عنوان الموضوع : حقوق النبي -صلى الله عليه وسلم- علينا وجوب طاعته
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي





حقوق ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- ط¹ظ„ظٹظ†ط§ ظˆط¬ظˆط¨ ط·ط§ط¹طھظ‡



الحمد لله؛ أرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وأنزل الكتب هداية للخلق أجمعين، فسبحانه من رب رحيم، وإله عظيم، وأشهد ألا إله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ وحده لا شريك له؛ نصب الأدلة على ربوبيته، وأقام الحجة على خلقه، وأعذر المكلفين من عباده، له الحكمة الباهرة في خلقه وتدبيره، وله الحجة البالغة في أمره ونهيه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ أرسله بالبينات، وأيده بالمعجزات، وأمده بجنده، وأظهره على أعدائه، صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ وسلم وبارك ط¹ظ„ظٹظ‡ وعلى آله وأصحابه؛ آمنوا به وعزروه ونصروه وآووه، وفدوه بأنفسهم وأولادهم وعشائرهم وأموالهم، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.



أما بعد: فاتقوا ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى، والجئوا إليه في كل عسير، ولوذوا به في كل عظيم؛ فإنه جل جلاله الكبير الذي لا يتعاظمه شيء (ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير).



أيها الناس: من رحمة ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى بالمكلفين: أن دلهم على الطريق إليه، فأرسل الرسل مبشرين ومنذرين، وأوجب على العباد طاعتهم؛ فهم وسائط بين ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى وبين عباده، يصدرون عنه، ويتلقون وحيه، ويبلغون رسالاته، ويوم القيامة يسألون عن بلاغهم، ويسأل العباد عن إجابتهم (يوم يجمع ط§ظ„ظ„ظ‡ الرسل فيقول ماذا أجبتم) وفي الآية الأخرى (فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين).


وستشهد أمة محمد -عليه الصلاة والسلام- على سائر الأمم أن الرسل بلغتها الرسالات، وهذا معنى كونهم شهداء على الناس كما روى

البخاري عن أبي سعيد الخدري -رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه- قال: قال رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-: ((
يُجَاءُ بِنُوحٍ يوم الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ له: هل بَلَّغْتَ؟ فيقول: نعم يا رَبِّ، فَتُسْأَلُ أُمَّتُهُ: هل بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: ما جَاءَنَا من نَذِيرٍ، فيقول: من شُهُودُكَ؟ فيقول: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُجَاءُ بِكُمْ فَتَشْهَدُونَ، ثُمَّ قَرَأَ رسول اللَّهِ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) قال: عَدْلًا (لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ على الناس وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا)
وفي رواية لأحمد وابن ماجه: ((
يجيء ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ يوم الْقِيَامَةِ وَمَعَهُ الرَّجُلُ والنبي وَمَعَهُ الرَّجُلاَنِ وأَكْثَرُ من ذلك فَيُدْعَى قَوْمُهُ فَيُقَالُ لهم: هل بَلَّغَكُمْ هذا؟ فَيَقُولُونَ: لاَ، فَيُقَالُ له: هل بَلَّغْتَ قَوْمَكَ؟ فيقول: نعم، فَيُقَالُ له: من يَشْهَدُ لك؟ فيقول: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَيُقَالُ لهم: هل بَلَّغَ هذا قَوْمَهُ؟ فَيَقُولُونَ: نعم، فَيُقَالُ: وما عِلْمُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: جَاءَنَا نَبِيُّنَا فَأَخْبَرَنَا أَنَّ الرُّسُلَ قد بَلَّغُوا)).


والإيمان بالرسل وطاعتهم، واتباع دينهم، والتزام شرائعهم هو الغاية من إرسالهم؛ كما قال ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى (وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله) وما من نبي إلا قال لقومه: (اتقوا ط§ظ„ظ„ظ‡ وأطيعون).



ولما كان محمد -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- آخر الرسل وخاتمهم فلا نبي بعده، وجب على كل من بلغته دعوته أن يصدقها، ويتبعه فيها، وإلا كان عدوا لله تعالى ولأنبيائه كلهم، وإن زعم أنه يؤمن ببعضهم كما هو حال اليهود والنصارى بعد بعثة محمد -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-؛ ولذا سموا كفاراً في القرآن الكريم لأنهم كفروا برسالته -عليه الصلاة والسلام-، كما كفروا بما جاء به موسى وعيسى -عليهما السلام- من البشارة بمحمد -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-، فقرنوا في القرآن مع المشركين، ووصفوا بأنهم شر الخليقة، وكانت النار مأواهم (إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية)
وروى أبو هريرة -رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه- عن رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- أنه قال: (
وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيده لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ من هذه الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ ولا نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ ولم يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إلا كان من أَصْحَابِ النَّارِ) رواه مسلم.


وإنما كان اتباع الرسول واجباً، وطاعته فرضاً لأنه لا ينطق عن الهوى (إن هو إلا وحي يوحى) فكل ما جاء به فهو من عند ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى وحياً أوحاه إليه، أو فعلاً فعله فأقره ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى عليه، فكان وحياً، ولما طلب المشركون من ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- تبديل القرآن كان خطاب ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى له (قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي إني أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم) وتكرر في القرآن كثيراً التأكيد على أن ما جاء به ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- وحي من ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى (قل إنما أنذركم بالوحي) سورة الانبياء آية 45
وفي الآية الأخرى: (
وإن اهتديت فبما يوحي إلى ربى). سورة سباء آية 50


وتضافرت الآيات الكريمات على إيجاب اتباع الرسول -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- وطاعته، والتحذير من مخالفته، وجعل ط·ط§ط¹طھظ‡ طاعة لله تعالى: (من يطع الرسول فقد أطاع الله) ومبايعته مبايعة لله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون ط§ظ„ظ„ظ‡ يد ط§ظ„ظ„ظ‡ فوق أيديهم) وقرن بين اسمه واسمه في المحبة، فقال سبحانه: (أحب اليكم من ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله) وفى الطاعة (ومن يطع ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله يدخله جنات) وفي المعصية (ومن يعص ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله فإن له نار جهنم) وفي الرضا (والله ورسوله أحق أن يرضوه) وفي الإيذاء (إن الذين يؤذون ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله).


قال الإمام أحمد -رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى-: نظرت في المصحف فوجدت طاعة الرسول -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- في ثلاثة وثلاثين موضعاً ثم جعل يتلوا (فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) وجعل يكررها ويقول: وما الفتنة؟
ثم يجيب فيقول: الكفر، قال ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى: (والفتنة أكبر من القتل) فيدعون الحديث عن رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- وتغلبهم أهواؤهم إلى الرأي، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ، فيزيغ قلبه فيهلكه.



والأمر بطاعة الرسول في القرآن جاء في آيات كثيرة، وبصيغ متنوعة، وعلى وجوه متعددة، فتارة يقرن بين طاعة ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه وطاعة رسوله -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- بأمر واحد وفعل واحد (قل أطيعوا ط§ظ„ظ„ظ‡ والرسول) وفي آية أخرى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله) فعطف طاعة الرسول على طاعته، ولم يكرر الفعل إعلاماً بأن طاعة ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى لا تتحقق إلا بطاعة رسوله -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-.


وتارة أخرى يأمر ط§ظ„ظ„ظ‡ سبحانه بطاعته وطاعة رسوله فيكرر الأمر والفعل؛ كما في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ط§ظ„ظ„ظ‡ وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وفي المائدة (وأطيعوا ط§ظ„ظ„ظ‡ وأطيعوا الرسول واحذروا) وفي النور (قل أطيعوا ط§ظ„ظ„ظ‡ وأطيعوا الرسول فإن تولوا فإنما ط¹ظ„ظٹظ‡ ما حمل وعليكم ما حملتم) وفي القتال: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا ط§ظ„ظ„ظ‡ وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) وكل هذه الآيات وأمثلها تدل على أن طاعة الرسول تجب استقلالاً، فلو أمر -عليه الصلاة والسلام- بأمر لا وجود له في القرآن وجب ط·ط§ط¹طھظ‡ فيه؛ لأن ما جاء به هو في منزلة ما جاء في القرآن من جهة الأمر والنهي ووجوب الأخذ به، كيف وهو القائل -عليه الصلاة والسلام-: ((ألَا إنّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ معه ألا إني أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ معه ألا يُوشِكُ رَجُلٌ ينثني شَبْعَاناً على أَرِيكَتِهِ يقول عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ فما وَجَدْتُمْ فيه من حَلاَلٍ فَأَحِلُّوهُ وما وَجَدْتُمْ فيه من حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ)) رواه أحمد وأبو داود


قال ابن القيم -رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى-: "فأمر تعالى بطاعته وطاعة رسوله وأعاد الفعل إعلاماً بأن طاعة الرسول تجب استقلالا من غير عرض ما أمر به على الكتاب، بل إذا أمر وجبت ط·ط§ط¹طھظ‡ مطلقا سواء كان ما أمر به في الكتاب أولم يكن فيه فإنه أوتي الكتاب ومثله معه" اهـ.



ولا أدل على تقرير ذلك من أن ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى أمر بطاعة رسوله -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- استقلالاً؛ كما في قوله تعالى: (وأقيموا الصلواة وآتوا الزكواة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون).



وفي هذه الآيات ومثيلاتها رد على من استهان بسنته، فقدم عليها أقوال البشر، أو رد شيئاً منها بدعوى عدم إشارة القرآن إليه؛ كما يقول ذلك من يقوله ممن تشربوا الفتنة وقضوا بعقولهم القاصرة على السنة، فزاغوا فأزاغ ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى قلوبهم.



وتارة ثالثة يأمر ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى باتباع نبيه -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-، والتأسي به، والأخذ عنه؛ كما في قوله تعالى: (قل إن كنتم تحبون ط§ظ„ظ„ظ‡ فاتبعوني يحببكم ط§ظ„ظ„ظ‡ ويغفر لكم ذنوبكم) وفي الأحزاب (لقد كان لكم في رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ أسوة حسنة) وفي الحشر(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا).


وتارة رابعة يأمر سبحانه بالتحاكم إليه، وقبول حكمه، والتسليم له؛ كما في قوله تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)

وفي النور (
إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا)
وفي الأحزاب (
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم).

فمن أحب ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-، وأراد نصرته؛ فليمتثل أمره، وليجتنب نهيه، وليلتزم سنته، وليرض بالتحاكم إلى شريعته ولو كان الحكم مخالفا لهواه؛ فإن المؤمن لا يكون كامل الإيمان حتى يكون هواه تبعا لما جاء به الرسول -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- من الشريعة والأحكام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (قل يا أيها الناس إني رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ إليكم جميعاً الذي له ملك السماوات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون).
بارك ط§ظ„ظ„ظ‡ لي ولكم في القران العظيم.


الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، ونشكره على توفيقه وامتنانه، ونستغفره طلباً لعفوه وغفرانه، ونسأله طمعاً في ثوابه وإنعامه، وأشهد ألا إله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ وحده لا شريك له؛ كبير في ذاته، عظيم في أسمائه وصفاته (وسع كرسيه السموات والأرض ولا يؤده حفظهما وهو العلي العظيم) وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، لا يحبه إلا مؤمن، ولا يشنئوه إلا كافر أو منافق، جمع الكمال البشري في شخصه، وبهر العالمين بحسن خلقه، صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ وسلم وبارك ط¹ظ„ظٹظ‡ وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: فاتقوا ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى وأطيعوه، والتزموا سنة نبيه واتبعوه (وأطيعوا ط§ظ„ظ„ظ‡ والرسول لعلكم ترحمون).

أيها المسلمون: اعتداءات الكفار والمنافقين على الرسول -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- وعلى من يدينون بدينه قديمة قدم ظهور الإسلام، وبلاغ سيد الأنام -عليه الصلاة والسلام-، وستظل حملاتهم شديدة الأوار، عظيمة الاضطرام، إلى آخر الزمان، تخبو تارة لعجز الأعداء أو ضعفهم أو انشغالهم بحروب بينهم، ولكنها لا تلبث إلا وتعود كرة أخرى أشد ما تكون.



وإن أعظم نصرة يقدمها المسلم لربه -عز وجل-، ولدينه، ولنبيه -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- هي مزيد من التمسك بالإسلام، وتعظيم شعائره، وإظهار معالمه، وإبراز محاسنه.



إن الأعداء ما شرقوا بالإسلام، ولا نالوا من سيد الأنام، ولا جيشوا الجيوش العسكرية، وحشدوا الأبواق الإعلامية، فدمروا ما دمروا، واحتلوا من بلاد المسلمين ما احتلوا، ونشروا الشهوات في أوساط المسلمين، وقذفوا الشبهات بينهم، وحاولوا تزوير دينهم، وانتدبوا المحرفين لهذه المهمة القذرة، فباءوا بفشل بعد فشل، إنهم ما فعلوا ذلك كله إلا لأن دين محمد -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- بقي كما هو غضاً طرياً كما نزل منذ ما يزيد على أربعة عشر قرناً.



لقد غزوا المسلمين بالتنصير والإلحاد، ورفعوا من شأن الزنادقة والملحدين فما أفلحوا، ونشروا أفكار ماركس ولينين وسارتر ونيتشه وديوي وريكارد ومالتوس وميل وعشرات غيرهم، فكان لأفكارهم بريق اغتر به شباب المسلمين ردحا من الزمن حتى اطمأن الأعداء أن موجة الإلحاد قد شقت طريقها في بلاد المسلمين، وأن مآلها مآل الغرب الإلحادي، وما هي إلا سنوات قلائل حتى ماتت هذه الأفكار، وظهر دين محمد -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- من جديد، وصار يهدد إلحاد الغرب بانتشار الإسلام بين أفراده، وليست النصرانية المحرفة قادرة على أن تكون بديلا صالحا للإسلام رغم ما ينفق على التنصير من أموال ضخمة.



وإذ ذاك ظهر الوجه الحقيقي لحرية الرأي والحرية الدينية التي يتشدق بها الغرب، ويصيح بها المفتونون به وبشعاراته الزائفة، فمنعوا الحجاب، وشوهوا الإسلام، ووصموه بالإرهاب، وضيقوا على المسلمين، واتهموهم بالتهم الباطلة، وما زاد هذا الإرهاب الغربي الإسلام إلا قوة وانتشاراًَ.



إنه الدين الوحيد في التاريخ كله الذي استعصى على محاولات التبديل والتغيير، والمسخ والتحريف، وهو الدين الذي لم يقبل المماحكات والمساومات على شريعته وأحكامه؛ منذ أن رفض رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- مساومات المشركين وإلى يومنا هذا، وإلى أن يرث ط§ظ„ظ„ظ‡ الأرض ومن عليها؛ لأن من حكم ط§ظ„ظ„ظ‡ الذي لا يبدل أن يبقى الإسلام إلى آخر الزمان رغم أنوف الحاقدين والكارهين.
وهو الدين الوحيد الذي يكون أقوى ما يكون حين يكون أتباعه أضعف ما يكونون، ومن رأى في هذا العصر قوة الأعداء وضعف المسلمين، واجتماعهم وتفرق المسلمين، استبانت له تلك الحقيقة؛ ولذلك أعيتهم الحيل مع الإسلام.



وهو الدين الذي يُحيي أتباعَه نيلُ الأعداء منه، وكم دنست أديان وأفكار فما رفع أتباعها بذلك رأساً، ولا سيما إن كانوا ضعفاء، وحين غزا أبرهة الكعبة قال عبد المطلب وهو سيد قريش: "أنا رب الإبل وللبيت رب يحميه" وتبدل الحال بالإسلام فلا ينال من دين ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى إلا انتفض المسلمون لذلك وقلبوا حسابات الأعداء رأساً على عقب، أفنعجب يا عباد ط§ظ„ظ„ظ‡ إن طفح الغيظ من صدورهم ففعلوا ما فعلوا؟!



وإن أعظم شيء يغيظهم: إظهار سنة المصطفى -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- من إعفاء اللحى، وتقصير الثياب، والتزام المرأة بالحجاب، وتتبع السنن النبوية وتطبيقها، والإعلان بها، واتخاذها شعاراً؛ تعبداًَ لله تعالى، وإغاظة لأعدائه، وإن إغاضتهم بطاعة ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى، وبتطبيق سنة نبيه -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- من أوثق عرى الإسلام، فهبوا يا أنصار محمد -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- لنصرته بتطبيق سنته، واجتناب مخالفته؛ فتلك والله أعظم وسائل النصرة.



ومن لاحظ رسوماتهم الفاجرة بأن له أنها ترتكز على الاستهزاء بتلك السنن الظاهرة التي أمر بها رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-، واتخذها الممتثلون لسنته شعاراً لهم.



وإن من سنة نبيكم محمد -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- التي انتدبكم إليها، وحضكم عليها: صيام العاشر من محرم، ومخالفة اليهود بصيام يوم قبله أو بعده؛ كما روى ابن عباس -رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما- فقال: (قَدِمَ ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…- الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يوم عَاشُورَاءَ فقال: ((ما هذا؟)) قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى ط§ظ„ظ„ظ‡ بَنِي إِسْرَائِيلَ من عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى، قال: ((فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ)) فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. رواه البخاري، وفي رواية لمسلم: قال -عليه الصلاة والسلام-: ((لَئِنْ بَقِيتُ إلى قَابِلٍ لَأَصُومَنَّ التَّاسِعَ)) وأخبر -عليه الصلاة والسلام- أن صيامه مكفر للذنوب، فقال -عليه الصلاة والسلام-: ((صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ على ط§ظ„ظ„ظ‡ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبْلَهُ)) رواه مسلم.

فصوموه رحمكم ط§ظ„ظ„ظ‡ تعالى؛ تعبدا لله تعالى، وامتثالاً لسنة نبيه -طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم-، وطلباً للأجر.
وصلوا وسلموا.

الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جعلنا الله واياكم ممن اقتدى بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم قولا وعملا الى يوم الدين ..

بارك الله في الشيخ ونفع بعلمه الامة ..

خطبة قيمه ... جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك عزيزتي ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
ربي يجزبك كل خير

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :