عنوان الموضوع : موسم الأجر في أيام العشر للحاج
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي



موسم ط§ظ„ط£ط¬ط± في ط£ظٹط§ظ… العشر

أيها الأخوة المؤمنون:
فهذا ظ…ظˆط³ظ… ط§ظ„ط£ط¬ط± في الأيام العشر، تقترب منا أيامه وتهب علينا أنسامه ويفيض علينا فيه خير من الله -سبحانه وتعالى-، وتذكر العقول الغافلة، وتنشط النفوس الهاملة، وهذه رحمة من الرحمات أن جعل الله -عز وجل- في ط£ظٹط§ظ… دهره نفحات تضاعف فيها الحسنات، وتمحى فيها السيئات، حتى يكون ذلك عون للمسلم على مواصلة القربة وأداء الطاعات، وعلى التنافس والتسابق في الخيرات، وعلى المسارعة إلى ابتغاء رضوان الله -سبحانه وتعالى- وعمل الأعمال الموصلة إلى الجنات.



وإن هذا الفضل من الله -سبحانه وتعالى- ينبغي أن يقابله العبد المؤمن بما يليق به من الاغتنام والجد والعمل الصالح؛ لأن هذه الأيام وهذه المواسم إذا انقضت فربما لا يعود إليها مرة أخرى، وربما عجز فيما يدرك ويستقبل من الأيام أن يؤدي الأعمال الصالحة التي يستطيع أن يؤديها في مثل هذه الأوقات، إما لمرض مقعد، وإما لخرف مهد، وإما لأي عارض من العوارض.



فالله الله في هذه الأيام، والله الله في ط§ظ„ط£ط¬ط± والعمل الذي يحوز به العبد المؤمن هذا ط§ظ„ط£ط¬ط± والثواب من الله -سبحانه وتعالى -، في صحيح البخاري من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من ط£ظٹط§ظ… العمل الصالح فيهن أحب الى الله من هذه الأيام العشر)، قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟
قال:
(ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء).


وهذا الحديث أصل عظيم في ذكر فضيلة هذه الأيام، وهو ذكر مطلق؛ فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر فضيلتها من خلال ذكر فضيلة الأعمال الصالحة فيها، وأما الأعمال الصالحة في هذه الأيام فهي الأفضل والأحب عند الله -عز وجل- من غيرها من الأعمال، فلما رأى الصحابة -رضوان الله عليهم- هذا ط§ظ„ط£ط¬ط± العظيم والثواب الجزيل عجبوا منه، وأرادوا أن يعرفوا قدره وعظمته!
فقارنوه بعمل هو من أجلّ الأعمال وأعظم القربات وهو الجهاد في سبيل الله، الذي هو ذروة سنام الإسلام والذي يجود فيه المسلم بنفسه وروحه في سبيل الله - عز وجل -.."فقالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟
"فأكد عظمة هذه الأيام وفضيلتها بقوله: (
ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل -أي إلا عمل رجل- خرج بنفسه وماله في سبيل الله ثم لم يرجع من ذلك بشيء)، أي أعظم صور الجهاد التي يخرج فيها الإنسان من الدنيا كلها بنفسه وماله فهذه أعلى، وإلا فإن مجرد الجهاد لا يفضل في العمل في مثل هذه الأيام ط§ظ„ط¹ط´ط± الفاضلة.


وهذا الموسم العظيم هو مثل المواسم الإيمانية الخيرية التي جعلها الله -عز وجل- لهذه الأمة المحمدية، ظ…ظˆط³ظ… تحده الأيام، ويضاعف فيه ط§ظ„ط£ط¬ط± والثواب، ويكون مضنة التكفير عن السيئات، فتجتمع هذه العوامل كلها حتى ينشط العبد المؤمن لهذه المعاني جميعها.



أولاً: سعيه لتكفير الحسنات ومضاعفة الأجور ورفع الدرجات.


ثانياً: سعيه لتكفير الخطايا ومحو السيئات.



ثالثاً: سعيه لما هو أعظم من هذا وذاك، وهو سعيه لإثبات تحققه بعبوديته لله -عز وجل-، وطلبه الخالص لرضوان المولى -سبحانه وتعالى-.



رابعاً: وسعيه إلى التقرب إليه والتحبب إليه، والتذلل بين يديه وتقديم القرابين إليه.



فإن محض العبودية هو أمر عظيم يشعر به القلب المؤمن، ويعظم الإيمان بسببه في نفسه؛ لأن التقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- وهذه المعاني التي سنذكرها من التضحية والبذل والفداء والتقرب لله -سبحانه وتعالى- تشد قلب المخلوق بخالقه، وتربط تصور العبد بحقيقة هذه الحياة الدنيا، وتربطه أيضا بعظمة خالقه -جل وعلا- ليؤدي له فروض الولاء والطاعة والتذلل والعبودية.



ومن هنا؛ فإن هذا الموسم ينبغي أن نتذكر فيه جملة من الأمور وأن نتواصى بها، وهذه الأمور التي سنذكرها عامة للحجاج ومن نوى الحج ولغير الحاج ومن لم ينوي الحج فإن الله -سبحانه وتعالى- لم يقصر فضله على الحجاج دون غيرهم وإنما جعل الفضل عامّا شاملاً.
أمور ينبغي التواصي بها في هذا الموسم:

أولاًَ: التوبة الى الله:



فأول ما ينبغي للعبد المؤمن عندما يرى فضل الله -عز وجل- عليه، عندما يرى الخير الذي يسوقه الله إليه أن يطأطئ رأسه بندم، وأن يذرف دموع الندم والخزي الذي وقع فيه بسبب المعاصي، والله -عز وجل- مع ذلك يفتح له أبواب التوبة، ويتقرب الله - عز وجل - وهو الغني إلى عباده، يتقرب إليهم بما يهيأ لهم من مواسم تكفير الذنوب، وتحقيق الندم، وفتح أبواب التوبة، فانظر - رعاك الله وفكِّر كم من المعاصي قد ارتكبت؟ وكم من الخطايا فيه قد وقعت؟
ومع ذلك تجد هذه المواسم من الله - جل وعلا - يسوق لك فيها ط§ظ„ط£ط¬ط± العظيم، ويمحو عنك فيها الوزر، فينبغي أن تستشعر فيها عظمة رحمة الله، وكبير فضله، وعظيم عطائه، فيقودك ذلك إلى ندم على ما فرطت في جنب الله، وعلى الحسرة لما جنيت في معصية الله، وما أعظم هذا الشعور!
شعور الندم على ما فات من الأوقات في غير طاعة، وشعور الحسرة على ما فات من الأوقات في مـعصية الله - جل وعلا -، والله - جل وعلا - قد نادى أهل الإيمان نداءً عاماً فـقال - سبحانه وتعالى -:
وتوبوا الى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون، والنبي - عليه الصلاة والسلام - أخبرنا كما صح عنه: (إن الله يبسط يده في الليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيئ الليل) فما أعظم رحمة الله! وما أعظم فضله وعطائه -جل وعلا- !
ويقول النبي - عليه الصلاة والسلام -:
(إذا بقي الثلث الأخير من الليل ينزل ربنا الى السماء الدنيا، فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟، وذلك الدهر كله) ويقول - عليه الصلاة والسلام -: (إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر)، وفي حديث آخر: (ما لم تطلع الشمس من مغربها)، فأي عظمة؟
وأي فضل؟
وأي رحمة؟
وأي عطاء أوسع من عطاء الله؟
فما أجحد العبد الذي يعطيه ربه وخالقه ويدعوه، وتناديه نفسه بالغفلة أو بظلم نفسه بالاعراض عن الله -سبحانه وتعالى-؛ فإن هذا العبد -والله- لهو الشقي المحروم، وهو الجحود النكود، الذي يوشك أن تكون عاقبته عاقبة سوء، نسأل الله -عز وجل- السلامة.


ثانياً: تهيئة النفس للمراجعة والمحاسبة

أن نهيأ أنفسنا في هذا الموسم لنراجع ما سلف من الأخطاء ونتخلص منه، كما يتهيأ أهل التجارة في مواسمهم فيخرجوا البضاعة الجديدة، ويبعدوا البضاعة القديمة، ويستعدون ويعملون بذلك كل ما يعظِّم دخلهم ويزيد من أموالهم، فينبغي أن تكون كذلك بإذن الله -عز وجل-.



ثالثاً: العزم والعمل بأبواب الطاعات وميدان الخيرات كلها


العزم والعمل بإذن الله -عز وجل- بأبواب الطاعات وميدان الخيرات كلها؛فإن هذه الأيام لن يخصصها النبي -عليه الصلاة والسلام- بعمل من الطاعات بعينه، وإنما جعل الفضيلة فيها عامة.. (ما من ط£ظٹط§ظ… العمل الصالح فيها أحب الى الله من هذه الأيام العشر).. العمل الصالح بإطلاقه.
أعمال صالحة مخصوصة بهذه الأيام دون غيرها من الأيام



ذكر أهل العلم بعض الأعمال التي يحث المسلم على أن يبادر بها الى الله في مثل هذه الأيام، ومن هذه الأعمال:
أ - الذكر والتكبير لله -عز وجل-

لأن الله -سبحانه وتعالى- قال: واذكروا الله في ط£ظٹط§ظ… معلومات قال أهل العلم: المقصود بها الأيام العشر، ولأن البخاري روي تعليقاً في كتابه الصحيح عن ابن عمر وأبي هريرة، أنهما كانا يخرجان في الأيام ط§ظ„ط¹ط´ط± الى الأسواق، فيكبران ويهللان، ويكبر الناس بتكبيرهما - رضي الله عنهما -، وقد ورد أيضاً الحديث عند الإمام أحمد من رواية ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن هذه الأيام العشر، وفيه فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد، والذكر هو الذي دعى الله -عز وجل- إليه، وأمر به من غير وقت بعينه، ولا قدراً بعينه، فقال -جل وعلا-: واذكروا الله كثيراً فالله الله في الذكر وتلاوة للقران، واستغفار بالليل والنهار، وتحميداً وتهليللاً وتكبيراً لله - سبحانه وتعالى -.

ب - الصيام


ومن الأعمال الصالحة أيضاً الصيام؛ لأن الصيام فيه خصيصة، كما ورد في الحديث القدسي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - عن رب العزة والجلال أنه قال: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزئ به) فينبغي للعبد أن يصوم في هذه الأيام، ويشهد بذلك ما ورد من فضيلة صيام يوم عرفة على وجه الخصوص خاصة لغير الحاج، وهو من ضمن الأيام العشر، وقد ورد في فضله أن الله -عز وجل- يكفر به ذنوب السنة التي مضت والسنة التي تأتي، فضلٌ من الله -عز وجل- عظيم، صيام يوم نكفّر به خطايا عامين بإذن الله - عز وجل -، ولا يعجبن امرؤ من ذلك ولا يستعظمنه؛ فإن فضل الله - عز وجل - أعظم وأجلّ من كل التصور، وإن رحمته ولطفه بعباده أوسع من كل ذنب، ولكن ينبغي أن يقود ذلك العباد إلى معرفة فضل الله، والإستحياء من الله، ولا ينبغي أن يؤدي - كما هو حال بعض الناس - إلى الإستهتار بالذنوب والمعاصي، وعدم الإكتراث بإرتكابها، وإلى نوع من عدم الحياء من الله، وعدم المراقبة لله وإظهار عدم الخوف من عذاب الله؛فإن ذلك من أعظم ما يرتكبه العبد، ومن أسوأ الأدب الذي يقابل به العبد ربه وخالقه ومولاه.


ج- الإنفاق:

ومنها الإنفاق والبذل في سبيل الله - عز وجل -؛ فإن الصدقة تطفئ غضب الله - سبحانه وتعالى -، وإن الصدقة من أسباب إتقاء عذاب النار، كما أخبر - عليه الصلاة والسلام - فقال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة)، فكل عمل صالح من الأعمال الصالحة الفاضلة ينبغي أن يستعد له العبد المؤمن، وأن يعقد عزمه عليه، وأن يبذل كل جهده في الإتيان به، ومضاعفة العمل في هذه الأيام، لا أن يقع ما يقع فيه كثير من الناس، سيما من لا يذهبون إلى الحج؛ فإن كثيراً منهم يقضي هذه الأيام في كسل وخمول، وفي دعة ونوم، وفي نوع من ضياع الأوقات وإرتكاب بعض المكروهات وربما بعض المحرمات.. لا يفكّر في هذا الموسم العظيم ولا يغتنمه كما ينبغي أن يكون الإغتنام؛ فإن حال كثير من الناس - سيما في ط£ظٹط§ظ… الحج - ترى أهل هذه البلاد، وأهل هذه المدينة كأنما أصابهم أو نزل عليهم نوم من السماء، وكأنما قد ربطت أقدامهم أو شلّت، فلا تجد فيهم إلا كسالى أو نائمين، ولا تجد فيهم ما ينبغي أن يظهر من نشاط في الطاعة والعبادة، فينبغي لنا أن نحرص على ذلك.


وصايا عامة تتعلق بيوم النحر

أولاً: رجم الشيطان وهجران المعاصي

ومن الأمور التي نتذاكر فيها ونتواصى فيها أمر هجران المعاصي و رجم الشيطان، كما أننا في هذا الموسم نسعى إلى تعظيم الأجر؛ فإننا نسعى إلى البعد عن مقتضيات الإثم والوزر، وأن هذه الأيام وما فيها من شعائر الحج



؛ لأن فيها يوم عرفة، ويوم الحج الأكبر ينبغي أن تذكرنا بالمعاني العظيمة التي فيها، وإن كان المقام ليس مقام ذكرها، لكن رجم الشيطان وإعتباره العدو الأول للإنسان، والتكبير والإستعانة بإسم الله -عز وجل- على مواجهة الشيطان وحربه، ومنعه من الوسواس في النفوس، ومن تهيج الشهوات في القلوب، ومن إثارة الشبهات على العقول، ينبغي أن يكون أيضاً أمراً نتواصى به، ونسعى له، ويحث بعضنا بعضاً، لا أن نكون في هذه الأيام كما يفعله بعض الناس، لاسيما في البلاد الإسلامية الأخرى عندما يأتي ط£ظٹط§ظ… العيد يجعلها بعضهم ط£ظٹط§ظ… مجاهرة بالمعصية، وانشغال بالغناء، وبالأمور الباطلة، وبالأقوال والأفعال التي لا ترضي الله - عز وجل - ولا يحبها رسوله - صلى الله عليه وسلم -.

ثانياً: الإستعداد بالتفقه في أعمال يوم النحر

ومن الأمور التي ينبغي أن نتواصى بها أيضاً، هو الفقه اللازم لهذه الأيام، وهذا ينقسم إلى قسمين من عزم الحج فلا بد أن يتعلم الحج الذي يصحّ به حجه، ويكمل به بإذن الله - عز وجل - فرضه، لا أن يصنع كما يصنع كثير من الناس، تأتي هذه الأيام وتتقارب ط£ظٹط§ظ… الحج ويمضي إلى الحج، بمعنى أن يكون مع الناس يميناً وشمالاً، لا يعرف واجباً أو فرضاً أو سنة، ولا يعرف ما يقدم وما يؤخر، فإذا انقضى الحج أو في أثناءه سأل فقال: فعلت كيت وكيت، فما حكم حجي؟
سألت كذا وكذا فهل يجبر ذلك بدم؟.. ينبغي للعبد أن يدرك عظمة العبادة، وأن العبادة لا بد أن تؤدى بمقتضى مراد الشارع، وعلى الحكم الذي بيّنه النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبالنسبة لعامة الناس أيضاً أن يذكروا ما في هذه الأيام من فضل، وأن يتعلموا أيضاً ما فيها من الأمور والعبادات والسنن والنوافل، ومن ذلك أمر الأضحية، وهو أمر ينبغي أن نقف عنده؛ لأن موسمه هذه الأيام القادمة بإذن الله - عز وجل -.



بيان أصل مشروعية الأضحية:

فالأضحية أصل مشروعيتها ما ذكرنا من قصة إبراهيم الخليل - عليه السلام - وقول الله - عز وجل - (وفدينه بذبح عظيم) وقوله - سبحانه وتعالى - في خطاب النبي - صلى الله عليه وسلم - (إنا أعطيناك الكوثر ـ فصل لربك وانحر) قال العلماء المقصود به صلاة العيد في الأضحى ثم النحر بعدها وهو الأضحية أو الهدي الذي يسوقه العباد لله - سبحانه وتعالى - وكذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في شأن الأضحية ومشروعيتها أحاديث كثيرة في الفضائل التي ذكرت في أجرها وثوابها.


من أسرار وفوائد شعيرة الأضحية:

أولاً: نيل تقوى الله في الأضحية

ينبغي أن نعلمه وهو المقصود من هذه الأضحية؛فإن الله - عز وجل - قال: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم.
ثانياً: الاستسلام لله - عز وجل -



وقد مر بنا في قصة الخليل المعاني الإيمانية العظيمة في هذه الأضحية، وهو أمر الإستسلام لله - عز وجل - وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم كما جاء الأمر لإبراهيم بذبح ابنه فتوجه وقال: إني أرى في المنام أني أذبحك وجاء قول الإبن: يا أبت افعل ما تؤمر وبعد ذلك جاء الفعل وأسلم فلما أسلمه وتله للجبين
هذا المعنى العظيم للإستسلام لله - عز وجل -، وعدم التقديم بين يدي أمره، وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم -: يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم والله - عز وجل - يقول: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً المقصود هو أن تطبق إسلامك بكمال إستسلامك لله - عز وجل -، ولأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - فلا تردد ولا تأخر، ولا نظر ولا اجتهاد في مقتضى الأمر الصريح، والنص الصحيح، بل ينبغي المبادرة إلى التنفيذ والعمل والإستسلام لأمر الله.



ثالثاً: التضحية والفداء:

ومن المعاني أيضاً التضحية والفداء، كل شيء في هذه الدنيا.. كل ما عليها.. كل ما فيها.. إذا اقتضى الأمر أن يبذل، وأن ينفق، وأن يذبح قربة لله - عز وجل - فينبغي للعبد المؤمن أن يحقق ذلك؛ فإنه أعلى من هذه الدنيا وملذاتها وشهواتها، وأعلى من أن تحول بينه وبين ما يقدم لله - عز وجل -، فهذا المقصود الأعظم الذي ينبغي أن نتذكره.



رابعاً: الفضل والأجر في إهراقة الدماء:

الذي ورد في أحاديث كثيرة منها حديث عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ما عمل ابن آدم من عمل يوم النحر أحب إلى الله - عز وجل - من هراقة الدم - أي من إهراق الدم - وإنها لتأتي يوم القيامة - أي هذه الأضحيات - بقرونها وأشعارها وأظفارها، وإن الدم يقع من الله - عز وجل - بمكان قبل أن يقع على الأرض فطيبوا بها أنفساً).
رواه ابن ماجة والترمذي وقال الترمذي حديث حسن غريب.



فهذا الحديث مشعر بعظيم الفضل والأجر والثواب في هذه الأضحيات، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - عن مجمل ط£ظٹط§ظ… التشريق، أنها ط£ظٹط§ظ… العج والثج، العج أي رفع الصوت بالتلبية والتكبير، وأيام الثج لكثرة ما ينحر فيها من الأضاحي والهدي وإسالة الدماء.







>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
الخطبة الثانية:
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله؛ فإن تقوى الله أعظم زاد يقدم به العبد على مولاه.
و إن تقديم الأضاحي لله - عز وجل - صورة من صور هذه التقوى، ودلالة من دلالاتها كما قال - تعالى -: لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم
أمور فقهية تتعلق بالأضحية:

أولاً: وقت نحر الأضحية
والذي وضحه أنس - رضي الله عنه - كما في صحيح البخاري، في رواية أنس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من ذبح قبل الصلاة - أي صلاة عيد الأضحى -؛ فإنه يذبح لنفسه، ومن ذبح بعد الصلاة فقد أتمّ نسكه وأصاب سنة المسلمين).


فالذبح لا يكون إلا بعد الصلاة، وأما الذي فقبلها؛ فإنما هو ذبح لا أضحية على السنة، وإذا لاحظنا؛ فإن ذلك عكس ما هو في زكاة الفطر؛ فإنها تخرج قبل الصلاة، وتكون زكاة؛ فإن أخرت إلى بعد الصلاة، فإنها صدقة ليست بزكاة أما هنا فقد ورد هذا الحديث.



وورد كذلك عند البخاري ومسلم حديث البراء بن عازب، قال خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا - أي يوم النحر - أن نصلي - أي صلاة العيد - ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل أن يصلي؛ فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء).
وقال العلماء عن وقت الأضحية: أنه يدخل بارتفاع الشمس قدر رمح في يوم النحر، ثم يزيد وقت بقدر ركعتين خفيفتين، وخطبتين قصيرتين، كأنها ركعتي العيد، وخطبتي العيد. قالوا: ثم يذبح فيكون هذا هو الوقت، وإن كان الإمام قد صلى أو لم يصلي بعد؛ فإن العبرة بالوقت؛ فإن الإنسان قد لا يكون متهيئاً لصلاة العيد في أيام الحج أو نحو ذلك، فيقدّر الوقت ويذبح؛ فإن وافق بعد صلاة الامام فلا بأس، وإن وافق أثناء الصلاة أو قبلها بقليل، فلا بأس ما دام قد انتظر حتى ارتفعت الشمس قيد رمح، وزاد وقتاً بقدر الصلاة الخفيفة اليسيرة؛ فإن هذا هو الوقت؛ وهذا هو الأصل؛ وبالنسبة لأهل الحواضر والمدن أن ينتظروا صلاتهم التي يصلونها فيذبح بعدها.



أما أهل البوادي والهجر الذين ربما لا تقام فيهم صلاة العيد فيقدرون هذا الوقت، ويمتد وقت الأضحية من هذا الوقت حتى انتهاء آخر يوم من أيام التشريق. فكل هذه الأيام أيام يمكن أن يضحي فيها وأن ينحر الهدي.



ثانياً: سنن الأضحية:

وأما بالنسبة للسنن، فقد ذكر أهل العلم استنباطاً مما وقع في سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه يذبح الثنية من الإبل وعمرها خمس سنوات فأكثر، والثني من البقر والمعز وهي التي أنهت عامين وطعنت في الثالث، وأجازوا أيضاً أن يذبح الجذع من الضأن، وهو ما أكمل سنة وطعن في الثانية أو ما كان عمره ستة أشهر ولكنه كان سمناً عظيماً، حتى قال بعض الفقهاء يكون إذا رأى مع الثني يرى كأنه مثله أو في عمره.



ثالثاً: السنة في أدائها:

أما بالنسبة للسنة في أدائها، والسنة في إختيارها فقد ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث أنس أنه -عليه الصلاة والسلام- كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين يقع على صفاحهما - أي على جانب الرقبة - ثم يذبحهما ثم يقول: " بسم الله والله أكبر " وينبغي أن يكون من السنة أن يذبح بنفسه إن قدر على ذلك، وقد نحر النبي - عليه الصلاة والسلام - ثلاثاً وستين من الإبل ثم أعطاه علي ليكمل ما أهداه النبي - عليه الصلاة والسلام - وهو مائة من الإبل في حجة الوداع، وكان - عليه الصلاة والسلام - يضحي ويذبح بنفسه.



رابعاً: السنة في اختيار الأضحية:

أن يختار كما ورد في الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في الأحاديث والسنن نلخصها على النحو التالي:



أ - ينبغي أن يكون الإختيار من الأحاسن والأواصل.



ب - وأن لا يختار المعيبة المهزولة كما ورد في حديث البراء - رضي الله عنه - عما يتقى من الأضاحي فيما علمهم النبي - عليه الصلاة والسلام -، فقال: (يتقى العرجاء البينة ضلعها، والعوراء البينة عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقي - أي التي ليس لها في عظامها - نقي - أي مخ كأنها هزيلة شديدة الهزل -).
قال أهل العلم: ويدل في هذا الحديث على أن العيب الخفيف لا يضر في الأضحية؛ لأنه قال: البينة عرجها البينة عورها أي ما لم يكن بيناً، وكان خفيفاً فلا بأس به في هذا الأمر.



خامساً: السنة لمن أراد أن يضحي في الحج من غير الحاج:

من السنة أيضاً بالنسبة لمن أراد أن يضحي في الحج، أو لم يكن حاجاً ما ورد في حديث أم سلمة عند الإمام مسلم عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا دخل العشر فأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره ولا من بشره شيئاً) وفي رواية أخرى (فلا يأخذن شعراً ولا يقلمن ظفراً) وهذه سنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وفيها تشابه بين الحاج وغير الحاج؛ فإن المحرم إذا أحرم لم يكن له أن يقلم ظفره، ولا أن يقص شعره، وغير الحاج وغير المحرم سن له ذلك حتى يكون كأنه مع المحرمين ويتذكرهم ويتذكر أعمالهم.


سادساً: حكم الأضحية:

يؤخذ من قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((إذا دخل العشر فأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره)) قوله: ((من أراد)) يبين أن الأضحية سنة وليست بواجب؛ لأنه قال: ((إذا دخل العشر فأراد أحدكم أن يضحي)) فالأمر مردود إلى اختياره، فلو كان واجباً لما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - مثل هذا القول.



سابعاً: حكم الإشتراك في الأضحية:

يجوز الاشتراك في الأضحية لعدد من الناس، ويجوز الاشتراك كما ورد في السنة للسبعة في البدنة والبقرة، وكذلك روى أبو أيوب، عندما سئل: كيف كانت الأضحية على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -؟
قال: كان الرجل يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويطعمون، يعني يجوز أن يضحي المرء بشاة واحدة عنه وعن أهل بيته، ومن زاد زاد الله - عز وجل - له، والأجر يتضاعف بقدر ما يضحي الإنسان به، والنبي - عليه الصلاة والسلام - كان يضحي بكبشين، وورد في بعض الرويات أنه كان يذبح واحداً عن نفسه وأهل بيته، وواحداً عن أمته.



فإذا استطاع العبد، وتيسر المال؛ فإن الأضاحي كلما أكثر أو جعل له ولكل فرد من أهل بيته أضحية، كان ذلك أعظم لأجره.



ثامناً: ما يجوز وما لا يجوز في الأضحية

وجوّز أهل العلم أن يأكل أضحيته، وأن يتصدق بأكثرها، ويجوز له أن يأكل منها يسيراً، ولكن لا يجوز له البيع، وقوله -عليه الصلاة والسلام- في حديث الأيام العشر لما كان قد نهى أن يأكل لحم الأضاحي بعد ثلاث، فكان اللحم أعظم من ذلك فشققوه وملحوه -أي ليحفظ-، ثم قال -عليه الصلاة والسلام-: ((كلوا وادخروا واتجروا)) قال أهل العلم: قوله (واتجروا) لا يدل على أن يبيعوا منه، قالوا: إنما المراد إتجروا، أي تصدقوا وتاجروا مع الله - سبحانه وتعالى - فهذا هو المراد بهذا الاتجار في هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.

فهذه الأضحية وهذه سنيتها وأصل مشروعيتها ومقصودها ووقتها وكيف يختارها، فنسأل الله أن يوفقنا أن نقدم في هذه الأيام أعمالاً صالحة، ونسأله سبحانه أن يسهّل وييسر للحجاج والمعتمرين، ونسأله -سبحانه وتعالى- أن يجعل موسم الحج آمناً.

الشيخ على بن عمر بادحداح


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

خطبة قيمة وشامله نفع الله بها وبالشيخ ورفع قدره

شكر الله لك وبارك فيك وفي جهدك ووفقك للخير عزيزتي ...

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
جزاك الله خير واثابك
ولاحرمت مرورك العطر



__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :