عنوان الموضوع : المصلى المدرسي وأثره في حياة الطالبات
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

د.محمد عبد القادر الشواف


"المصلى": تلك الواحة الغنَّاء، التي تَتَفَفَّأ ظِلالها الطالبات، فهو مكمل لرسالة المدرسة، ويرفِّه عنهن في أوقات الفراغ، يتطلعن إليه بحب ولهفة، وتشتاق إليه مَن تذوقتْ لذة الجلوس فيه، وتعوَّدت على الاستفادة من ثماره الوارفة.
فهو ركن ركين في مسيرة التعليم، ووجوده مهم في كل مدرسة، وهو بوابة خير، ومنارة هدى؛ تتعلم فيه ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ كثيرًا من أمور دينهن، ويسهم في حل مشكلاتهن، ويُنَمِّي مهاراتِ الإبداع عندهن، من خلال البرامج، والمسابقات، والأنشطة المتنوعة، ولقد خرَّج ط§ظ„ظ…طµظ„ظ‰ كثيرًا من الداعيات والتربويات، ومن كان لهن دور كبير في بناء المجتمع.
وكثير من البنات كن يرمُقن ط§ظ„ظ…طµظ„ظ‰ من بعيد ولا يدخلْنَه، ثم كتب الله لهن المشاركةَ مع زميلاتهن، وعبَّرن عن سعادتهن الغامرة بعد ذلك بالنتيجة المفرحة التي وصلْنَ إليها، وشعرْن براحة نفسية، واطمئنان كنَّ يفتقدْنَه من قبل، وكم من ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ دخلن بوابة النجاح والتفوق في حياتهن الأكاديمية، والعملية، والاجتماعية من خلال المصلى.
وللمصلى أثر كبير في ط*ظٹط§ط© الطالبة، فهو يعلمها روح العمل الجماعي، والمشاركة في النشاط العام والتوعية، ويربط الطالبة بكتاب ربِّها، حيث تحفظ ما تيسَّر لها من القرآن الكريم، وتتدرب على ترتيله، فترتبط به قولاً وعملاً، كما يرتقي بفكرها وثقافتها، ويدرِّبها من خلال برامجه على كتابة البحوث، وأدب الحوار والخطابة، ويقوِّي شخصيةَ الفتاة، وينمي ثقتها بنفسها، ويسهم في بثِّ الأخلاق الحميدة، وتأصيل القيم لدى الطالبات، عن طريق التوجيه والمحاضرات المتنوعة، واستضافة بعض المربيات والداعيات، كما يشجع الطالبةَ على التواصل مع المجتمع بعد الدوام المدرسي، والارتباط بمدارس تحفيظ القرآن الكريم.
والمصلى يدرب الطالبةَ على أساليب الدعوة، وتقديم النصيحة بالحكمة والموعظة الحسنة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر،
الذي هو من أهم سمات أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -:
}كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110[
كما يحصِّنها ضد كثير من أمراض المجتمع؛ كالغِيبة، والنميمة، ويبثُّ روحَ التسامح، والشعور بالجسد الواحد، من خلال مساعدة ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ المحتاجات، والوقوف إلى جانبهن؛ حتى يتجاوزن محنتهن - بإذن الله.
والمصلى يوفر لكِ - أختي الطالبة - الصُّحبةَ الصالحة، ويساعدك على التفاعل مع الآخرين، والحب في الله، والاستفادة من نصائح ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ الصالحات، فالمرءُ على دين خليله، والطبعُ يَسرق الطبعَ، وقد أكرم الله عددًا من الطالبات، فأنقذهن من الوقوع فيما لا تُحْمد عقباه؛ حيث استفدْنَ من نصائح زميلاتهن فيما اعترض حياتَهن من مشكلات.
والمصلى يُحصنك ضد الشبهات، وتتعلمين من خلاله كيف تدعين إلى الله، وتسلكين سبيل الدعوة الصحيحة، فالطالبة تحاول أن تستفيد هي، وتؤثر فيمن حولها، فتكون داعية لغيرها لطريق الهداية والرشاد.
والمصلى يشجع الطالبة على الالتزام بالحجاب، وبالخلق الكريم، ويجعلها اجتماعية، وينأى بها عن الانطوائية، ويساعدها على المضي في طريق الخير والسعادة، فلقد عبَّرت كثير من ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ اللاتي استفدن من ط§ظ„ظ…طµظ„ظ‰ عن سعادتهن بما حققن من تغيُّر في حياتهن؛ بسبب المصلى، من حسن التزام، وسَعة ثقافة، وراحة نفسية، ومحافظة على الصلوات، وحب العمل الجماعي، وبثِّ روح الخير في المجتمع.

والمصلى يعلِّم الطالبةَ الترتيبَ، والعمل، والنشاط، حيث تتسابق ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ لترتيبه وتزيينه، ووضع لوحات مفيدة، وتعطيره؛ ليكون بالمظهر اللائق دائمًا.
والمصلى يحاول تصحيحَ كثير من المفاهيم لدى ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ حول القدوة الصالحة، وتجنب تقليد المشاهير من الفنانين والفنانات، والتحذير من القنوات الفضائية المنحرفة، وتوعية ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ من الإنترنت ومخاطره، والارتباط ذهنيًّا بعظماء الإسلام من السلف الصالح.
ولا شك أن أكبر تأثير للمصلى يكون - بعد توفيق الله - بإخلاص النية، والعمل الدؤوب، والتعاون بين الجميع لأداء العمل على أحسن وجه.

أيتها الطالبة، أيتها الفتاة المؤمنة:

المصلى يجعلك شامةً بين زميلاتك، وقدوة حسنة لغيرك؛ فأنت محط آمال مدرستك، وأهلك، ووطنك، وأمتك، وهل تنهض المجتمعات إلا بأمثالك من الفتيات المؤمنات المثابرات، اللاتي يكنَّ أمهاتِ المستقبل، وينشِّئن جيلاً صالحًا - بإذن الله - فعليكِ أن تدركي كم أنت مهمة، وكم يحتاجك المجتمع، وكم ستشعرين بالسعادة وأنت تقومين بخدمة وطنك.
تقول إحدى ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ - وهي تتذكر أيام المدرسة -:
أكثر ما ندمتُ عليه ندمي على عدم تواصلي مع مدرساتي خارج الفصل الدراسي، وعدم مشاركتي في المناسبات المدرسية، أو جماعة المصلى، الآن اكتشفت كم أنا مخطئة بسبب حيائي من التواصل مع المدرسات، لم أكن أعلم أن للدراسة مع التواصل الاجتماعي البنـَّاء والمثمرِ طعمًا آخر.

فإلى التي لم تجرِّب أن تدخل ط§ظ„ظ…طµظ„ظ‰ للاستفادة من أنشطته المتنوعة، أقول لها:
بادري – أُخَيَّتِي - وسارعي، ولن تندمي - بإذن الله - وستشعرين بنبض جديد يسري في عروقك؛ لأن ط§ظ„ظ…طµظ„ظ‰ أحد مفاتيح السعادة لك، وستجدين مدرسات متميزات يستقبلْنَك بقلوب حانية، وأخوات صالحات ينتظرنك على أحرِّ من الجمر، تجمعهن بك رابطة الأخوة الإسلامية والحب في الله، فاستفيدي - يا بنيـَّتي - من أوقات الفراغ، وحصص الانتظار، والفسح، فيما يعود عليك بالنفع والفائدة.
أسأل رب العرش العظيم أن يحفظ بنات المسلمين أجمعين، وأن يكرمهن بالعلم النافع، ويجعلهن منارات هدى، وينفع بهنَّ أمَّة الإسلام، وأن يوفِّق المربيات القائمات على رعاية المصليات لكل خير، وأن يجزل لهن المثوبة على ما يبذلْنَه من جهود من أجل مصلحة ط§ظ„ط·ط§ظ„ط¨ط§طھ وسعادتهن.

وصلى الله على سيدنا محمد وآله
والحمد لله رب العالمين

منقول من صيد الفوائد




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
جزيت خيرا اختي وكتي لك الاجر

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
بارك الله فيك ونفع بك

الموضوع راااااائع ومفيد

دمتي ودام عطاءك للركن

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماني الشرق
جزيت خيرا اختي وكتي لك الاجر



اللهم امين واياكِ اختي
سعدت بمرورك الهادئ

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :