فأجاب الأكبر ..
وأجاب الأوسط ..
وأجاب الأصغر ..
محبتي لك بمقدار الملح يا أبي
فغضب الأب وثارت ثآئرته ..
وقال للإبن الأصغر :
فما وجدت شيء غير الملح ؟!
أخرج من بيتي ..!!
فخرج الولد الأصغر من البيت
وأخذ يتسكع من مكان لمكان ..
ومن أرض لأرض ..
إلى أن وصل منطقة بها حاكم طيب القلب ..
طلب من الحاكم أن يخدم في هذه البلدة عند أي تاجر..
فأختبره الحاكم ورأى أمانته ووافق على عمله ..
وبعد مرور فترة من الزمن ..
توفي الحاكم ..
وليس له ولي عهد ..
اجتمع حاشية الملك على أمر اختيار ملك لبلادهم ..
فأقترح أحدهم بجمع كل شاب في البلدة
وإحضار حمامة مدربة للإختيار ..
ويكون الإختيار في ساحة البلدة ..
بحضور جميع أهل البلدة نساء
ورجالا
وأطفلاً
وتم تجميع الشباب في اليوم التي سيتم الإختيار فيها ..
وكان من ضمنهم هذا الولد الشاب ( الإبن الأصغر ) ..
تم عرضهم على شكل دائرة ..
والوزير في الوسط ومعه الحمامة ..
انتظر قليلا ..
والناس ترأى هذا المشهد ..
وبعدها أطلقوا الجرس علنا بإطلاق الحمامة ..
وبعد عدة دورات لها ..
حطت على( الشاب الصغير )
اعترض اهل البلدة عليه ..
لكونه غريب وليس من سكانها الأصليين
فقال الوزير : خلاص سندور الحمامة مرة أخرى !!
وفعلا قام بهذا ..
ودارت الحمامة عدة دورات
ثم
حطت مرة أخرى على هذا الشاب ..
أعترض نصف أهل البلدة والنص الآخر وافق ..
دور الوزير الحمامة مرة ثالثة .. وعلى أن يكون آخر اختيار لها
سواء أكان ( الشاب الصغير )
او أي شاب من شباب اهل البلد ..
فطارت الحمامة ..
ووقعت على رأس الشاب للمرة الثالثة ..
وفعلا تم تعينه ملكاً للبلدة ..
ولشدة فرحه ..
طلب من الوزير أن يجمع أهل البلدة وحكام البلدات المجاورة ..
وأن يعمل لهم وليمة ضخمة ..
وطلب منه ..
أن يدعي والده ..
فسأله الوزير : لماذا ستدعو هذا الشخص ؟؟!!
فقال له الشاب ( الملك الآن ) : لأنه صار بيني وبينه موقف .. فقط أنت أدعه ..
وطلب في اليوم المحدد للوليمة .. من رئيس الطباخين ..
أن يتم طبخ الأكل كله من دون ملح ..
وجمع أهل البلدة وأمرهم أن لا يأكلو إلا اذا طلب منهم ذلك ..
عندما بلغت الدعوة لوالده ..
فرح والده فرحاً شديداً
لأن أحد الحكام سيدعوه لوليمة ..
فقال له أحد أولاده : لا بد يا أبي أم تلبس ثياب جميلة ..
لكي يكون لك قدراً بين الملوك والحكام ..
وفعلا صار هذا ..
وذهب الأب إلى الوليمة رافعاً رأسه ..
واستقبله ابنه وهو لا يعلم أن هذا الملك ابنه ..
وحان وقت تقديم الطعام ..
فطلب الإبن من والده أن يأكل ..
وكلما ذاق شيئاً لم يعجبه لأنه من غير ملح ...
وعاب الأب طبخ الطباخ للوليمة ..
فأجابه الإبن : هذا الذي طردت إبنك من أجله .. !!
فرد الأب : إنك أنت هو إبني ..
فأجاب الابن : لا .. فقط أنا مررت بإبنك في الصحراء وحكى لي ..
فقال الأب : أنا متأكد بأن إبني لن يحكي علي شيئاً كهذا أمام شخص غريب .. فبالطبع أنت إبني ..!!
وإنني غلطت ذاك اليوم عندما طردت وبحثت عنك في كثير من الاماكن ولكن دون جدوى
وبسبب هذا أنت اليوم في أرقى منزلة ..
فاحتضن الابن أباه بحرة الإشتياق .. وطلب الأب من ابنه المسامحة .. وفعلا سامحه
وعاش الملك هو وأخوته وأبيه سعداء .. منعمين
ولكنه علمه درس أن الذهب والفضة يمكن الاستغناءعنهما
لكن الملح .. لا أحد يستطيع العيش
من دون ملح في كل يوم من حياته
أتمنى أن تنال إعجابكم واستحسانكم
بنت المساعيد
رد مع اقتباس
