عنوان الموضوع : ليلة القدر اسلاميات
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

ليلة ط§ظ„ظ‚ط¯ط±
يحيى بن موسى الزهراني
دار ابن خزيمة


الحمد لله رب العالمين، مفضل الأماكن والأزمان على بعضها بعضاً، الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة، والصلاة والسلام على من شد المئزر في تلك الليالي العظيمة المباركة، نبينا محمد وعلى آله وصحبه الغر الميامين.. أما بعد:

لقد اختصّ الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص، وفضّلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل والأنبياء وخاتمهم وآخرهم، وجعلها خير الأمم قال تعالى: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران:110].

وقد أنزل لهذه الأمة الكتاب المبين، والصراط المستقيم، كتاب الله العظيم، كلام رب العالمين، قال تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون [الحجر]. وقال تعالى: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد [فصلت].

فقد أنزل الله عز وجل القرآن الكريم في ظ„ظٹظ„ط© مباركة هي خير الليالي، ظ„ظٹظ„ط© اختصها الله عز وجل من بين الليالي، ظ„ظٹظ„ط© العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر.. ألا وهي ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± مبيناً لنا إياها في سورتين قال تعالى في سورة القدر: إنا أنزلناهُ في ليلةِ ط§ظ„ظ‚ط¯ط± (1) وما أدراكَ ما ليلةُ ط§ظ„ظ‚ط¯ط± (2) ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر (3) تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر (4) سلامٌ هي حتى مطلع الفجر [القدر].

وقال تعالى في سورة الدخان: إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين (3) فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم ، وسميت بليلة ط§ظ„ظ‚ط¯ط± لعظم قدرها وفضلها عند الله تبارك وتعالى، ولأنه يقدر فيها ما يكون في العام من الآجال والأرزاق وغير ذلك، كما قال تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم [الدخان].


سبب تسميتها بليلة القدر
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في الشرح الممتع 6494 ما نصه: (أولاً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان اتقان صنعه وخلقه..

ثانياً: سميت ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± من ط§ظ„ظ‚ط¯ط± وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف لقوله تعالى: وما أدراك ما ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± خير من ألف شهر [القدر] وليلة خير من ألف شهر قدرها عظيم ولا شك.

ثالثاً: وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي : { من قام ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [متفق عليه]. وهذا لا يحصل إلا لهذه الليلة فقط، فلو أن الإنسان قام ظ„ظٹظ„ط© النصف من شعبان، أو ظ„ظٹظ„ط© النصف من رجب، أو ظ„ظٹظ„ط© النصف من أي شهر، أو في أية ظ„ظٹظ„ط© لم يحصل له هذا الأجر ).

وقال الشيخ رحمه الله تعالى: ( إن الإنسان ينال أجرها وإن لم يعلم بها، لأن النبي قال: { من قام ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± إيماناً واحتساباً } ولم يكن عالماً بها، ولو كان العلم شرطاً في حصول هذا الثواب لبيّنه الرسول ). أ هـ.


علامات ظ„ظٹظ„ط© القدر

ذكر الشيخ بن عثيمين رحمه الله أن لليلة ط§ظ„ظ‚ط¯ط± علامات مقارنة وعلامات متابعة:

العلامات المقارنة

1- قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار.

2- زيادة النور في تلك الليلة.

3- الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.

4- أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل يكون الجو مناسباً.

5- أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.

6- أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.

العلامات اللاحقة

أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب أنه قال: أخبرنا رسول الله : { أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها } [رواه مسلم].

وليلة رمضان ظ„ظٹظ„ط© مباركة، وهي في ليالي شهر رمضان، ويمكن التماسها في العشر الأواخر منه، وفي الأوتار خاصة، وأرجى ظ„ظٹظ„ط© يمكن أن تكون فيها هي ظ„ظٹظ„ط© السابع والعشرين من شهر رمضان، فكان أبي بن كعب يقول: ( والله إني لأعلم أي ظ„ظٹظ„ط© هي، هي الليلة التي أمرنا رسول الله بقيامها، وهي ظ„ظٹظ„ط© سبع وعشرين ) [مسلم].

وقد كان النبي يتحرى ظ„ظٹظ„ط© القدر، ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدركوا ظ„ظٹظ„ط© القدر، وكان يشد المئزر وذلك كناية عن جده واجتهاده عليه الصلاة والسلام في العبادة في تلك الليالي، واعتزاله النساء فيها، وورد عن بعض السلف الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً لليلة ط§ظ„ظ‚ط¯ط± التي شرفها الله ورفع قدرها.

ولهذا ينبغي أن يتحرها المؤمن في كل ليالي العشر عملاً بقوله : { التمسوا ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± في العشر الأواخر من رمضان } [متفق عليه]، وقد أخفى الله عز وجل علمها حتى يجتهد الناس في العبادة في تلك الليالي، ويجدوا في طلبها بغية الحصول عليها، فيظنون أنها في كل ليلة، فترى الكثير من الناس في تلك الليالي المباركة بين ساجد وقائم وداع وباك، فاللهم وفقنا لقيام ظ„ظٹظ„ط© القدر، واجعلها لنا خيراً من ألف شهر، فالناس بقيامهم تلك الليالي يثابون بإذن الله تعالى على قيامهم كل ليلة، كيف لا وهم يرجون ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± أن تكون في كل ليلة، ولهذا كان من سنة النبي الاعتكاف في ليالي العشر من رمضان.

وليلة ط§ظ„ظ‚ط¯ط± لا تختص بليلة معينة في جميع الأعوام بل هي تنتقل، أي قد تكون في عام ظ„ظٹظ„ط© خمس وعشرين، وفي عام آخر ظ„ظٹظ„ط© ثلاث وعشرين وهكذا فهي غير ثابتة بليلة معينة في كل عام.


فضائل ظ„ظٹظ„ط© القدر

1 - أنها ظ„ظٹظ„ط© أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى: إنا أنزلناه في ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± .

2 - أنها ظ„ظٹظ„ط© مباركة، قال تعالى: إنا أنزلناه في ظ„ظٹظ„ط© مباركة .

3 - يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى: فيها يفرق كل أمر حكيم .

4 - فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى: ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± خير من ألف شهر .

5 - تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى: تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر .

6 - ظ„ظٹظ„ط© خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها، قال تعالى: سلام هي حتى مطلع الفجر .

7 - فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال : { من قام ظ„ظٹظ„ط© ط§ظ„ظ‚ط¯ط± إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه } [متفق عليه].

فليلة هذه فضائلها وخصائصها وهباتها، ينبغي علينا أن نجتهد فيها ونكثر من الدعاء والاستغفار والأعمال الصالحة، فإنها فرصة العمر، والفرص لا تدوم، فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله، فاحرصوا رحمكم الله على طلب هذه الليلة واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها فإن المحروم من حُرم الثواب، ومن تمر عليه مواسم المغفرة ويبقى محملا بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم، أيها العاصي تب الى الله واسأله المغفرة فقد فتح لك باب التوبة، ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تضاعف فيها الحسنات وتمحى فيها السيئات فخذ لنفسك بأسباب النجاة.

اللهم اجعلنا ممن وفق لقيام ظ„ظٹظ„ط© القدر، فأجزلت له المثوبة والأجر، وغفرت له الزلل والوزر، اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا، وما أعلنا وما أسررنا، وما أنت أعلم به منا، برحمتك يا عزيز يا غفار، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
جزاك الله كل خير


اللهم بلغنا رمضان

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
جزاك الله خير أخيتي الحبيبة

موضوع هادف نفع الله بك

اللهم بلغنا رمضان وأعنّا على صيامه وقيامه

وكل عام والجميييييييع إلى الله اقرب

لك محبتي وصفو مودتي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشكورين عزيزاتي ع المرور والرد

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :