عنوان الموضوع : شكر الله بالقول والعمل في الاسلام
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي




شكر ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¨ط§ظ„ظ‚ظˆظ„ والعمل

الحمد لله نحمده، ونستعينُه ونستهدِيه، ونستغفِرُه ونتوبُ إليه، ونعوذُ بالله من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده ط§ظ„ظ„ظ‡ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ وحدَه لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلَّى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وعلى آله وصَحابته، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.



أمَّا بعدُ:
فيا عبادَ الله، اتَّقوا ط§ظ„ظ„ظ‡ - تعالى - واشكروه قولاً وعملاً على ما أولاكم من نِعَمٍ عظيمة وخيرات جسيمة، ومن ذلك نعمة الأمن ورغد العيش، فقد كان الكثير منكم - خصوصًا مَن قد تقدَّمت به السن - لا يأمن ولا يطمئن على نفسٍ، ولا مال، ولا محارم، يكمن بالليل، ويراقب في النهار، يترقَّب لكل صوت مفزع، فهناك مَن يترقَّب اللصوص، ويغتفل الآمِنين في سُوَيعات أمنهم القليلة؛ حيث لا إيمان صحيح يردعه، ولا خوف عقاب ينتظره، أسودُ غابٍ تنقضُّ كلَّما لاحت له فريسة، لا تعرف معروفًا ولا تنكر منكرًا، وتلك الأسود لا تطمئن أنْ يغار عليها ويفترس.

حياة شَقاء وعَناء، خوف ورعب وتناحُر وتنافُر، إنسان حاقد على إنسان يترصَّد له في كل زمان ومكان؛ وما ذاك إلا لقلَّة الإيمان، أو البعد عن تعاليم الملك الديَّان، وما أكثرهم في هذه الأزمان، في الكثير من البلدان، التي تدَّعي الحضارة والرُّقي للإنسان، فما أبعدهم عن الخير البشرية، وما أتعس حياتهم، وما أشقى أوقاتهم؛ كل ذلك لبعدهم عن تعاليم ربهم!

فتذكَّروا يا عبادَ ط§ظ„ظ„ظ‡ ما مرَّ عليكم، وذكِّروا شبابكم آلام ما قاسيتم، وتذاكروا فيما بينكم أحوالَ مَن حولكم، ومَن بعد عنكم؛ ممَّن خدعهم الشيطان وأبعدهم عن تعاليم الرحمن، كيف حالهم؟!
تسلُّط وقِتال، ونهْب وسلْب واختطاف وتهديد، فما هذه الحياة؟
ومتى يفيق هذا الإنسان؟!
ثم إنَّ الكثير ممَّن يريد الرُّكون إلى الراحة في حيرةٍ من أمره، وفراغ وقت يريد شغله، ولبُعدِه عن تعاليم الدِّين الحنيف تجده يشغل هذا الفراغ بالعكوف على آلات اللهو، واستماع المحرَّم، ولعب القمار، وشُرب المسكرات، وتعاطي المخدرات، ويرى أنَّه بذلك قد روَّح عن نفسه ونفَّس من كربه، وما يَدرِي المخدوعُ أنَّه قد جنى على جسمه وقضى على حياته، بعد أنْ ضيَّع دِينَه.


فلا حياة إلا بتوحيد ط§ظ„ظ„ظ‡ وطاعته، ولا سعادة إلا بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فما أسعد حياةَ المطيع لله!
وما أشقى أوقات العاصي وأتعس حياته!
والواقع يشهد لذلك؛ فكلما بَعُدَ العبد عن ربِّه ازداد شقاءً وتعاسةً، وكلما قَرُبَ منه ازداد سعادةً وراحة وطمأنينة، فبالطاعة يتلذَّذ العبد ويرتاح؛ يقول - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم -: ((
أرِحْنا يا بلال بالصلاة))[1].

ويقول أحد السلف: لو يعلَمُ الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه، لجالَدُونا عليه بالسيوف؛ لما يرى نفسه فيه من لذَّة وطمأنينة؛ بسبب الطاعة ظˆط§ظ„ط¹ظ…ظ„ الصالح.

فيا عبادَ الله:
اشكروا مولاكم على ما أنعَمَ به عليكم من نعمة الإسلام، والذي من ثمراته هذا الأمن والاستقرار ورغد العيش
اشكروه شُكرًا عمليًّا، حقِّقوا إيمانكم بالعمل
أخلِصُوا العبادة لله وحدَه، فلا تخافوا إلا الله، ولا تَعبُدوا إلا إياه
امتَثِلوا أوامره، واجتنبوا نواهيه
حافِظوا على الصلوات في أوقاتها مع الجماعة
فإنها تصلُ العبد بربِّه، وتنهي عن الفحشاء والمنكر، ولها فوائد في المجتمع
وأدوا زكاة أموالكم طيِّبة بها نفوسُكم إلى مستحقِّيها، فإنَّ المال يزكو بذلك ويتطهَّر، ويحصل بها التآلُف، والتوادُّ بين الغنيِّ والفقير
وصوموا رمضان، واحفظوا صومكم من النقص والخلل؛ واعلَموا أنَّ فضل الصوم عظيم، وأجره كبير، وبه تزكو النُّفوس، وتصحُّ الأجسام، وتَعتاد الصبر، وبه يعرف العبد نِعَمَ ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه، فيعطف على الفقير بعد أنْ يعرف ما هو فيه من ضيقٍ وحاجة، كما أنَّه يضيق مجاري الدم من ابن آدم التي هي مجرى الشيطان من ابن آدم، كما أنَّه يكسر حدَّة الشهوة، والنزغات الخبيثة، وحجُّوا البيت الحرام من المال الحلال السالم من الشُّبَه؛ فإنَّ في الحج فضل كبير، ومنافع للناس؛ قال - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم -: ((
مَن حجَّ فلم يرفث ولم يفسق رجَعَ كيوم ولدَتْه أمُّه))[2].

كما أنَّ فيه تعارُفًا وتواصُلاً بين المسلمين، وتفقُّدًا لأحوال بعضهم من البعض الآخَر.

فيا عبادَ الله:
إنَّ التمسُّك بالعقيدة الإسلاميَّة، والمحافظة على تعاليم الدِّين وآدابه، والتخلُّق بأخلاقه - هو السعادة في الدنيا والآخرة، فحافظوا على عقيدتكم، وتمسَّكوا بدِين ربكم، وعضُّوا على سنَّة نبيكم بالنواجذ، فإنكم في زمانٍ كثُرت في الشرور، وتعدَّدت المذاهب، وتنوَّعت أساليب دُعاة السوء، وكثُر التشكيك في الدِّين، والله - سبحانه وتعالى - هو خالق الخلق، والقائم بمصالحهم وما يصلحهم في كل زمان ومكان، فلا حاجة لأحدٍ أنْ يُشرِّع أو يُنظِّم من عنده، فقد أكمل ط§ظ„ظ„ظ‡ لنا الدِّين، وأتمَّ علينا النعمة، فلم يبقَ علينا إلا أنْ نمتَثِل أوامره، وننتهي عن نواهيه، وأنْ نسير على سنَّة نبينا محمد - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم -؛ قال - سبحانه وتعالي -: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِينًا ﴾ [المائدة: 3].

فالدِّين كاملٌ لا نقص فيه فلم يبقَ علينا إلا أنْ نشكُر ط§ظ„ظ„ظ‡ - سبحانه وتعالى - ط¨ط§ظ„ظ‚ظˆظ„ ظˆط§ظ„ط¹ظ…ظ„ المتَّفق مع تعاليم ربِّنا، وبذلك لا يُفكِّر عدو في أن ينال منَّا، فاتَّقوا ط§ظ„ظ„ظ‡ يا عبادَ ط§ظ„ظ„ظ‡ وتمسَّكوا بدِينكم، واشكُروا ط§ظ„ظ„ظ‡ على ما أنتم فيه من نعمة، وذلك بالبُعد عمَّا يزيلها وينقصها.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
قال ط§ظ„ظ„ظ‡ العظيم: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

بارَك ط§ظ„ظ„ظ‡ لي ولكم في القُرآن العظيم، ونفعني وإيَّاكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، وتابَ عليَّ وعليكم إنَّه هو التوَّاب الرحيم.

أقول هذا وأستغفِر ط§ظ„ظ„ظ‡ العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كلِّ ذنبٍ، فاستغفِروه إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
••••


واعلَمُوا يا عبادَ ط§ظ„ظ„ظ‡ أنَّ هذه الحياة جهادٌ وعَناء، وأنَّها مزرعةٌ للآخرة، فمَن شغلها بطاعة الله، وإلا شغلته بمعاصيه، وإنَّ ط§ظ„ظ„ظ‡ - سبحانه وتعالى - خلق الخلق لعبادته، وتكفَّل بأرزاقهم، وأنزل كتابًا من عنده على نبيِّه - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم - نظَّم حياتَهم، فلا خيرَ إلا دلَّنا عيه، ولا شرَّ إلا حذَّرَنا منه، واعلَمُوا أنَّ وضْع البشريَّة، وتعقد أوضاع الأمم، وتناحرها وتنافرها بسبب البُعد عن منهج الله، والانحِراف عن صراطه المستقيم، ولن تستقيم أحوال المنحرفين إلا بالرُّجوع إلى الله، وتحكيم كتابه في القليل والكثير، فاحذَرُوا يا عبادَ ط§ظ„ظ„ظ‡ من الوقوع فيما وقع فيه أولئك، فما أهونَ الخلق على ط§ظ„ظ„ظ‡ إذا أضاعوا أمرَه!

واعلَموا أنَّ أخطر شيء عليكم اليوم هو انفِتاح الدُّنيا، والتنافُس فيها، وتكديسها، فإنَّ ذلك ينسي التفكُّر في الطرق المباحة للحصول عليها، ويغفل عن إخراج واجباتها، ويحمل على الميل إلى الراحة، والانغماس في ملذَّاتها وشهواتها القتَّالة، وتناسي الطاعات والعبادات.

فانتبهوا واحذَروا، وفكِّروا في مآلها وعواقبها!



[1] حديث صحيح أخرجه أحمد (5 /364، 371).

[2] البخاري: (1521) - الفتح: 3 /457، مسلم [438- (1350)].




الشيخ عبد العزيز بن محمد العقيل










>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بارك الله في الشيخ ونفع بما كتب ..

جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك يالغلا ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :