط§ظ„طµط¨ظٹط§ظ† على تعظيم ط§ظ„ظ„ظ‡ عند الأكل كما في حديث عمرو بن سلمة ويربيهم على الورع عن المحرمات كما في حديث الحسن لما أكل تمرة من الصدقة.

وقد كان السلف الصالح يربون صبيانهم على توحيد ط§ظ„ظ„ظ‡ وتعظيمه قال سهل بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ التستري: كنت وأنا ثلاث سنين أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوما ألا تذكر ط§ظ„ظ„ظ‡ الذي خلقك فقلت كيف أذكره فقال بقلبك عند تقلبك بثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك ط§ظ„ظ„ظ‡ معي ط§ظ„ظ„ظ‡ ناظري ط§ظ„ظ„ظ‡ شاهدي فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته فقال قل كل ليلة سبع مرات فقلت ثم أعلمته فقال قل كل ليلة إحدى عشر مرة فقلته فوقع حلاوته في قلبي فلما كان بعد سنة قال لي خالي احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك ثم قال لي خالي يوماً يا سهيل من كان ط§ظ„ظ„ظ‡ معه وناظراً إليه وشاهده أيعصيه إياك والمعصية فكنت أخلو بنفسي فبعثوا بي إلى المدينة فمضيت إلى الكتاب فتعلمت القرآن وحفظته وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين وكنت أصوم الدهر وقوتي من خبز الشعير اثنتي عشرة سنة.

إن تربية الصبي والفتاة على ط§ظ„ط£ط¯ط¨ مع ط§ظ„ظ„ظ‡ يكون أولا بغرس محبة ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلبه وبيان صفاته العظيمة وأفعاله الجميلة وجلاله ومهابته وذكر عظم مخلوقاته سبحانه بالقصص والأمثال حتى يعرف ط§ظ„ظ„ظ‡ ويستقر في قلبه تعظيم ط§ظ„ظ„ظ‡ ثم يبين له عظم حق ط§ظ„ظ„ظ‡ علينا وأننا مهما فعلنا فلن نستطيع أن نوفيه حقه ثم يبين للطفل بأسلوب عفوي بسيط كيف نحترم ط§ظ„ظ„ظ‡ ونتأدب معه ونعظم حقه ولا نسيئ إليه بأي تصرف سواء قصدنا ذلك أم لم نقصد ومن الأساليب النافعة المجربة نقول له لو أن الملك والأمير الفلاني طلب رؤيتك فكيف ستحضر بين يديه وكيف ستتكلم معه وكيف ستكون هيئتك فسيقول لك سأكون في حضرته بكل أدب واحترام وحشمة وسكون فتقول له لماذا فسيقول لك لأن له منزلة عظيمة فتقول له متعجبا يالله كيف تتأدب مع الملك وهو مخلوق عبد عاجز يصرفه ط§ظ„ظ„ظ‡ كيف يشاء ولا تتأدب مع خالق الخلق الملك الجبار المهيمن الذي قهر السموات والأرض وقهر كل المخلوقات.

وينبغي على ولي أمر الصبي أن يستعمل أسلوب التعليم والزجر والثواب والعقاب والتشويق والترغيب والحوافز في سبيل غرس توقير ط§ظ„ظ„ظ‡ وتعظيمه في قلب الصبي والفتاة.

وينبغي على الوالدين أيضا أن ينبها أبنائهم على احترام ط§ظ„ظ„ظ‡ في الألفاظ والكلام فإذا سمعا منهم كلمة أو عبارة فيها نوع إساءة لله بينا لهم أن هذا الكلام لا يصلح مع ط§ظ„ظ„ظ‡ لما فيه إساءة وانتقاص لحق ط§ظ„ظ„ظ‡ وسوء أدب مع ط§ظ„ظ„ظ‡ كما كان النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم يربي أصحابه على ط§ظ„ط£ط¯ط¨ مع ط§ظ„ظ„ظ‡ في الخطاب وينكر عليهم أي كلمة تسيئ إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ويسبح منزها لله حتى لو كان قصدهم التقرب لله ومع الوقت سينشأ لدى الأولاد ذوق ديني وعقيدة راسخة وأدب رباني وصيانة في الكلام وحسن أدب مع الله.

ومن الأساليب النافعة أن يغرس الأب في ابنه تعظيم العلماء وأهل الفضل ويدربه على تقبيل رأس العالم وكبير السن والاحتفاء به والسلام عليه ويبين له أن تعظيمه من إجلال ط§ظ„ظ„ظ‡ كما ورد في الحديث: (إن من إجلال ط§ظ„ظ„ظ‡ إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه وإكرام ذي السلطان المقسط). رواه أبو داود.

ومن الوسائل النافعة في هذا الباب أن يحرص الوالد على أن يري صبيه آيات ط§ظ„ظ„ظ‡ العجيبة ومخلوقاته الخارقة ويلفت نظره ويربيه ويعوده على مهارة التفكر فيها فإن الصبي إذا أكثر من التفكر في آلاء ط§ظ„ظ„ظ‡ شاهد عظمة ط§ظ„ظ„ظ‡ ووقر اليقين في قلبه وملأ نور الإيمان فؤاده وأورثه ذلك تعظيم ط§ظ„ظ„ظ‡ وإجلاله ومراقبته والحياء منه.

وينبغي على المؤسسات الخيرية والدعوية أن تسعى في نشر البرامج والمشاريع التي تعزز خلق ط§ظ„ط£ط¯ط¨ مع ط§ظ„ظ„ظ‡ في قلوب أبنائنا وبناتنا عن طريق المسابقات والدورات ولتركز على هذا الجانب وتستهدف الفئة العمرية للأطفال لأن صلاح الأطفال ونشئتهم على إجلال ط§ظ„ظ„ظ‡ وتوقيره له أثر عظيم في صلاح الأمة في المستقبل وضياعهم عن هذا المبدأ ضياع للأمة وأعظم قيمة لنا نحن المسلمين توحيد ط§ظ„ظ„ظ‡ وتوقيره وحفظ حقوقه.

الفقير إلى الله
خالد بن سعود البليهد


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
مقال قيم ومهم نفع الله به ..
احسنت الانتقاء عزيزتي .. جزيتي الجنة ومن تحبين..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
جزاك الله خير الجزاء غلاتي وبارك بك على حسن الانتقاء

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :