عنوان الموضوع : خال المؤمنين ...معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لامي
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي



الحمد لله الواحد القهار مكورِ الليلِ على النهار ، الذي أوجب علينا تعظيم أصحاب نبيه المصطفيْن الأخيار ، برأهم ط§ظ„ظ„ظ‡ من كل وصمة وعار ، وسقطة وعثار .

وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له ، الكريم الغفار ، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله النبي المختار ، وأصلي وأسلم عليه وعلى آله وأصحابه صلاة وسلاماً متلازمين ما تعاقب الليل والنهار .

فله الحمد على أن هدانا للإسلام ، شرح صدورنا للإيمان ، وجعل قلوبنا مملوءة حبا وتقديرا وإجلالا وتعظيماً لصحابة نبينا محمد – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – قال تعالى { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم } .

روى الشيخان عن أبي سعيد الخدري أن رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم - :" لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " .
وروى الإمام أحمد في الفضائل عن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ بن عمر :" لا تسبوا أصحاب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – فلمقام أحدهم ساعة – يعني مع النبي – خير من عمل أحدكم أربعين سنة " .
وفي صحيح مسلم عن جابر قال :" قيل لعائشة أن ناساً يتناولون أصحاب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – حتى أبا بكر وعمر قالت : وما تعجبون من هذا انقطع عنهم العمل فأحب ط§ظ„ظ„ظ‡ أن لا ينقطع عنهم الأجر " .
- قال أبو زرعة :" إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – فاعلم أنه زنديق "
وقال الإمام أحمد :" إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من أصحاب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – بسوء فاتهمه على الإسلام "

قال الطحاوي : " ونحب أصحاب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم ولا نفرط في حب أحد منهم ولا نتبرأ من أحدهم ، ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم ، ولا نذكرهم إلا بخير ،وحبهم دين وإيمان وإحسان ، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان "

دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعــان
فقتيلهم وقاتلهم لهـــــــــم وكلاهما في الحشر مرحومـان والله يوم الحشر ينـزع كلمــــا تحوي صدورهم من الأضـغان

أما بعد فهذه كلمات في فضل سيدنا أبي عبد الرحمن أمير ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† معاوية بن أبي ط³ظپظٹط§ظ† الأموي – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه وأرضاه - ، في مناقبه وحروبه ، وفي الجوانب عن بعض الشبه التي استباح بسببها كثير من أهل البدع والأهواء ، جهلا واستهتارا بما جاء عن نبيهم – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – في التحذير عن سب أو انتقاص أحد من أصحابه ، لا سيما أصهاره وكتاب وحيه ومن بشّره بأنه سيملك أمته ، ودعا له أن يكون هاديا مهديا .

ولا شك ولا ريب أن معاوية من أكابر الصحابة نسبا وقرباً من النبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم - ، وعلماً وحلماً ، فاجتمع لمعاوية شرف الصحبة وشرف النسب ، وشرف مصاهرته للنبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – وشرف العلم والحلم والإمارة ، ثم الخلافة ، وبواحدة مما ذكرنا تتأكد المحبة لأجلها فكيف إذا اجتمعت ؟ وهذا كاف لمن في قلبه أدنى إصغاء للحق ، وإذعان للصدق .

وقبل أن نتكلم عن هذا الموضوع ينبغي الإشارة إلى أن المبتدعة وخاصة الروافض يجادلون في المتشابه من القرآن أو السنة ،فإنهم هم أهل الزيغ، فهم يتركون الفضائل الثابتة في فضائل أصحاب النبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – ويأخذون بالمتشابه ، وفي صحيح مسلم عن عائشة – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنها قالت : تلا رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم - { هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ والراسخون في العلم يقولون آمنا كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب } قالت : قال رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم - :" إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى ط§ظ„ظ„ظ‡ فاحذروهم " ح ( 2665) .

قال الإمام النووي في شرح الحديث :" وفي هذا الحديث التحذير من مخالطة أهل الزيغ وأهل البدع ،ومن يتبع المشكلات للفتنة ، فأما من سأل عما أشكل عليه منها للاسترشاد وتلطف في ذلك فلا بأس عليه ،وجوابه واجب ، وأما الأول فلا يجاب بل يزجر ويعزر كما عزر عمر بن الخطاب – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه – صَبِيغ بن عَسْل حين كان يتبع المتشابه ".

فهؤلاء المبتدعة الكلام معهم لغو فأعرض عنهم أيها السني ، وابذل جهدك فيما ينفعك ط§ظ„ظ„ظ‡ به في الدنيا والآخرة .

- الأدلة على عدالة الصحابة من القرآن :
- { محمد رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلا من ط§ظ„ظ„ظ‡ ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كمثل زرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد ط§ظ„ظ„ظ‡ الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجراً عظيماً }.
- { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } .
- { للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من ط§ظ„ظ„ظ‡ ورضواناً وينصرون ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله أولئك هم الصادقون * والذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون * والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم }
- { لقد رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عن ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً } .
- { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلاً وعد ط§ظ„ظ„ظ‡ الحسنى } ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) ، ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) .
- { والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل ط§ظ„ظ„ظ‡ والذين آمنوا ونصروا أولئك هم المؤمنون حقاً لهم مغفرة ورزق كريم } .
- { لقد تاب ط§ظ„ظ„ظ‡ على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوبُ فريقٍ منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رؤوف رحيم } .
- { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله } .
- { وكذلك جعلناكم أمة وسطاً }

هو معاوية بن أبي ط³ظپظٹط§ظ† صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي أبو عبد الرحمن خال ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† وكاتب وحي رسول رب العالمين .

وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس .

أسلم معاوية عام الفتح .

قال ابن كثير رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ :" كان أبوه من سادات قريش ، وتفرد بالسؤدد بعد يوم بدر ، ثم لما أسلم بعد ذلك حسن إسلامه ، وكان له مواقف شريفة ، وآثار محمودة في يوم اليرموك وما قبله وما بعده ، وصحب معاوية رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم - ، وكتب الوحي بين يديه مع الكتاب ، وروى عن رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – أحاديث كثيرة في الصحيحين وغيرها من السنن والمسانيد ، وروى عنه جماعة من الصحابة والتابعين " ( 8/55 ) .

دعاء النبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – لمعاوية :

صح عن رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – أنه قال لمعاوية :" اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به " .

كان أحد من كتبوا للنبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم –

أن أبا ط³ظپظٹط§ظ† قال للنبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم :" يا نبي ط§ظ„ظ„ظ‡ ثلاث أعطنيهن قال نعم قال عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي ط³ظپظٹط§ظ† أزوجكها قال نعم قال ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك قال نعم قال وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين قال نعم "

في عهده فتحت قبرص وقاتل المسلمون أهل القسطنطينية :

أخرج البخاري في صحيحه :" أم حرام أنها سمعت النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم يقول أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا قالت أم حرام قلت يا رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ أنا فيهم قال أنت فيهم ثم قال النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم فقلت أنا فيهم يا رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ قال لا " .

قال سعيد بن عبد العزيز :" لما قتل عثمان ووقع الاختلاف لم يكن للناس غزو حتى اجتمعوا على معاوية ، فأغزاهم مرات ، ثم أغزى ابنه في جماعة من الصحابة براً وبحراً حتى أجاز بهم الخليج ، وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها ، ثم قفل " سير أعلام النبلاء 3/15 .

شهادة ابن عباس له بالفقه :

في صحيح البخاري :" قيل لابن عباس : هل لك في أمير ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة ، قال إنه فقيه " .

وكان ابن عباس – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه – من فضلاء الصحابة ، ومن آل بيت النبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – ويلقب : ( البحر ) ، لسعة علمه ، ويلقب ( بحبر الأمة ) و ( بترجمان القرآن ) ، وقد دعا له النبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – بالعلم والحكمة والتأويل فاستجيب له، فإذا شهد مثله لمعاوية بأنه مجتهد فقيه ، فلا ريب أنها شهادة لا تضاهيها شهادة ،

قال ابن حجر :" هذه شهادة من حبر الأمة بفضله " .

ثناء ابن عمر – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه - على معاوية :

قال ابن عمر – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه :" ما رأيت بعد رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – أسود من معاوية ، قيل : ولا عمر ؟ قال : كان عمر خيراً منه ، وكان هو أسود من عمر " رواه الخلال في السنة بسند صحيح . ومعنى أسود قيل : أسخى وأعطى للمال ، وقيل : أحكم منه .

وذكر القاضي عياض – رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ – : " أن رجلا قال : للمعافى بن عمران ، عمر بن عبد العزيز أفضل من معاوية ، فغضب وقال : لا يقاس أحد بأصحاب النبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم - ، معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل " .

حرصه على اتباع السنة وكان يأمر الناس بالحديث وينهاهم عن مخالفته :

- قال ابن حجر – رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ - :" كان إذا أتى المدينة وأُسمع من فقهائها شيئاً يخالف السنة ، قال لأهل المدينة : أين علماؤكم ؟ سمعت رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – يقول : كذا أو رأيته يفعل كذا " .

- وأخرج البخاري عنه قال :" إنكم لتصلون صلاة لقد صحبنا النبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – فما رأيناه يصليها ولقد نهى عنها يعني الركعتين بعد العصر "
- وأخرج مسلم عن عمرو بن عطاء قال : " إن نافع بن جبير أرسله إلى السائب يسأله عن شيء رآه من معاوية في الصلاة فقال : نعم صليت معه الجمعة في المقصورة ، فلما سلم قمت في مقامي فصليت فلما دخل أرسل إليّ فقال : لا تعد لما فعلت إذا صليت الجمعة فلا تَصِلْها بصلاة حتى تتكلم أو تخرج " .

من فضائله استخلاف عمر – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه – معاوية على الشام :

‌‌‌‌‌‌ إن استخلاف عمر معاوية رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما على الشام ، لاشك منقبة لمعاوية ، لأن عمر كان شديد التحري في اختيار واصطفاء الأمراء الصالحين ، وأقره على استخلافه عثمان بن عفان – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهم – فلم ينزله ولم يعزله .

قال الذهبي :" وقال خليفة : ثم جمع عمر الشام كلها لمعاوية ، وأقره عثمان . قلت : حسبك بمن يُؤمِّره عمر ، ثم عثمان على إقليم – وهو ثغر – فيضبطه ، ويقوم به أتم قيام ، ويرضى الناس بسخائه وحلمه ... فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله ، وفرط حلمه وسعة نفسه وقوة دهائه ورأيه ... ، وكان محببا إلى رعيته ، عمل نيابة الشام عشرين سنة ، والخلافة عشرين سنة ، ولم يهجه أحد في دولته ، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم ، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق ، وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك " سير أعلام النبلاء 3/133 .

من فضائله تسليم الحسن بن علي الخلافة إليه :

مما لا شك فيه أن تسليم الحسن بن علي الخلافة إليه مع أن أكثر من أربعين ألفاً بايعوا الحسن على الموت ، فلم يكن أهلاً لها لمّا سلمها السبط الطيب إليه ،ولحاربه كما حاربه أبوه – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهم أجمعين – وعن أولادهم .

حلمه وسؤدده :

عندما ولي معاوية الشام كانت سياسته مع رعيته من أفضل السياسات ، وكانت رعيته تحبه ويحبهم ، قال قبيصة بن جابر :" ما رأيت أحداً أعظم حلماً ولا أكثر سؤدداً ولا أبعد أناة ولا ألين مخرجا ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية "

وقال بعضهم :" أسمع رجلٌ معاويةَ كلاماً سيئاً شديداً ، فقيل له لو سطوت عليه ، فقال إني لأستحي من ط§ظ„ظ„ظ‡ أن يضيق حلمي عن ذنب أحد رعيتي " .

الشبه التي أثارها المبتدعة في حق معاوية :

· قالت الرافضة : معاوية خرج عن الحاكم وقاتل عليا يريد أن يستأثر بالخلافة وأن قتاله لعلي كفر وقد قتال النبي – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – عن عمار " تقتله الفئة الباغية " :

الجواب : الرد على ذلك من عدة وجوه :

أولاً : إن الكلام عما شجر بين الصحابة ليس هو الأصل ، بل الأصل الاعتقادي عند أهل السنة والجماعة هو الكف والإمساك عما شجر بين الصحابة ، وهذا مبسوط في عامة كتب أهل السنة في العقيدة ، كالسنة لعبد ط§ظ„ظ„ظ‡ بن أحمد بن حنبل ، والسنة لابن أبي عاصم ، وعقيدة أصحاب الحديث للصابوني ، والإبانة لابن بطة ، والطحاوية ، وغيرها .

ويتأكد هذا الإمساك عند من يخشى عليه الالتباس والتشويش والفتنة ، وذلك بتعارض ذلك بما في ذهنه عن الصحابة وفضلهم ومنزلتهم وعدالتهم وعدم إدراك مثله ، لصغر سنه أو لحداثة عهده بالدين . . . لحقيقة ما حصل بين الصحابة ، واختلاف اجتهادهم في ذلك ، فيقع في الفتنة بانتقاصه للصحابة من حيث لا يعلم .

وهذا مبني على قاعدة تربوية تعليمية مقررة عند السلف ، وهي إلا يعرض على الناس من مسائل العلم إلا ما تبلغه عقولهم .
قال الإمام البخاري رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ : (( باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية ألا يفهموا )) . وقال علي رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه : (( حدثوا الناس بما يعرفون ، أتحبون أن يكذب ط§ظ„ظ„ظ‡ ورسوله )) .
وقال الحافظ في الفتح تعليقا على ذلك : (( وفيه دليل على ان المتشابه لا ينبغي أن يذكر عند العامة . ومثله قول ابن مسعود : ( ما أنت محدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) . ( رواه مسلم ) .

دع ما جرى بين الصحابة في الوغى بسيوفهم يوم التقى الجمعــان
فقتيلهم وقاتلهم لهـــــــــم وكلاهما في الحشر مرحومان
والله يوم الحشر ينـزع كلمــــا تحوي صدورهم من الأضـغان

قال عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ بن الإمام أحمد : " حدثنا أبي ، حدثنا إسماعيل بن علية ،حدثنا أيوب السختياني، عن محمد بن سيرين، قال:" هاجت الفتنة وأصحاب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم عشرة آلاف ، فما حضرها منهم مائة ، بل لم يبلغوا ثلاثين " .

قال ابن تيمية : " وهذا الإسناد من اصح إسناد على وجه الأرض ، ومحمد بن سيرين من أورع الناس في منطقته ، ومراسيله من أصح المراسيل " . ( منهاج السنة 6 / 236 ) .

ثانياً : الخلاف بين علي ومعاوية هو مقتل عثمان وليس من أجل الخلافة ، كما يدعي الرافضة :

لما انتهى علي – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه – من أهل الجمل فقال : لا بد أن يبايع الآن معاوية ، وجهز الجيش لمقاتلة معاوية أو يبايع ، وكان معاوية قد رفض البيعة .

فخرج علي بجيش قوامه 100 ألف في صفين .

ومعاوية لم يطالب الحكم ، فعن أبي مسلم الخولاني :" أنه دخل على معاوية فقال له : أنت تنازع علياً أأنت مثله ؟ فقال معاوية : لا والله إني لأعلم أن علياً أفضل وأحق ولكن ألستم تعلمون أن عثمان قتل مظلوماً ؟ وأنا ابن عمه وأنا أطلب بدمه فأتوا علياً فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأُسلِّم له الأمور ، فَأَتوا عليا فكلموه فأبى عليهم ولم يدفع القتلة ". ( وهذه الرواية إسنادها صحيح كما في تاريخ الإسلام للذهبي ) .

فهذا يؤكد على أن الخلاف بين علي ومعاوية هو مقتل عثمان وليس من أجل الخلافة ، كما يدعي الرافضة ، والقضية اجتهادية ،فلم يقل معاوية إنه خليفة ولم ينازع عليا الخلافة أبداً .

ثانياً : معاوية كان متأولاً وقد استند إلى النصوص الشرعية ، والتي تظهر أن عثمان يقتل مظلوماً ويصف الخارجين عليه بالمنافقين ، وهو ما رواه الترمذي وابن ماجه عن عائشة قالت : قال رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم - :" يا عثمان ‍! إن ولاك ط§ظ„ظ„ظ‡ هذا الأمر يوما ، فأرادك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمصك ط§ظ„ظ„ظ‡ فلا تخلعه – قالها ثلاث مرات - :" وكان معاوية يقول إن ابن عمي قتل ظلماً وأنا كفيله والله يقول { ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً }.

ثالثاً : المتأول المخطئ مغفور له بالكتاب وبالسنة ، قال تعالى { ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا } وثبت في الصحيح أن ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل
قال :" قد فعلت " ( مسلم ) .وقال – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم - :" إن ط§ظ„ظ„ظ‡ تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان " رواه ابن ماجه وصححه الألباني .

رابعاً : تناقض الرافضة فهم يعظمون من قاتل مع علي – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه - ، ويمدحون من قتل عثمان ، مع أن الذم والإثم لمن قتل عثمان أعظم من الذم والإثم لمن قاتل عليا ، فإن عثمان كان خليفة اجتمع الناس عليه ، ولم يقتل مسلما .

خامساً : كان الصواب أن لا يكون فتالاً ، وكان ترك القتال خير للطائفتين ، فليس في الاقتتال صواب ، ولكن علي – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه – كان أقرب للصواب إلى الحق من معاوية ، والقتال فتنة ليس بواجب ولا مستحب ، وكان ترك القتال خيرا للطائفتين ، ومع أن علياً كان أولى بالحق ، وهذا القول هو قول الإمام أحمد وأكثر أهل الحديث وأئمة الفقهاء ، وهو قول أكابر الصحابة – كما نقل ذلك شيخ الإسلام في المنهاج – وهو قول عمران بن حصين – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه – وكان ينهى عن بيع السلاح في ذلك القتال ، ويقول :" هو بيع السلاح في الفتنة " وهو قول أسامة بن زيد ، ومحمد بن مسلمة ، وسعد بن أبي وقاص ، وأكثر من بقي من السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار – رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهم - .

سادساً : لذلك كان مذهب أهل السنة الإمساك عما شجر بين الصحابة ، فإنه قد ثبتت فضائلهم ، ووجبت موالاتهم ومحبتهم ، وما وقع منه ما يكون لهم فيه عذر يخفى على الإنسان ، ومنه ما تاب صاحبه منه ، ومنه ما يكون مفغورا ، فالخوض فيما شجر يوقع في نفوس كثير من الناس بغضا وذما ،ويكون هو في ذلك مخطئا بل عاصيا فيضر نفسه .

سابعاً : هذا القتال قتال فتنة ، قال الزهري – رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ - :" وقعت الفتنة وأصحاب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه وسلم – متوافرون ، فأجمعوا أن كل دم أو مال أو فرج أصيب بتأويل القرآن فإنه هدر " .

ثامناً : الكتاب والسنة دلت على أن الطائفتين مسلمون ، وأن ترك القتال كان خيراً من وجوده قال تعالى { وإن طائفتان من ط§ظ„ظ…ط¤ظ…ظ†ظٹظ† اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر ط§ظ„ظ„ظ‡ فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن ط§ظ„ظ„ظ‡ يحب المقسطين } فسماهم ط§ظ„ظ„ظ‡ مؤمنين إخوة مع وجود الاقتتال والبغي .
- ( يدعوهم إلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ويدعونه إلى النار ) :
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية : و جماهير أهل السنة متفقون على أن علياً أفضل من طلحة و الزبير فضلاً عن معاوية وغيره . المنهاج (4/358 ) .
- و قال رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ عند الكلام على حديث " ويح عمار تقتله الفئة الباغية ، يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار " . حديث صحيح متفق عليه و اللفظ للبخاري .
- قال : " و هذا أيضاً يدل على صحة إمامة علي و وجوب طاعته و إن الداعي إلى طاعته داع إلى الجنة ، وأن الداعي إلى مقاتلته داع إلى النار ، و هو دليل على أنه لم يكن يجوز قتال علي ، و على هذا فمقاتله مخطئ وإن كان متأولاً أو باغ بلا تأويل و هو أصح القولين لأصحابنا ، و هو الحكم بتخطئة من قاتل علياً و هو مذهب الأئمة والفقهاء الذين فرعوا على ذلك قتال البغاة المتأولين " . مجموع الفتاوى 4/437.
- وقال رحمه ط§ظ„ظ„ظ‡ :" ثبت بالكتاب و السنة إجماع السلف



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
قال أبو زرعة :" إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاعلم أنه زنديق "
وقال الإمام أحمد :" إذا رأيت الرجل يذكر أحداً من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بسوء فاتهمه على الإسلام "




لم يستطيعوا سب الرسول صلى الله عليه وسلم فسبوا اصحابه و هم من افضل الناس و اللذين حملوا امانة هذا الدين و اوصلوه لنا موضوع رائع و منصف في حق معاوية رضي الله عنه و انني استغرب في كثير من الاحيان ممن هم محسوبين على اهل السنة بحقدهم و افترائهم على معاوية علما انهم لم يقدموا لهذا الدين شيئ مما قدمه معاوية و صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم جزاك الله خير اختي الغالية في الله و بارك الله فيك و نفع بك غاليتي و جعلها في ميزان حسناتك باذن الله موضوع يثلج له القلب و يغيض من في نفسه الزيغ و الضلال و قد تم التقييم

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
شكراااا دموع التوبه

هذا غيض من فيض

وهذاا واجبنا تجاه من يسب اصحاب النبي عليه الصلاةو السلام

والا فلاخير فينااا

اللهم اني ابرا ممايقولون

شكراا على التقييم ....دمتي بود

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
جزيتم الجنان باذن الله

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :