عنوان الموضوع : قيام ليالي العشر الأواخر من رمضان في الاسلام
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

في الليل يهدأ الكون، ويركن الخلق، ويتجلى الرب سبحانه وتعالى، وينزل إلى السماء الدنيا، يغفر لمن يستغفر، ويعطي من سأله، ويستجيب لمن دعاه.

والليل محراب العابدين، ومثوى الساجدين، وروضة المخبتين، يناجون ربهم بكلامه، ويسألونه من عطائه، ويُعَفِّرون جباههم بِذُلِّ التوبة وعِزُّ العبودية لله رب العالمين، ويَحْنون رؤوسهم لقهَّار السماوات والأرض، وملك الملوك، دموعهم تبتل منها لحاهم، وأيديهم ضارعة، وقلوبهم واجفة، ونفوسهم مولعة، يرجون الله ويخافونه.

وفي الليل كان الحبيب المحبوب نبي الرحمة - صلى الله عليه وسلم - الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يقف في خشوع وضراعة، ومناجاة ومناداة حتى تتشقق قدماه، ويقول: أفلا أكون عبدًا شكورًا.

وكان - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† اجتهد في العبادة وجاد بالخير، فكان أجود من الريح المرسلة، وتعهَّد مع أمين السماء جبريل - عليه السلام - القرآن، وأقبل على الله بكُلِّيَّته، وكان يُبَشِّر أصحابه بهذا الشهر ويرغبهم فيه، وكان يكثر في صيامه خلوته بربه لمناجاته وذكره، فيفتح الله عليه من موارد أنسه، ونفحات قدسه، فكان يرد على قلبه من المعارف الإلهية، والمنح الربانية، ما يغذيه، وعن الخلق يغنيه، وعن الطعام والشراب يرويه.

كان من سنته - صلى الله عليه وسلم - أن يتحرى ليلة القدر في شهر ط±ظ…ط¶ط§ظ† المبارك، التماسًا للخير الذي قدَّره الله فيها، وحرصًا منه - صلى الله عليه وسلم - على نيل أكمل الخير وأتمَّه؛ ولذلك اعتكف مرة في ط§ظ„ط¹ط´ط± الأول من رمضان، ثم انتقل إلى ط§ظ„ط¹ط´ط± الأواسط، ثم استقر آخر الأمر على الاعتكاف والتماس ليلة القدر في ط§ظ„ط¹ط´ط± ط§ظ„ط£ظˆط§ط®ط± من رمضان.

روى مسلم عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتكف ط§ظ„ط¹ط´ط± الأول من ط±ظ…ط¶ط§ظ† ثم اعتكف ط§ظ„ط¹ط´ط± الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، والسدة هي مظلة توضع على الباب، قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه، فكلم الناس، فدنوا منه، فقال: " إني اعتكفت ط§ظ„ط¹ط´ط± الأول، ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت ط§ظ„ط¹ط´ط± الأوسط، ثم أتيت، فقيل لي: إنها في ط§ظ„ط¹ط´ط± ط§ظ„ط£ظˆط§ط®ط± فمن أحب منكم أن يعتكف (فليعتكف) فاعتكف الناس معه، قال: "وإني أريتها ليلة وتر، وإني أسجد صبيحتها في طين وماء"، فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح، فمطرت السماء، فوكف المسجد (أي نزل الماء من خلل في سقفه) فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح، وجبينه وروثة أنفه فيها الطين والماء، وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من الأواخر، وكان من هديه - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل ط§ظ„ط¹ط´ط± ط§ظ„ط£ظˆط§ط®ط± من ط±ظ…ط¶ط§ظ† شمَّر للعبادة واستعد لها استعدادًا لم يكن مثله في غيرها، روى البخاري رحمه الله عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر: شد مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله"، وشد مئزره - صلى الله عليه وسلم - يقتضي الاجتهاد في العبادة، وروى مسلم رحمه الله عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يُحْيي الليل بالصلاة والدعاء وغيرهما من الطاعات وكان يشرك أهله في هذا الخير، فيوقظهم لقيام الليل معه.

وكان - صلى الله عليه وسلم - لا يترك أحدًا من أهله يستطيع القيام للعبادة والسهر للإحياء، والقوة على ذلك إلا أيقظه، ذكر في فتح الباري: روى الترمذي ومحمد بن نصر من حديث زينب بنت أم سلمة: "لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا بقي من ط±ظ…ط¶ط§ظ† عشرة أيام يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلا أقامه"؛ ولذا قال الثوري: أحب إلي إذا دخل ط§ظ„ط¹ط´ط± ط§ظ„ط£ظˆط§ط®ط± أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، وينهض أهله ووالده إلى الصلاة إن طاقوا ذلك، فهو – صلى الله عليه وسلم – يجدُّ للعبادة في هذا الشهر أكثر من غيره من الشهور ويجتهد في ط§ظ„ط¹ط´ط± الأخيرة ما لم يجتهده في العشرين الأولى منه، ففي المسند عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان ط§ظ„ط¹ط´ط± شمَّر وشد المئز" فيسهر ليله، ويطوي فراشه ويودع النوم - وإن كان النوم في جميع ظ„ظٹط§ظ„ظٹ عمره قليلاً - ويلزم من يطيق من أهله ذلك معه.

فمن رغب في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - عليه أن يجتهد في ظ‚ظٹط§ظ… ظ„ظٹط§ظ„ظٹ ط§ظ„ط¹ط´ط± الأخيرة من رمضان، ويوقظ أهله ليقوموا معه، ويحاول قدره أن يعتزل النساء ويجتهد في العبادة، ففي هذه الليالي ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.

وقد ذهب ابن تيمية وجمهور من العلماء إلى أن هذه الليالي الأخيرة من ط±ظ…ط¶ط§ظ† هي أفضل من ظ„ظٹط§ظ„ظٹ عشر ذي الحجة، رغم ما في عشر ذي الحجة من الأيام الفاضلة: كيوم التروية ويوم عرفة وسواهما، وليلة القدر التي فيها ط§ظ„ط¹ط´ط± ط§ظ„ط£ظˆط§ط®ط± من ط±ظ…ط¶ط§ظ† حظ الأمة الإسلامية فيها أوفر من حظِّهم في ليلة الإسراء والمعراج؛ لأن ليلة الإسراء والمعراج مكرمة ومعجزة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وليلة القدر مكرمة للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولأمته من بعده.

ولما لهذه الليالي من مكرمة فقد أحياها النبي - صلى الله عليه وسلم - وأيقظ لها أهله، وهكذا كان الصحابة والتابعون، يسهر منها بالعبادة والمناجاة بين يدي الله.

فأيقظ أهلك، وقم ليلك، واعتزل نساءك، واجتهد لمناجاة ربك

يـا نائم الليل كـم ترقـدُ قـم يا حبيبي قد دنا الموعـد

وخـذ من الليل وأوقاتـه وِرْدًا إذا مـا هجـع الرُّقـَّد

من نـام حتى ينقضي ليله لـم يبلغ المـنزل أو يجهـد

قل لذوي الألباب أهل التقى قنطرة العـرض لكم موعـد

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر؟ هل من تائب؟ هل من سائل؟ هل من داع؟ حتى ينفجر الفجر) صحيح مسلم.

وقال - صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام ط±ظ…ط¶ط§ظ† إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه) البخاري.


منقول


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
الله يجزاك خير

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
جزاءك الف خير

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :