عنوان الموضوع : أسبـاب تطهيــر القلـوب من الهمـــوم
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هنا اضع بين ايديكم بعض الاسباب لتطهير القلوب من الهموم
الله يبعد عناوعنكم الهموم يااااااارب
وهذي الاسباب اتمنى الفائده للجميع


أولاً : الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

لما قال رجل : يا رسول الله ، أجعل كل دعائي صلاةً عليك ؟ ؛ قال : " إذاً يكفيك الله ما أهمك " .

وفي الرواية الثانية : " يغفر ذنبك وتكف ما أهمك " .

أحد مشايخنا ذهب إليه رجل يشتكي سرقة سيارته ، فقال له : اذهب واجلس في المسجد وصلَّ الصلاة الإبراهيمية : " اللهم صلَّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد " . وسبحان الله العظيم ! ما ارتفعت الشمس بعد صلاة الفجر إلى الضحى إلا وعادت إليه سيارته .. وهذا ليس كلاماً صوفياً ، ولكنه يقين في الحديث .. الصوفي صاحب بدعة يؤلف لك حكاية ، أما أنا فأكلمك في السنة .. هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. صلَّ عليه يكفك الله ما أهمك .. أيُ شيءٍ تحمل همه فأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يُفرج ويقض ويحل .


ثانياً : قراءة المعوذتين :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قرأ " قل هو الله أحد ، وقل أعوذ برب الفلق حين يصبح وحين يمسي كفاه الله كل ما أهمه " .. ولكن الشرط – يا شباب - : اليقين والاحتساب ، وهو أن أقرأها وأنوي بقراءتها أن يكفيني الله همومي ، وأن النبي صلى الله عليه وسلم صدق .. أقرأها باليقين والاحتساب يكفك الله ما أهمك .


ثالثاً : قول : حسبي الله :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يصبح وحين يمسي حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ، سبع مرات ؛ كفاه الله كل ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة " .
أثناء قولك : حسبي الله ؛ تدبر معناها .. حسبي الله .. كفيلي .. لا إله إلا هو عليه توكلت ، وهو رب العرش .. تخيل القبر حتى يكفيك هم القبر ، والصراط حتى يكفيك هم الصراط ، وتطاير الصحف حتى يكفيك تطاير الصحف ، والميزان حتى يكفيك هم الميزان ، والعرض على الله حتى يكفيك هم العرض عليه ...


رابعا : ذكر دعاء الهم :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : اللهم إني عبدك وابن عبدك ابن أمتك ، ناصيتي بيدك ، ماضٍ في حكمك ، عدل في قضاؤك ، أسألك بكل أسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛ أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ، وشفاء صدري ، وجلاء همي وغمي ؛ إلا أبدله الله مكان الهم فرجاً ]" . قالوا : يا رسول الله : أنتعلمها ؟ ، قال : " ينبغي لكل من سمعها أن يتعلمها " .
إذاً فليزمُ كل واحد منكم حفظ هذا الحديث .


خامساً : الاستغفار :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ، ومن كل هم فرجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب " .


سادساً : جعلُ الهموم هماً واحداً :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من جعل الهموم هماً واحداً هم الآخرة كفاه الله ما أهمه ، ومن تشعبت به الهموم لم يبال الله به في أي أودية الدنيا هلك" .
إذاً فهمك ليل نهار هو : يا تُرى هل الله راضٍ عني أم لا ؟ .. هل لو مِتُ الآن سأدخل الجنة أم النار ؟ ..
يا ترى سأقع على الصراط أم سأمر بسلام ؟ .. يا ترى الميزان أي كفتيه ستخف ؟ .. عند تطاير الصحف سآخذ باليمين أم بالشمال ؟ .. هذا همك الرئيس والأساس :
الآخرة .. أما هموم الدنيا فكثيرة وهينة على الله ، ومن تشعبت به عاش شقياً ومات شقياً .


سابعاً : الدعاء :

الدعاء سلاحك ، فادع الله أن يجمع عليك شملك ويكفيك ما أهمك ، اضرع إليه وقل : اللهم فرغ قلبي لك حتى لا يحول بيني وبينك شيءٌ .. اللهم اجعل همومي هماً واحداً هو لك ، واجعل أشغالي شغلاً واحداً هو بك ، واجعل أفكاري فكرةً واحدة هي فيك .. ارحمني يا ربي وجمع شتات قلبي .. اكفني ما أهمني وغمني .. قل : اللهم إني أعوذُ بك من الهم والحزن .. ادعُ الله وهو – سبحانه وتعالى – قريب يستجيب دعاء المهموم المضطر.


محبتكن في الله

اسـيـل


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

طرح قيم نفع الله به وجعله في ميزان حسناتك اخيتي ..
جزيتي الجنة ووالديك ومن تحبين ..

تنبيه حول حديث ( من لزم الاستغفار جعل الله له .............. )

السؤال


بسم الله الرحمن الرحيم هل هو صحيح أو ضعيف . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، و من كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقبل أصدقائك .. أحببت أنت تعرف مدى صحة هذا الحديث من عدمه .. فماذا تفعل؟

الإجابــة



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وغيرهم ومداره على الحكم بن مصعب وهو مجهول، ولذلك ضعفه الألباني وتعقب الإمام الذهبي على الحاكم تصحيحه للحديث لجهالة الحكم



مركز الفتوى .. اسلام ويب ..


توضيح للحديث للفائده

لما قال رجل : يا رسول الله ، أجعل كل دعائي صلاةً عليك ؟ ؛ قال : " إذاً يكفيك الله ما أهمك " .

وفي الرواية الثانية : " يغفر ذنبك وتكف ما أهمك "

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الأعمال، والإكثار منها سبب لحصول الخيرات وجلب البركات ودفع الشرور والبليات، ويدل لذلك هذا الحديث المسؤول عنه، فإن أبيا لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفى همك ويغفر لك ذنبك. فدل على مشروعية الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: قال أبىّ : قلت : يا رسول الله، إنى أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتى ؟ قال : " ما شئت " قلت : الربع ؟ قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت : النصف ؟ قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت : الثلثين ؟ قال : ما شئت، وإن زدت فهو خير لك. قلت : أجعل لك صلاتى كلها ؟ قال : إذًا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك. وفى لفظ : إذا تكفى همك، ويغفر ذنبك
وقول السائل: أجعل لك من صلاتى ؟ يعنى من دعائى؛ فإن الصلاة فى اللغة هى الدعاء، قال تعالى : {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ. { التوبة : 103 }.
وقال النبى صلى الله عليه وسلم: اللهم صل على آل أبى أوفى. وقالت امرأة : صل علىّ يا رسول الله وعلى زوجى، فقال: صلى الله عليك وعلى زوجك.

فيكون مقصود السائل : أى يا رسول الله إن لى دعاء أدعو به أستجلب به الخير وأستدفع به الشر، فكم أجعل لك من الدعاء ؟ قال : " ما شئت " فلما انتهى إلى قوله : أجعل لك صلاتى كلها ؟ قال : " إذًا تكفى همك ويغفر ذنبك " .
وفى الرواية الأخرى : " إذًا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك.
وهذا غاية ما يدعو به الإنسان من جلب الخيرات ودفع المضرات؛ فإن الدعاء فيه تحصيل المطلوب، واندفاع المرهوب، كما بسط ذلك فى مواضعه. انتهى.
وليس معنى الحديث والله أعلم أن يترك الإنسان الدعاء لنفسه وللمؤمنين بالخير، بل هو حث على الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وبيان لفضلها، وإن كان الأولى أن يجتهد المسلم في جميع هذه الطاعات ويأتي بما قدر عليه من العبادات فيكثر كذلك من الدعاء فإنه من أحب الأعمال إلى الله تعالى، ويكثر من الاستغفار لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات فذلك له من الفضل ما لا يخفى مما دلت عليه النصوص.
قال الشيخ العثيمين في الكلام على الحديث المذكور ما لفظه: هناك احتمالان: الاحتمال الأول: وإليه ذهب شيخ الإسلام فيما أظن أن الرسول كان يعلم له دعاءً معيناً، فأراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجعل دعاءً معيناً كله للرسول عليه الصلاة والسلام. والوجه الثاني: أن يقال: المراد أنك تشرك النبي عليه الصلاة والسلام في كل دعاء تدعوه، وإلا فإن من المعلوم أن الإنسان لو أخذ بظاهر الحديث لكان لا يقول: رب اغفر لي، ولا يقول: اللهم ارحمني، ولا يقول اللهم ارزقني بل يقول: اللهم صل على محمد. ويكفى الهم، وهذا خلاف ما جاءت به الشريعة، الإنسان مأمور أن يدعو لنفسه في السجود وفي الجلسة بين السجدتين وفي دعاء الاستفتاح على أحد الوجوه التي وردت فيه، فهذا يحمل على المعنيين إما أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يعلم أنه يدعو بدعاء معين فأراد الرسول عليه الصلاة والسلام أن يجعله للرسول وإما أن يشركه معه في دعائه فكأنه قال صلاتي كلها يعني: كلما دعوت لنفسي صليت عليك. انتهى.
وقد يؤيد الوجه الأول وأن مراد أبي بالسؤال أنه يجعل له صلاته كلها من دعاء معين كان يدعو به في وقت معين ما وقع في بعض الروايات مما يدل على هذا.
قال القاري في المرقاة: وللحديث روايات كثيرة وفي رواية قال: إني أصلي من الليل. بدل أكثر الصلاة عليك فعلى هذا قوله فكم أجعل لك من صلاتي أي بدل صلاتي من الليل. انتهى.
وإذا علمت هذا فإن أفضل ما يدعى به للنبي صلى الله عليه وسلم هو الصلاة عليه، فإنها طلب من الله تعالى أن يثني عليه في الملأ الأعلى، وهي التي علمنا إياها النبي صلى الله عليه وسلم وعليها وعدنا الثواب، ويدل على أنها المرادة في هذا الحديث خاصة لا غيرها من الدعاء له صلى الله عليه وسلم قول أبي في أول الحديث: إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي. والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تتضمن ما ذكر من الدعاء بأن يجزيه الله خيرا وزيادة، فالأولى لزومها وإن لم يكن غيرها ممتنعا، والأولى لزوم الصلاة الإبراهيمية التي علم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يقولوها في التشهد
والله أعلم.

مركز الفتوى ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
جزاك الله خير اختي الغالية في الله و بارك الله فيك و انما الدين النصيحة اتمنى ان تتقبلي مروري بقلب رحب بالنسبة للفقرة نسختها من موضوعك و اضع لك الكلام عنها باذن الله



أحد مشايخنا ذهب إليه رجل يشتكي سرقة سيارته ، فقال له : اذهب واجلس في المسجد وصلَّ الصلاة الإبراهيمية : " اللهم صلَّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد . اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد " . وسبحان الله العظيم ! ما ارتفعت الشمس بعد صلاة الفجر إلى الضحى إلا وعادت إليه سيارته .. وهذا ليس كلاماً صوفياً ، ولكنه يقين في الحديث .. الصوفي صاحب بدعة يؤلف لك حكاية ، أما أنا فأكلمك في السنة .. هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم .. صلَّ عليه يكفك الله ما أهمك .. أيُ شيءٍ تحمل همه فأكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يُفرج ويقض ويحل .


شرح هذا الأمر في كتاب التوحيد باب إراردة العبد بعمله الدنيا
ممكن تقرئي كتاب التمهيد للشيخ صالح آل الشيخ شرح كتاب التوحيد واقرئي عند هذا الباب :


والأعمال التي يعملها العبد، ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين:

القسم الأول: أن يكون العمل الذي عمله، واستحضر فيه ثواب الدنيا، وأراده، ولم يرد ثواب الآخرة، لم يرد الشرع فيه بذكر ثواب الدنيا مثل الصلاة والصيام، ونحو ذلك من الأعمال والطاعات، فهذا لا يجوز له أن يريد به الدنيا، ولو أراد به الدنيا، فإنه مشرك ذلك الشرك.

والقسم الثاني: أعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا، ورغب فيها بذكر ثواب لها في الدنيا، مثل صلة الرحم، وبر الوالدين، ونحو ذلك، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- « من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه »(5) فهذا النوع إذا استحضر في عمله، حين يعمل هذا العمل، استحضر ذلك الثواب الدنيوي، وأخلص لله في العمل، ولم يستحضر الثواب الأخروي، فاستحضر ذلك الثواب الدنيوي، وأخلص لله في العمل، ولم يستحضر الثواب الأخروي، فإنه داخل في الوعيد، فهو من أنواع ذلك الشرك، لكن إن استحضر الثواب الدنيوي والثواب الأخروي معا، له رغبة فيما عند الله في الآخرة يطمع في الجنة، ويهرب من النار، واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا، فإنه لا بأس بذلك؛



يعني ، أن الشخص يكون يدري بفوائد الصلاة على النبي وثمراتها ولكن يكون الذي دفعه للصلاة على النبي ليس طلبا في الأجر الدنيوي فقط فلو فعل هذا فيدخل في الوعيد الذي قال الله عنها ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون )

فمن أراد بعمله هذا فقط الثواب الدنيوي من قضاء الحوائج وغيره فإن الله يعطيه طلبه لكن في الآخرة ماله من نصيب ودخل في الوعيد
وقد يعطيه الله طلبه وقد لا يعطيه لأن الله تعالى يقول في آية آخرى : ( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا ) فقد يعطي الله طلبه وقد لا يعطيه لقوله ( ما نشاء لمن نريد ) ولكن في الآخرة ( ثم جعلنا له جنهم يصلاها مذموما مدحورا )

أما من أراد يعمله هذا الذي رتب عليه الشارع ثوابا ، أراد به ثواب الدنيا والآخرة فهذا عمله صحيح فيعطيه الله ثواب الدنيا والآخرة
بشرط أن يكون هم الآخرة أكبر في قلبه من الثواب الدنيوي

لأنه لو كان الثواب الدنيوي هو الأكبر في قلبه فإن ذلك ينقص من توحيده كما ذكر ذلك الشيخ السعدي في شرح كتاب التوحيد .

وكما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية ( الكلام بالمعنى ) بأن لابد أن يغلب أحد النيتين عن الأخرى .
وقال ابن القيم : وشرك الإرادة والقصد بحر لا ساحل له وقل من ينجو منه ...الخ

فليصل الشخص على النبي طلبا لثواب الآخرة وطلبا لرضا الله في ذلك والثمرات تأتيه تبعا لا قصدا
مثل قوله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب )



باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا
باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا، وقوله -تعالى-: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾(1) .


وفي الصحيح عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميلة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط سخط تعس، وانتكس وإذا شيك فلا انتقش، طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه مغبرة قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في الساقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يشفع »(2) .



هذا الباب باب عظيم من أبواب هذا الكتاب، ترجمه الإمام -رحمه الله- بقوله: باب: من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا ؛ "من الشرك" يعني: الشرك الأصغر أن يريد الإنسان بعمله بأعماله، التي يعملها من الطاعات الدنيا، ولا يريد بها الآخرة، وإرادة الإنسان الدنيا يعني: ثواب الدنيا أعم من حال الرياء، فالرياء حالة واحدة من أحوال إرادة الإنسان الدنيا، فهو يصلي، أو يزيد، ويزين في صلاته؛ لأجل الرؤية؛ ولأجل المدح، لكن هناك أحوال أخر لإرادة الناس بأعمالهم الدنيا؛ فلهذا عطف الشيخ -رحمه الله- هذا الباب على الذي قبله؛ ليبين أن إرادة الإنسان الدنيا تأتي في أحوال كثيرة أعم من حال الرياء بخاصة، لكن الرياء جاء فيه الحديث وخافه النبي -عليه الصلاة والسلام- على أمته، فهو في وقوعه كثير، والخوف منه جلل، وهذا الباب اشتمل على الحكم بأن إرادة الإنسان بعمله الدنيا من الشرك، وقوله: "إرادة الإنسان" يعني: أن يعمل العمل، وفي إرادته باعثه على العمل ثواب الدنيا، فهذا من الشرك بالله جل جلاله، وسيأتي تفصيل أحوال ذلك.


قال: وقول الله -تعالى-: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (1) هذه الآية، آية سورة هود مخصوصة بقوله -تعالى-: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ (3) فهي مخصوصة لمن شاء الله -جل وعلا - قال هنا: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا (4) يعني: ممن أراد الله -جل وعلا - له ذلك، وممن شاءه الله، فهذا العموم الذي هنا مخصوص بآية الإسراء وآية سورة الشورى، الذين يريدون الحياة الدنيا أصلا وقصدا، وتحركا هم الكفار؛ ولهذا نزلت هذه الآية في الكفار، لكن لفظها يشمل كل من أراد الحياة الدنيا بعمله الصالح؛ ولهذا جمع الإمام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- في رسالة له أحوال الناس فيما قال السلف تفسيرا لهذه الآية، وجعل كلام السلف يتناول أربعة أنواع من الناس، كلهم يدخل في هذا الوعيد:


النوع الأول: ممن ركبوا هذا الشرك الأصغر، فأرادوا بعملهم الحياة الدنيا، أنه يعمل العمل الصالح، وهو فيه مخلص لله -جل وعلا - لكن يريد به ثواب الدنيا، ولا يريد به ثواب الآخرة، مثلا يعمل، يتعبد الله -جل وعلا - بالصلاة وهو فيها مخلص لله أداها على طواعية واختيار وامتثال لأمر الله، لكن يريد منها أن يصح بدنه، أو وصل رحمه، وهو يريد منه أن يحصل له في الدنيا الذكر الطيب والصلة، ونحو ذلك، أو عمل أعمالا من التجارة والصدقات، وهو يريد بذلك تجارة؛ لكي يكون عنده مال، فيتصدق، وهو يريد بذلك ثواب الدنيا، فهذا النوع عمل العبادة امتثالا للأمر، ومخلصا فيها لله، ولكنه طامع في ثواب الدنيا، وليس له همة في الآخرة، ولم يعمل هربا من النار وطمعا في الجنة، فهذا داخل في هذا النوع وداخل في قوله: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (4) .


والأعمال التي يعملها العبد، ويستحضر فيها ثواب الدنيا على قسمين:
القسم الأول: أن يكون العمل الذي عمله، واستحضر فيه ثواب الدنيا، وأراده، ولم يرد ثواب الآخرة، لم يرد الشرع فيه بذكر ثواب الدنيا مثل الصلاة والصيام، ونحو ذلك من الأعمال والطاعات، فهذا لا يجوز له أن يريد به الدنيا، ولو أراد به الدنيا، فإنه مشرك ذلك الشرك.


والقسم الثاني: أعمال رتب الشارع عليها ثوابا في الدنيا، ورغب فيها بذكر ثواب لها في الدنيا، مثل صلة الرحم، وبر الوالدين، ونحو ذلك، وقد قال -عليه الصلاة والسلام- « من سره أن يبسط له في رزقه، أو ينسأ له في أثره، فليصل رحمه »(5) فهذا النوع إذا استحضر في عمله، حين يعمل هذا العمل، استحضر ذلك الثواب الدنيوي، وأخلص لله في العمل، ولم يستحضر الثواب الأخروي، فاستحضر ذلك الثواب الدنيوي، وأخلص لله في العمل، ولم يستحضر الثواب الأخروي، فإنه داخل في الوعيد، فهو من أنواع ذلك الشرك، لكن إن استحضر الثواب الدنيوي والثواب الأخروي معا، له رغبة فيما عند الله في الآخرة يطمع في الجنة، ويهرب من النار، واستحضر ثواب هذا العمل في الدنيا، فإنه لا بأس بذلك؛ لأن الشرع ما رغب فيه بذكر الثواب في الدنيا إلا للحض عليه:

« من قتل قتيلا فله سلبه »(6) فقتل القتيل في الجهاد؛ لكي يحصل على السلب هذا، ولكن قصده من الجهاد الرغبة فيما عند الله -جل وعلا - مخلصا فيه لوجه الله، لكن أتى هذا من زيادة الترغيب له، ولم يقتصر على هذه الدنيا، بل قلبه معلق -أيضا- بالآخرة، فهذا النوع لا بأس به، ولا يدخل في النوع الأول مما ذكره السلف في هذه الآية.


النوع الثاني: مما ذكره السلف مما يدخل تحت هذه الآية: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (4) أنه يعمل العمل الصالح لأجل المال، فهو يعمل العمل لأجل ما يحصله من المال، مثل أن يدرس ويتعلم العلم الشرعي لأجل الوظيفة فقط، وليس في همه رفع الجهالة عن نفسه، ومعرفة العبد بأمر ربه، ونهيه والرغبة في الجنة، وما يقرب منها، والهرب من النار، وما يقرب منها، فهذا داخل في ذلك، أو حفظ القرآن؛ ليكون إماما في المسجد، ويكون له الرزق الذي يأتي من بيت المال، فغرضه من هذا العمل، إنما هو المال، فهذا لم يعمل العمل صالحا، وإنما عمل العمل الذي في ظاهره أنه صالح، ولكن في باطنه قد أراد به الدنيا.


والنوع الثالث: أهل الرياء، الذين يعملون الأعمال لأجل الرياء.
والنوع الرابع: الذين يعملون الأعمال الصالحة، ومعهم ناقض من نواقض الإسلام، يعمل أعمالا صالحة: يصلي، ويزكي، ويتصدق، ويقرأ القرآن، ويتلو، ولكن هو مشرك الشرك الأكبر، فهذا وإن قال إنه مؤمن، فليس بصادق في ذلك؛ لأنه لو كان صادقا لوحد الله -جل وعلا -.
فهذه بعض الأنواع التي ذكرت في تفسير هذه الآية، وكلها داخلة تحت قوله: ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا (4) فهؤلاء جميعا أرادوا الحياة الدنيا وزينتها، ولم يكن لهم هم في رضا الله -جل وعلا - وطلب الآخرة بذلك العمل من أصله، بل بذلك العمل الذي عملوه.


هنا إشكال أورده بعض أهل العلم، وهو أن الله -جل وعلا - قال في الآية التي تليها: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) وأن هذه في الكفار الأصليين، أو فيمن قام به مكفر، أما المسلم الذي قامت به إرادة الدنيا، فإنه لا يدخل في هذه الآية.


والجواب: أنه يدخل؛ لأن السلف أدخلوا أصنافا من المسلمين في هذه الآية والوعيد بقوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ (7) فيمن كانت إرادته الحياة الدنيا، فلم يتقرب إلى الله -جل وعلا - بشيء ﴿مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ (4) فهؤلاء أرادوا الدنيا بكل عمل، وليس معهم من الإيمان والإسلام مصححا لأصل أعمالهم، فهؤلاء مخلدون في النار أما الذي معه أصل الإيمان، وأصل الإسلام الذي يصح به عمله، فهذا قد يحبط العمل، بل يحبط عمله الذي أشرك فيه، وأراد به الدنيا، وما عداه لا يحبط؛ لأن معه أصل الإيمان الذي يصحح العمل، الذي لم يخالطه شرك.


فإذا هذه الآية فيها الوعيد، وهذا الوعيد يشمل -كما ذكرنا- أربعة أصناف، وكما قال أهل العلم: إن العبرة هنا باللفظ لا بخصوص السبب، فهي وإن كانت في الكفار، لكن لفظها يشمل من أراد الحياة الدنيا من غير الكفار.


قال في الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: « تعس عبد الدينار، تعس عبد الدرهم، تعس عبد الخميصة، تعس عبد الخميصة »(8) إلى آخر الحديث وجه الشاهد من ذلك أنه دعا على عبد الدينار، وعلى عبد الدرهم وعلى عبد الخميصة، وعبد الدينار هو الذي يعمل العمل لأجل الدينار، ولولا الدينار لما تحركت همته في العمل، لولا هذه الخميصة لما تحركت همته في العمل، فأراد العمل وعمل العمل لأجل هذا الدينار؛ لأجل هذه الدنيا؛ لأجل الدراهم؛ لأجل الجاه؛ لأجل المكانة؛ لأجل الخميصة، أو الخميلة، ونحو ذلك، وقد سماه النبي -عليه الصلاة والسلام- عابدا للدينار، فدل ذلك على أنه من الشرك؛ لأن العبودية درجات، منها عبودية الشرك الأصغر، ومنها عبودية الشرك الأكبر، فالذي يشرك بغير الله -جل وعلا - الشرك الأكبر، وعابد له، أهل الأوثان، عبدة للأوثان، وأهل الصليب، عبدة للصليب، وكذلك من يعمل الشرك الأصغر، ويتعلق قلبه بشيء من الدنيا، فهو عابد لذلك.


يقال: عبد هذا الشيء؛ لأنه هو الذي حرك همته، ومعلوم أن العبد مطيع لسيده مطيع له أينما وجهه، توجه، فهذا الذي حركته وهمته للدنيا وللدينار وللدرهم عبد لها، همته معلقة بتلك الأشياء، وإذا وجد لها سبيلا تحرك إليها، بدون النظر هل يوافق ذلك أمر الله -جل وعلا - أم لا يوافق أمر الله -جل وعلا - وشرعه. نعم.

(منقووووووووووول)


https://www.alfawzan.af.org.sa/node/4552


يعني الخلاصة من يطلب امر دنيوي و ذلك عن طريق كثرة الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم او اي دعاء اخر و فقط لاجل امر دنيوي فانه يحرم الاجر في الاخرة و يمكن يقع في شرك الارداة كما هو مذكور في الفتوى
و اشكر الغالية و اختي في الله ام انومي على الفتوى و الكلام في ميزان حسناتك باذن الله

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :