عنوان الموضوع : رواية "" أطفال في برية المدينه"" سعودي
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي



بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الى كل من يقرأ حروفي

كل ما ورد هنا من احداث...
نسجته لكم بخيالي و لكن من خيوط الواقع...

ولا اسمح بنقله بدون ذكر المصدر...

ولا اسمح بتغيير اسماء الشخصيات عند النقل...

اتمنى لكم قراءه ممتعه...

و ان تتلمسوا كلماتي بقلوبكم العطره...

اترككم مع الروايه....










رواية

"" ط£ط·ظپط§ظ„ في ط¨ط±ظٹط© المدينه""

الفصل الاول
""قطفوا ثمرة الفؤاد قبل نضجها""

اسرعت الخطى على صوت بكائه الرنان...
و اكتفى هو برؤية وجهها الملائكي كي يكف عن الصراخ...
كفكفت دمعاته براحتيها و اسقته من كون الحنان حنانا...

حضنته معتذرة عن غيابها الطويل...
سبع ساعات في العمل تمر عليهما كأنها سبعة قرون من الزمان....

هي سعيدة بطفلها البكر ايما سعاده...
تسير به نحو المنزل...ترمق طريقها تارة...
و تمعن النظر في عينيه البريئة تارة اخرى...

توقفت للتبضع ...واخرجت عربته من السياره...
وضعته فيها بكل حب...و اتجهت نحو المحل التجاري

و ما ان دخلت حتى رمقتها زميلتها بنظره...
كم تمنت هي الاخرى لو تحظى بزوج تنجب منه طفلا جميلا كـَ ( يامن)...

سارت مسرعة نحوها...و بدأت بمداعبته و الغبطة تقتلها...
ثم لملمت اشلاءها قائلة:

_"ساره...كم هو جميل طفلك يامن...لقد ورث عنك حسن عينيك...
يا ترى كم اصبح عمره الان؟ "
_"شكرا لك حبيبتي...لقد اتم شهره الثالث...
اتمنى ان يرزقكي الله بطفل جميل مثله"

ابتسمت المكلومة ثم غادرتهما...



اكملت (ساره) التسوق...نظرت الى (يامن) فوجدته قد نام ...
فتحت الباب الخلفي للسيارة و اخرجته من العربه....
وضعته و اغلقت الباب...ثم استدارت لتركن العربه في الجيب الخلفي...

اتجهت نحو مقعد السائق ...ادرات المحرك و استعدت لمغادرة المكان...

ثم التفتت تلقائيا الى المقعد الخلفي ليطمئن قلبها على ملاكها الصغير....


لكنها لم ترَ شيئا سوى غطائه الازرق...لم تصدق عينيها...
خرجت ...نظرت مكانه...قلبت غطائه...بحثت تحت السياره...التفتت هنا ...
.هناك...كيف اختفى...لا يمكن لشخص ان يختطفه من احضانها...لم تغفل عنه ابدا ابدا...

عادت الى المحل ...ثم الى السياره ,,,,ثم الى المحل ...و السياره....ولكن...



بدأت بالصراخ الهستيري...على كل من يمر بها:
_" طفلي...طفلي...لقد كان هنا هنا...لا اجده...
اني لا اجده في اي مكان...ارجوكم اعيدو الي طفلي..."
ثم بدأت بالبكاء...بكاء مزق قلوب المارين بها...


لم يصدق ( حليم) ما حدث...وصل الى السوق...
فوجد زوجته (ساره) غارقة بدموعها...ما إن رأته,,,حتى صرخت...
_"اقسم لك اني لم اغفل عنه ابدا...لا ادري مالذي حدث...لا ادري اين ذهب...لقد وضعته هنا ثم التفت فلم اجده"


_"لا تقلقي...لن يبتعد كثيرا...الشرطه تراقب جميع مخارج المدينه...
سيعود الينا قريبا...أنا متأكد"
قال الاب المفجوع كلماته لها وهو يحبس دموعه في قلبه...لقد كان (يامن)...يعني له كل شئ...


لقد صدق عندما اخبر زوجته ان ابنهما لم يبتعد كثيرا...


في تلك المدينة الكبيره...التي طالما كرهتها الام الشابه ,
يوجد الكثير من الخبايا المهمله...و الكثير من الاحياء الفقيرة
التي تنزوي تحت ناطحات السحاب و الشركات التجارية العملاقه...
يوجد جياع كثر يتنافسون على قمامة البيوت الفارهه...
يوجد كثر..يحقدون على اصحاب الفخامه الظاهريه...كيف لا...
و قد يطلب طفل جائع ثمن كسرة خبز من احدهم...فينهره و يهينه....



في احد هذه الاحياء البائسه عاد (حمدي) الى زوجته (سنا)...
يحمل جسدا صغيرا منهكا ...مغطى بقماش اسود...
و يحمل في يده الاخرى محفظة كان قد سلبها احدهم...
رمى بالطفل الى زوجته...نظرت اليه الزوجة العقيم...

فإذا به طفل برئ جميل ...نظيف..يرتدي ثيابا منمقه...عيناه العسليتين تلمعان من الطهر...شعر اشقر جميل و بشرة بيضاء ناعمه...منهك لا يقوى حتى على البكاء...


جاءت ببقايا رغيف خبز جاف...طحنته و عجنته بالماء...و اطعمته للبائس الجائع...الذي ما ان شبع حتى نام...نوم المغشي عليه...فرحلته الى هنا لم تكن هانئه...

_"سمعت امه تناديه...يامن..عمره ثلاثة شهور...خذيه غدا الى الجماعه...ولا تتأخري...كنت سآخذه أنا ولكن لدي عمل لايحتمل أن أأجله"
قالها لها حمدي مقاطعا نظراتها اليه...ثم خرج من المنزل...

عاودت سنا التحديق في يامن...ستأخذه غدا لجماعة المتسولين...
كي ينتهكوا حرمة الانسانيه...كي يشوهوا شكله...
ليليق بطفل متسول...قد يقطعوا يديه كي يبكي قلوب الاغنياء القاسيه...
او ربما سيفقؤون احدى عينيه الجميلتين و يسلمونه لاحداهن كي ترق له افئدة المصلين على ابواب المساجد...علها تأتي لهم بالمال اللازم للنساء و المسكرات و المخدرات...

طفل مشوه على يدي شابة بائسه مشرده...مشهد قد ترق له الطواغيت...
جرت العاده أن يذهب حمدي بالاطفال مباشرة الى الجماعه...
و لكن هذه المره...يجب ان يختفي عن الانظار قليلا...

فلربما تذكر (ساره) انها لمحته هنالك...
لأول مره ستظطر سنا للذهاب بالطفل بنفسها اليهم....
تحدق به و تتساءل...كيف لها ان تسمح لهم بتشويه هذه الانامل الغضه...

كيف تسلمه لهم ليفقدوه نعمة البصر...كيف...كيف...
كيف لها ان تخالف اوامر الزوج المتجبر...كيف ستحتفظ بطفل سوي بينهم...
كيف لها ان تخفيه حتى يكبر و يتغير شكله و لايميزه أبويه إن خرج مرة و تسول منهما ....


طلع الفجر و سنا لم تغمض لها عين...و لم يهدأ لفكرها تساؤل...
نهضت من فراشها و هي عازمة على قتل ماتبقى في قلبها من انسانيه...
حملت يامن و اتجهت به نحوهم...سارت بين الازقه وهي تكاد تجن مما تفعله...


دخلت اليهم...و همت بالجلوس...
واذا بوحش يجر طفلا بترت يده اليسرى عندما كان رضيعا بكل همجيه...و الطفل يبكي و يقول له " ارجوك لا تقطع يدي الاخرى يا ابي...اقسم اني سأتسول لك غدا اكثر...سأسرق الكثير من النقود و سآتي اليك بالطعام ...لكن ارجوك ارجوك ان لاتقطع يدي..."


أصابت صرخات الطفل قلب (سنا) كالرصاص...
انتفضت روحها و حضنت يامن بقوه...و خرجت كالبرق...
عادت الى منزلها و هي تبكي و تحتضنه..."مالذي كنت سأفعله بك يا صغيري؟ لن اسمح لأي كان أن يؤذيك...سأفتديك بروحي...ان كان (حمدي) سيقتلني من اجلك فليفعل"...


عاد حمدي في المساء الى منزله...
كان اول ما وقعت عيناه عليه...يامن...لم يتغير عليه شئ ...
مستلق على ظهره و ينظر الى سقف الغرفة اللذي صنع من البلاستيك و القليل من القماش...

جاءت سنا...وقبل ان تلفظ باي شئ...قام بضربها بسوط مركون بأقصى الغرفه...ضربها حتى سالت دماء اكتافها...

_"هل تريدين ان تقضي علينا؟؟ أتريدين أن تطردنا الجماعه؟؟ اتريدين ان نتعفن جميعنا في السجن...هل جننتي.."

زحفت سنا نحو يامن و حضنته ....

_" ارجوك دعني اربيه انا...ارجوك لا تؤذه...سأتكفل بتعليمه كل شئ...تسول و سرقه وأي شئ يجلب لكم المال...ولكن اتوسل اليك لاتؤذه"

_" حسنا ....سآخذه أنا اليهم ...لقد اخطأت عندما ظننت انه يمكن الاعتماد عليكي"


تقدم حمدي منها ليأخذ يامن...
و لكنها تشبثت به بكل ما تبقى لديها من قوه...بكل ما بقي لديها من حنان...من امومه...من انسانيه...

_" اقتلني...ثم خذه مني..."

نظر حمدي اليها...اطبق صمت على انحاء الغرفه...
مزقه صوت مناغاة يامن وهو يتلمس وجه سنا الدامي...
ضحكت له والألم يعتريها...
_" لا تقلق يا صغيري...لن يؤذيك احد"


سمعها منها حمدي ثم خرج من الغرفه...اشعل سيجارة رثه...
وجلس الى جنب الطريق...اتكأ على بقايا شجرة محروقه...
لقد أخافه عزم سنا و اصرارها...لم يدري مالذي جعله يصمت...
لماذا لم يستمر في ضربها حتى تسلم للأمر...و تتركه يأخذ يامن...

ربما لأن مايحدث مع يامن ...حدث مع حمدي ومع الكثير...
ولكن حمدي كان محظوظا...فقد وقع بين يدي امراءة ك (سنا)...
استطاعت أن تحميه من ان يشوه...

استطرق حمدي في تذكر ماضيه...
و كيف ان جسده السوي سمح له ان يسرق دون ان يلفت النظر اليه...
قد يستطيع تربية يامن ليصبح نشالا محترفا...بدلا من ان يتسول....و لم لا...


عاد الى المنزل...نظر الى سنا التي كانت تطعم يامن بعض الخبز المنقوع بالماء...
نظرت اليه سنا بخوف شديد وهو يفترش الارض و يتوسد ذراعيه...

تعجبت من صمته...قررت ان لاتنام تلك الليله ...
فقد خافت ان ياخذ منها يامن و هي نائمه...
ولكن النعاس والتعب والالم غلباها...

طلع الصبح...فتحت سنا عينيها لتجد يامن نائم بقربها...
حضنته بخوف شديد و التفتت فلم تجد حمدي في الغرفه...
اطمأنت قليلا ...فقد خرج حمدي لكسب عيشه مبكرا كالمعتاد...عله يجد طاغوتا سكرانا عائدا من سهرته كي ينشله ...او رضيعا مع ام شابة غره...



"""""للحكاية تتمه"""""
بقلمي//منارة السَنه



<center> >>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
================================== </center>

<h3>>>>> الرد الأول :
<center>

ما شاء الله ،، رائع جداً أختي منارة ،،، قصة جميلة تلامس الواقع ،،، والأسلوب شيق وجميل ،،، ننتظر البقية بشوووق كبير ،،،
</center>

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثاني :
<center>

يستحق التثبيت حتى تفرغي منها ،، وأحلى تقيم ،،، لي عودة لوضع وسام التميز ،،،
</center>

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الثالث :
<center>اشكرك جدا جدا حبيبتي هديه...كلماتك اثلجت صدري

و اتمنى اقرأ آراء بقية المشرفات و العضوات

و ان شاء الله قريبا سأضع لكم بقية فصول الروايه,

ولكن عندي سؤال...لماذا تم نقل الروايه من قسم القصص و الروايات؟؟
</center>

__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

<h3>>>>> الرد الخامس :