عنوان الموضوع : أطفالنا وعشر ذي الحجة فقه الحج
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي




أطفالنا ظˆط¹ط´ط± ذي الحجة


إنها نعمة كبيرة من نعم الله سبحانه وتعالى على عباده المؤمنين أن رزقهم نعمة أيام الحج؛ ليتسابقوا إلى العمل الصالح يعبدون ربًّا واحدًا، ويلتقون أمة واحدة، وصوتًا واحدًا يدوِّي بالتكبير والتهليل والدعاء والتسبيح، والصلاة والصيام وأداء جميع مناسك الحج، بقلوب خاشعة لا تحمل رياءً ولا شركًا.

فإذا ما هلّت أيام شهر ذي ط§ظ„ط*ط¬ط© المباركة فاتْلُ على أهل بيتك من الآيات والحكمة والقصص ما يجعلهم يبتدرون العشر قبل أن تتفلت أيامها، ويتسابقون في دعوة غيرهم لمضاعفة أجورهم، واتل عليهم قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: 1، 2]
واذكر لهم أن تلك العشر التي يقسم بها الله جلّ في علاه هي في قول أكثر المفسرين "عشر ذي الحجة"؛ لعظيم شرفها، فهي أفضل أيام العام؛ لاجتماع أعظم العبادات فيها.

خطوات عملية في عشر ذي الحجة
الطفل هو البذرة الأولى في الحقل المتنامي، الذي ستتفرع منه الأغصان والفروع، والذي سيثمر الثمرة الطيبة بإذن الله.
وأطفالنا أمانة في أعناقنا، يتعلمون خلال سنيّ حياتهم مَعَنا ما يُعينهم على القيام بأدوارهم المستقبلية، تارة بالتقليد والمحاكاة، وتارة بالمحاولة والخطأ، وتارة بما اعتادوا عليه.. فإنّ من المعروف أن الطفل يتأثر بوالديه، وهذا الأثر يبقى لفترة طويلة، قد تمتد طوال عمره، وعلينا باستثمار سنوات الطفل الأولى وإشباعه بقيم معرفية وروحية؛ حتى يشب مسلمًا صالحًا متمسكًا بتعاليم دينه..

وفريضة الحج عامة وعشرة الأيام من ذي ط§ظ„ط*ط¬ط© خاصة من أهم العبادات التي يجب تعريف الأطفال بها، وتعويدهم على الاهتمام بها وإحيائها
ويمكننا ذلك عن طريق الخطوات التالية:
- الجلسات الحوارية الأسرية الهادئة، والتي لها أثرها البالغ في حياة الطفل، ولو كانت إحداها في شرح معاني مفردات التهليل والتحميد والتكبير، وشيء من دلالات أسماء الله وصفاته، وبيان الحكمة من الصلاة، والصوم، وإعانة المحتاجين، وأثر أيام العشر، ويوم عرفة على العباد - لكان في ذلك ترسيخ لمحبة الله سبحانه، وتعظيمه، وتوقيره، وترسيخ محبة ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى الله عليه وسلم.

- اشرح لأطفالك فضل يوم عرفة، وأن الله ميّزه على غيره بأنه يوم أكمل الله به الدين وأتمه، وأن إكمال الدين في ذلك اليوم حصل؛ لأن المسلمين لم يكونوا قد حجوا حجة الإسلام من قبل، فكمُل بذلك دينهم.

وبيّن لهم أن صيام هذا اليوم يكفّر سنتين، كما بيّن ذلك ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ صلى الله عليه وسلم، وحثهم على صيام ذلك اليوم، واجعل الإفطار على سفرة جماعية؛ حتى يستشعروا أن لهذا اليوم مزية وفضلاً.

- اعمل خيمة لأطفالك في غرفة نومهم عبارة عن أقمشة بيضاء، تسمى خيمة الحج، وضع فيها مجموعةً من قصص الأنبياء، وخاصة قصة سيدنا إسماعيل عليه السلام ومصاحف، وكتبًا عن الحج، واجلس داخل هذه الخيمة بشكلٍ يومي في أيام العشر وقصّ عليهم القصص، واشرح لهم مناسك الحج بشكل مبسط، وبيّن لهم فوائد الذكر والتكبير، وقراءة القرآن الكريم.

- القيام بعمل نموذج للكعبة والقيام ببعض مناسك الحج عن طريق عمل تطبيق الحج بصورة مبسطة مع الطفل، فنضع في كل ركن من أركان المنزل مَنسكًا من مناسك الحج مصغرًا، ونجعل الأطفال يتنقلون بينها ويتعرفون عليها، وهم يلبسون ملابس الحج، وبذلك يعيش الأطفال مع هذه المناسك؛ مما يكون له الأثر العظيم في تعليمهم ومحبتهم لهذا المنسك.

- اصطحاب الأطفال لشراء خروف العيد، واشرح لهم أن في الأضحية إحياءً لسُنّة أبينا إبراهيم عليه السلام، وفيها تذكير بقصة الفداء والتضحية؛ إذ أصبح يوم فداء إسماعيل وإنقاذه من الذبح عيدًا للمسلمين يُسمى بعيد الأضحى، يذبح فيه المسلمون الذبائح تقربًا إلى الله تعالى. وتخليدًا لهذه الذكرى، تبقى هذه القصة مؤثرة في عقولهم ووجدانهم، يعيشون حياة أبطالها، يستمعون بشغفٍ إليها، ويتقمصون ما فيها من حِكَم أو دلالات، وينسجون لنفوسهم خيالات واسعة بين أحداثها، فيؤمنون بما دلت عليه، وتفتح لهم ملكة التفكير للتعبير والإبداع النافع.



ربط أبنائك بالحج، وجعله في قلوبهم رغم صِغَر سنِّهم، وذلك عن طريق التلفاز، فعند مشاهدة أبنائك للمناسك أبدأ بشرحها، وتوضيح أجرها وفضلها،وأيضا عن طريق القصص التي تحوي على صُوَر توضيحية لمناسك الحج؛ لتثبت المعلومات لديهم، وتتشرَّب قلوبهم حبَّ هذه الفريضة.


عوَّدوا أطفالكم على مكانة هذا الشهر عن طريق شرح فضل العبادات، وأظهروا لهم القدوةَ في زيادة ممارسة العبادة أمامهم،و نميِّز شهر ذي ط§ظ„ط*ط¬ط© عن غيره عن طريق تلوين شهر ذي الحجة، واحكي لهم عن شعائر الحج؛ وبذلك ينشَؤون على أن هذا الشهر له قدسية لا يحملها شهر غيره.العملية حتى يستشعر الاطفال بعظمة هذه الأيام الطيبة(عشر ذي الجحة)...




وهذى اضافة قيمة للكاتب عادل بن سعد الخوافى

جاء عن ابْنُ عُمَرَ - رضي الله عنه -: "أَدِّبِ ابْنَكَ فَإِنَّكَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ: مَاذَا أَدَّبْتَهُ، وَمَاذَا عَلَّمْتَهُ؟
وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ بِرِّكَ وَطَوَاعِيَتِهِ لَكَ" [1]
وقال بعض العلماء: "اللَّهَ - سبحانه - يَسْأَل الْوَالِدَ عَنْ وَلَدِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَبْل أَنْ يَسْأَل الْوَلَدَ عَنْ وَالِدِهِ" [2].



لقد كان دَيدَنُ السلف الصالح في تربيتهم لأولادهم: بناء معتقدهم، وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتحصينهم ضد الشهوات والشبهات، وتأهيلهم للأعمال الجليلة، والواجبات الشرعية، والسلوكيات الحميدة، وقد وردت النصوص في تأكيد ذلك وبيانه.
جاء عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ قَالَتْ:" أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتي حَوْلَ الْمَدِينَةِ ((
مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ)).
فَكُنَّا بَعْدَ ذَلِكَ نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ مِنْهُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَنَذْهَبُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهَا إِيَّاهُ عِنْدَ الإِفْطَارِ". [3].


هكذا كانوا، وهكذا ينبغي لنا أن نكون مع ط£ط·ظپط§ظ„ظ†ط§ في خير أيام الدنيا؛ عشر ذي الحجة، يقول - صلى الله عليه وسلم -: (( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة. قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلاّ رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء)). [4].


وقال - صلى الله عليه وسلم -: (( ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه من العمل فيهن، من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد)). [5].


قال الإمام ابن حجر: "الْمُرَادَ أَنَّ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ الْعَشْرِ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ أَيَّامِ السَّنَةِ سَوَاءٌ كَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَمْ لَا، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ الْجُمُعَةِ فِي غَيْرِهِ لِاجْتِمَاعِ الْفَضْلَيْنِ فِيهِ". [6].



فهل ترى من النَّجابة في شيء أن نُفوِّتَ أياماً عظيمة كهذه الأيام دون أن ننقش من آثارها على أولادنا، فيشب أحدهم وقد اعتاد القيام بشعائر الإسلام، وتمرَّس على واجباته ومستحباته، ونشأ وقد وقَرَ في قلبه عظمة ما نُعظِّمه، وصارت أعظم الأشياء عنده ما نعتقده، متين المعتقد، سليم القلب، طاهر اللسان، شاباً صالحاً، وعضواً نافعاً في المجتمع؟!



إننا لنُحَقِّقَ هذه الخِصال مع ط£ط·ظپط§ظ„ظ†ط§ في أعظم الأيام عند الله، ينبغي أن تكون لنا خُطوات أسرية إيمانية مدروسة، نستجلبُ بها رحمة الكريم المنَّان، ونؤكِّد فيها التقارب معهم، ونرسم أهدافاً سامية يسعى الجميع إلى تحقيقها في دنياه لعمارة آخرته وبنائها.




-----------------

[1]: تحفة المودود لابن القيم - رحمه الله -. ص 137
[2]: تحفة المودود لابن القيم - رحمه الله -. ص 139
[3]: رواه مسلم - رحمه الله -.
[4]: رواه البخاري - رحمه الله -.
[5]: أخرجه الإمام أحمد. وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح.
[6]: فتح الباري، ج: 2 ص: 534.




>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
جزاك الله خيرا

نقل هادف وتربوي ممتاز,,

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
جزاك الله خيرا حبيبتى و بارك فيك ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

وجميل جدا ان ينشأ الوالدين اطفالهم منذ الصغر على الدين واحكامه ,, ويكونوا قدوة لهم في ذلك ,, فيعظمون شعائر الله تعالى ويمتثلون اوامر الله تعالى ,, ويجتنبون نواهيه .. فمتى رأى الطفل من ابويه ذلك قلدهم وفعل فعلهم ولو لم يعي تلك الاوامر والنواهي لصغر سنه .. ثم مايلبث ان ينشأ على التقوى والصلاح - بعد توفيق الله تعالى - ..

الله يعيننا واياكم والمسلمين على تنشئة ابنائنا تنشأة اسلامية ايمانيه في ظل هذه المتغيرات والفتن والملهيات ..

طرح قيم وموفق شكر الله لك ولكاتبه ووفقكم للخير ياغاليه ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :