عنوان الموضوع : تكفون ساعدوني سعودي
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

الله يوفقكم عندي قصيده اخذناها في الكليه الدكتوره طلبت شرحها وانا مو عارفه اشرحها طھظƒظپظˆظ† ط³ط§ط¹ط¯ظˆظ†ظٹ الله يجزاها الجنه ويوفقها اللي تشرحها لي
يا عيد
( تابط شرا )
يَا عيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ

وَمَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوَالِ طَرَّاقِ

يَسْرِي عَلَى الأيْنِ وَالحَيَّاتِ مُحْتَفِياً

نَفْسِي فِداؤُكَ مِنْ سَارٍ عَلَى سَاقِ

إنِّي إذَا خُلَّةٌ ضَنَّتْ بِنَائِلِها

وَأَمْسَكَتْ بِضَعِيفِ الْوَصْلِ أَحْذَاقِ

نَجَوْتُ مِنْهَا نَجَائِي مِنْ بَجِيلةَ إذْ

أَلْقَيْتُ لَيْلَةَ خَبْتِ الرَّهْطِ أَرْوَاقِي

لَيْلَةَ صَاحُوا وَأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ

بِالْعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ

كَأَنَّمَا حَثْحثُوا حُصّاً قَوَادِمُهُ

أَوْ أُمَّ خُشْفٍ بِذِي شَثٍّ وَطُبَّاقِ

لا شَيْءَ أَسْرَعُ مِنِّي لَيْسَ ذَا عُذَرٍ

وذا جَنَاحٍ بِجَنْبِ الرَّيْدِ خَفَّاقِ

حَتَى نَجَوْتُ وَلَمَّا يَنْزِعُوا سَلَبي

بِوَالِهٍ مِنْ قَبِيضِ الشَّدِّ غَيْدَاقِ

وَلا أَقُولُ إذَا ما خُلَّةٌ صَرَمَتْ

يَا وَيْحَ نَفْسِي مِنْ شَوْقٍ وَإشْفاقِ

لكنَّما عَوَلِي إنْ كُنْتُ ذَا عَوَلٍ

عَلَى بَصِيرٍ بِكَسْبِ الْحَمْدِ سَبَّاقِ

سَبَّاقِ غَايَاتِ مَجْدٍ في عَشِيرَتِهِ

مُرَجِّعِ الصَّوْتِ هَدّاً بَيْنَ أَرْفَاقِ

عَارِي الظَّنَابِيبِ مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ

مِدْلاَجِ أَدْهَمَ وَاهِي الْمَاءِ غَسَّاقِ

حَمَّالِ أَلْوِيَةٍ شَهَّادِ أَنْدِيَةٍ

قَوَّالِ مُحْكَمَةٍ جَوَّابِ آفَاقِ

فَذَاك هَمِّي وَغَزْوِي أَسْتَغِيثُ بِهِ

إذَا اسْتَغَثتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ

كَالْحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ لَهُ

ذُو ثَلَّتَيْنِ وَذُو بَهْمٍ وَأَرْبَاقِ

وَقُلَّةٍ كَسِنَانِ الرُّمْحِ بَارِزَةٍ

ضَحْيَانَةٍ فِي شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ

بَادَرْتُ قُنَّتَهَا صَحْبِي وَمَا كَسِلُوا

حَتَّى نَمَيْتُ إلَيْهَا بَعْدَ إشْرَاقِ

لاَ شَيْءَ في رَيْدِها إلاَّ نَعَامَتُهَا

مِنْهَا هَزِيمٌ وَمِنْهَا قَائِمٌ بَاقِ

بِشَرْثَةِ خَلَقٍ يوقي الْبَنَانُ بِهَا

شَدَدْتُ فِيها سَرِيحاً بَعْدَ إِطْرَاقِ

بَلْ مَنْ لِعَذَّالَةٍ خَذَّالَةٍ أَشِبٍ

حَرَّقَ باللَّوْمِ جِلْدِي أيَّ تَحْرَاقِ

يَقُولُ أَهَلْكَتْ مَالاً لَوْ قَنِعْتَ بِهِ

مِنْ ثَوْبِ صِدْقٍ وَمِنْ بَزٍّ وَأَعْلاَقِ

عَاذِلَتِي إنَّ بَعْضَ اللَّوْمِ مَعْنَفةٌ

وَهَلْ مَتَاعٌ وَإنْ أَبْقَيْتُهُ بَاقِ

إنِّي زَعِيمٌ لَئِنْ لَمْ تَتْركُوا عَذَلِي

أَنْ يَسْأَلَ الْحَيُّ عَنِّي أَهْلَ آفَاقِ

أَنْ يَسْأَلَ الْقَوْمُ عَنِّي أَهْلَ مَعْرِفَةٍ

فَلاَ يُخَبِّرُهُمْ عَنْ ثَابِتٍ لاَقِ

سَدِّدْ خِلاَلَكَ مِنْ مَالٍ تُجَمِّعُهُ

حَتَّى تُلاَقِي الَّذي كُلُّ امْرِىءٍ لاَقِ

لَتَقْرَعَنَّ عَلَيَّ السِّنَّ مِنْ نَدَمٍ

إذَا تَذَكَّرْتَ يَوْماً بَعْضَ أَخْلاَقِي


>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
الحمد لله وكفى وسلامٌ على عباده الذين اصطفى..

- تأبّط شرّاً : ثابت بن جابر الفهمي المُضَري,
ذلك الصعلوك المغامر .. قاطع الفيافي المهلكات..في عباءة الدياجير الحالكات..
أعرض لكم أروع ما قاله من شعرٍ تخيّره وانتقاه له من قبلي المفضّل الضَّبي في مفضّلياته,
قصيدةٌ تحكي واقع الصعاليك في العصر الجاهلي وهم هم في أي عصرٍ وفي أي زمانٍ..
المطاردون المثقلون بالطوائل والمغارم الملاحقون من الصوارم والصلادم
كان شاعرنا رفيقاً وصهراً للشنفرى شُمْس بن مالك الأزدي
و لعمرو بن برّاقة الهمداني وكانت غاراتهم تنهال على قبائل خثعم وبجيلة في اليمن وتتركّز على قبيلة هذيل في الحجاز والتي لقي الشاعر و رفيقه الشنفرى من قبله - مصرعهما على يدهم أخيراً بعد صراعاتٍ ومطارداتٍ حافلةٍ بالمغامرة والإثارة كان شاعرنا يتلذّذ بها...

قصيدته الآتية تعتبر متميزة في الشعر الجاهلي - دع عنك الألفاظ فهم أهل الموامي والكهوف والجبال حيث العصمة من المطاردين -
و يكمن التميّز في التغني بالفخر الذاتي عن فخر القبيلة تماماً كما هو حال المفتخرين بأنفسهم من بعدهم في أي عصرٍ وزمانٍ..
أطرح القصيدة بين أيديكم وأرجو منكم أن تبدوا قراءتكم وآراكم حولها

وقصتها أنه فرّ من قبيلة بجيلة بمكان يسمّى الرهط من أرضهم وقد ساعده في فراره صاحبه وأحد رفقاء دربه
عمرو بن برّاق الهمداني..
فقال يذكر تلك الحادثة ويفتخر بنفسه :


يَا عيدُ مَا لَكَ مِنْ شَوْقٍ وَإيِراقِ
.................. وَمَرِّ طَيْفٍ عَلَى الأَهْوَالِ برَّاقِ1
يسرِي على الأينِ والحيَّات مُحتفيا
................. نفسي فداؤكَ من سارٍ على ساقِ2
إنِّي إذَا خُلَّة ٌ ضَنَّتْ بِنَائِلِها
.................وَأَمْسَكَتْ بِضَعِيفِ الْوَصْلِ أَحْذَاقِ3
نَجَوْتُ مِنْهَا نَجَائِي مِنْ بَجِيلة َ إذْ
..................أَلْقَيْتُ لَيْلَة َ خَبْتِ الرَّهْطِ أَرْوَاقِي 4
لَيْلَة َ صَاحُوا وَأَغْرَوْا بِي سِرَاعَهُمُ
..................بِالْعَيْكَتَيْنِ لَدَى مَعْدَى ابنِ بَرَّاقِ 5
كَأَنَّمَا حَثْحثُوا حُصّاً قَوَادِمُهُ
................... أو أمَّ خشفٍ بذي شثِّ وطُبَّاقِ 6
لا شيءَ أسرعُ منِّي ليسَ ذا عُذَرٍ
......................وذا جناحٍ بجنبِ الرَّيدِ خفَّاقِ 7
حتى نجوتُ ولمَّا ينزِعوا سَلَبي
.....................بوالهٍ من قَبيضِ الشَّدِّ غيداقِ *
ولا أقولُ إذا ما خُلٌّة صَرَمت
..................... يا ويحَ نفسِي من شوقٍ وإشفاق
لكنَّما عَوَلِي إن كنتُ ذا عولٍ
.................... على بصيرٍ بكسبِ الحمدِ سبَّاقِ 8
سَبَّاقِ غَايَاتِ مَجْدٍ في عَشِيرَتِهِ
......................مُرجِّع الصَّوتِ هدّاً بينَ أرفاقِ 9
عَارِي الظَّنَابِيبِ مُمْتدٍّ نَوَاشِرُهُ
.......................مِدْلاَجِ أَدْهَمَ وَاهِي الْمَاءِ غَسَّاقِ 11
حَمَّالِ أَلْوِيَة ٍ شَهَّادِ أَنْدِيَة ٍ
.........................قوَّالِ مُحكمة ٍ جوَّابِ آفاقِ 12
فذاك همِّي وغزوي أستغيثُ بهِ
.........................إذَا اسْتَغَثتَ بِضَافِي الرَّأْسِ نَغَّاقِ13
كَالْحِقْفِ حَدَّأَهُ النَّامُونَ قلتُ لَهُ
..........................:ذُو ثَلَّتَيْنِ وَذُو بَهْمٍ وَأَرْبَاقِ 14
وقلَّة ٍ كسنان الرُّمح بارزة ٍ
.........................ضَحْيَانَة ٍ فِي شُهُورِ الصَّيْفِ مِحْرَاقِ 15
بادرتُ قنَّتها صحبي وما كسِلوا
...........................حَتَّى نَمَيْتُ إلَيْهَا بَعْدَ إشْرَاقِ 16
لا شيء في ريدها إلاَّ نعَامتُها
............................ مِنْهَا هَزِيمٌ وَمِنْهَا قَائِمٌ بَاقِ 17
بشرثة ٍ خلقٍ يوقى البنانُ بها
...........................شددتُ فيها سَريحاً بعد إطراقِ 18
بل من لعذَّالة ٍ خذَّالة ٍ أشِبٍ
..........................حرّق باللّوم جِلدي أيَّ تحراقِ 19
يقولُ أهلكتَ مالاً لو قنعتَ بهِ
............................من ثوبِ صدقٍ ومن بزٍّ وأعلاقِ 20
عاذلتي إنّ بعضَ اللَّوم معنفة ٌ
............................ وَهَلْ مَتَاعٌ وَإنْ أَبْقَيْتُهُ بَاقِ
إنِّي زعيمٌ لئن لم تتركوا عَذَلي
.............................أَنْ يَسْأَلَ الْحَيُّ عَنِّي أَهْلَ آفَاقِ
أَنْ يَسْأَلَ الْقَوْمُ عَنِّي أَهْلَ مَعْرِفَة ٍ
............................فَلاَ يُخَبِّرُهُمْ عَنْ ثَابِتٍ لاَقِ
سدِّد خلالكَ من مالٍ تُجمّعهُ
........................حَتَّى تُلاَقِي الَّذي كُلُّ امْرِىء ٍ لاَقِ 21
لتقرَعَنَّ عليَّ السِّنَّ من ندمٍ
........................إذا تذكَّرتَ يوماً بعضَ أخلاقي 22

==================
المفردات باختصار شديد..
1- العيد هنا أي ما يعوده من همّ وحزنٍ
2- الأين : العناء - محتفياً: أي حافياً .
3- ضنّت: بخلت - أحذاق : أي متهالك ضعيف.
4- بجيلة: قبيلة من قحطان يمنية مشهورة - خبت الرهط: مكان.
5- سراعهم: أي من يلاحقه من رجالهم - بالعيكتين : أظنها موضع -
ابن برّاق: عمرو الهمداني صاحبه الصعلوك الذي قال:

وكنت إذا قومٌ غزوني غزوتهم ***..فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالمُ.
6- الحص: النعام أو الظليم - أم خشف: من أسماء الظبية . شث وطبّاق: نبت ترعى الظباء عليه.
7- ليس :هنا بمعنى إلا للإستثناء أي لا شيئ أسرع مني إلا .. - ذا عذر: الحصان - ذا جناح :يعني الصقر - الريد: رأس الجبل .
* - يصف عدوه وركضه كأنه ركض مجنون من سرعته.- الغيداق: السريع المنهمر.
8- عولي: اعتمادي.وربما عنى أنه يسعى لمسعى هذا المعوِّل عليه
9- هدّاً: أي مرتجّاً - أرفاق: جمع رفيق.
11- الظنابيب:جمع ظنبوب وهو عرقٌ يكون في الساق - النواشر أصول الأصابع
مدلاج: أي كثير الإدلاج وهو السير في الليل - الأدهم: الليل - واهي الماء: غزيزه - غسّاق: شديد الظلمة
12- هذه كلها صفات من يعوّل الشاعر عليه .
13-ضافي الرأس : أي مشعانّه أشعثه متفرقه - نغّاقِ : اي نعّاق كثير الصياح ولربما عنى أنه منشغل بالرعي عن الأمجاد وهذا ما يدله البيت التالي.
14-كالحقف حدأه النامون: يعني بها شعره كأنه رمل مرتفعٌ تغير من كثرة وطء النامين الصاعدين به - ثلتين: يعني مجموعتين يسيرتين من المواشي -البهم: صغار المعز - أرباق: جمع ربق ما تقيّد به المواشي من حبالٍ.
15- القلة:والقُنّة سن رأس الجبل - ضحيانة: حارة ضاحية.
16- نميت : صعدت .
17- الريد: السفح - النعامة: تكون في أعالي الأجبال بمثابة برج المراقبة .- هزيم: مكسور.
18- الشرثة: النعل - خلق : قديمة. - شددت فيها..: يعني أن نعاله متشقق فشده بسيور! بعد إطراق أي بتتابعٌ .
19-عذالة: يقصد عذَّال.
20-البز: الحلس ما يغنم في الحرب .
21- يقصد حتى تلاقي الموت.
22- أي ستندمون على مفارقتي لكم إذا تذكرتم أخلاقي.

=======================


لتقرعنَّ عليَّ السنَّ من ندمٍ
...........................إذا تذكرتِ يوماً بعضَ أخلاقي

هذه النهاية الحزينة التي اختارها ثابتٌ لقصيدته هي كالنهاية التي اختيرت له لحياته حيث لقي مصرعه أخيراً على يد (هذيل) القبيلة التي لقيت منه الويلات من ثكل ويتم ..فقتلته أجمعاً فرداً وحيداً شريداً طريداً..

وكأني أنظر إليه ممدّداً وهم حوله ما بين راكلٍ لجثته حرقةً وبين مراقبٍ دهشةً كأنه لا يصدق أهذا (ثابتٌ) صريعاً أخيراً..

ولم يضع دمه هدَراً..فقد أخذ بثأره ابن اخته من بعده ..

الشرح :


1) ياعيد مالك من شوق وإيراق ومر طيف على الأهوال طراق

أول ما يستوقفنا في هذا البيت استخدام المفردة ( عيد ) باعتبارها أحد المفردات العربية بصرف النظر عن دلالتها على العيد المعروف ،وقد كثر ذكر العيد في تراث الأدب العربي وكان يختلف تناول الشعراء له فكل يراه من زاوية تجعل له عرضا ومذاقا إبداعيا مختلفا .
فمنهم من قرن العيد بالحزن والألم ، ومنهم من قرن بين المحبوبة وذكر العيد في الغزل و كانت الفرحة تتم للشاعر لو جمع بينهما.
أما الشاعر في هذه الأبيات يقصد بالعيد هو الوقت الذي يعود إليه فيه التذكر والوجع والشوق ، واستخدم لفظة العيد ليدل على تكرار ومعاودة الشوق الذي من شدته جافى النوم عينيه ، وهو ماعبر عنه بالإيراق، وهذا يدل على شدة الشوق بالرغم من أنه مجرد طيف أي أن خيال حبيبته يزوره في الليل فيمنعه من النوم ويجعله يكابد البعد والمخافة والمشقة .
وكلمة إيراق ناسبت كلمة طراق حيث أن النوم يجافي العين في وقت الليل والطروق يعني الزيارة في الليل.


2) يسري على الأين والحيات محتفيا نفسي فداؤك من سار على ساق

يصف الشاعر الخيال بأنه يسير ليلا فوق الحيات حافي القدمين ، ماشيا غير راكب ، ولكن الخيال لايمشي على ساق ، ولكنه كما قال (يسري) وقال (محتفيا) فوصفه بما يوصف به ذو الساق ، ويجوز أن يكون الشاعر قصد : صاحب الخيال .
وقوله ( من سار على ساق ) إشارة إلى تجشم قطع المسافات والأهوال من غير قافلة أو دليل أو راحلة وهذا جدير أن يكون في موضع من يفدى بالنفس.
ثم في ذكر القدمين الحافيتين ، والساق في الطيف لهو إلباس جو الأنوثة على هذه المعشوقة التي جاء طيفها يخفف من عناء السفر ، ثم إن ذكر الساق الواحدة دون الساقين لهو ذكاء خارق في إبداء محاسن المحبوبة ، كما يفعل مصممي الأزياء في إبداء مفاتن الفتيات من خلال إبداء طرف ساق واحدة والتعتيم اللباسي على الساق الثانية.

3) سباق غايات مجد في عشيرته مرجع الصوت هدا بين أرفاق
4) حمال ألوية ، شهاد أنــديـة قوال محكمة ، جواب آفــاق

(سباق غايات مجد) : يريد أنه يسبق إلى المجد من سابقه ، وليس هذا فحسب بل أنه يسابق حتى يصل إلى نهاية المجد ويتجاوزه ويجعله خلفه.

(مرجع الصوت هدا) توجد علاقة حركية بين كلمتي (مرجع) وتعني تردد الصوت و(هدا) وتعني الصوت الغليظ فكلاهما يصدران موجات صوتية .
واستخدم كلمة (هدا) ليدل على علو صوته وغلظته فيكون وقعه على رفاقه كسقوط ركن أو حائط أو ناحية جبل فيصدر صوت عظيم جدا بسبب هذا السقوط .
نجد أن هذين البيتين أكثر فيهما من اسخدام صيغ المبالغة والتي على وزن (فعّال) ، فمن المعروف أن دلالات (فاعل) تختلف عن دلالات (فعال) فثمة هدوء ووئام ورأفة في وزن (فاعل) تفتقدها صيغة (فعّال) فـ حمال وشهاد وسباق وقوال وجواب تتسم بالقوة والإلحاح والامتداد ووقته مفتوح وغير مؤقت ، وسبق أن استعملته الخنساء في رثائها لأخيها صخر فهو (حمال ألوية ، هباط أودية شهاد أندية للجيش جرار)
فإن عنف الوزن والصيغة ناسب شخصية تأبط شرا وما تمتاز به من القوة والبطش.
ومن خصائص هذه الصيغة أنها تستعمل غالباً في الغرائز واللوازم غير المنفكّة عن الذات ، فمثلا قوال محكمة يدل على لزوم القول للذات وعدم انفكاكها عنها، و(قال) يدل على ثبوت القول فقط.

5) يا من لعذالة خذالة أشب حرق باللوم جلدي أي تحراق .
(يا من لعذالة): حذف المنادى، فما الفائدة من حذف المنادى في قوله: يا من لعذالة؟ والاستفهام الواقع بعده إلى من توجه والمنادى ليس في الكلام؟ نقول: إنّ قصد المتكلم بمثل هذا الكلام هو إظهار ألمه وتوجعه من أمر حرق مضجعه ،وفي ذِكْر النداء وحذف المنادى استطاع أن يوصل إلينا هذا الأمر. فأمّا المنادى فهو يائس من غوثه وظهور فرج من عنده فلا فائدة في تخصيصه بالذِّكْر، لذلك فسّرنا وقلنا: أراد يا ناس أو يا قوم، فالمراد بيان العجز عن مداراة ما ارتكبه والتملص مما لزمه، فكأنه يريد: قد أعيى دفع هذا العاذل عن النفس فمَن يكفّ عني أمره ويقيني شرّه". فالموقف النفسيّ هو الذي جعل الشاعر يتحوّل إلى الحذف ليعبّر عن حالة اليأس من غوث مغيث والإحباط في تحقيق أمل منشود، وذلك ما لا يبلغه بغير الحذف.

6) يقول أهلكت مالا لو قنعت به من ثوب صدق ومن بز وأعلاق

هنا تأبط شرا يصف نفسه بالكرم إلى حد الإفراط حتى أنه لم يبق شيئا لغده ، وهذا المعنى المأخوذ من قوله (أهلكت) فهو لم يستخدم كلمة أسرفت ، فهلاك المال يعني أنفقه وأنفده كله فلم يبق منه شيئا، وكذلك كلمة (أعلاق) وهو ماكرم من سيف أو ثوب أو نحوه. فكان يبْذلُ المالَ والنفيسَ في سبيل الذكرِ الحسنِ لأنَّ المالَ يَفْنى والذكْرُ يَبقى .


7) عاذلتي إن بعض اللوم معنفة وهل متاع وإن أبقيته باق

يقول لعاذله : يا لائمي إن في اللوم مايكون مسخوطا لتجاوزه حد الرفق وخروجه إلى طريق الظلم فارفقي فيما تتكلفينه واقصدي ، وهل متاع يسلم على الدهر ويبقى على حدثانه وإن بخلت به وادخرت ؟ .
(وهل متاع وإن أبقيته باق) :استخدم اسلوب الاستفهام الذي يفيد النفي أي كأنه قال مايبقى متاع وإن اجتهدت في تبقيته لكونه معرضا للآفات ، فالأصلح أن أصرفه فيما يجلب شكرا أو ذكرا.

8) إني زعيم لئن لم تتركوا عذلي أن يسأل الحي عني أهل آفاق
الزعيم : الكفيل ، فيقول : إن لم تترك عتبي واستمررت على عادتك في تقريعي فقد تكفلت لك بأن أتباعد عنك وأفارقك حتى تسأل عني أهل الآفاق فلا يعطيكم أحد خبري.


9) أن يسأل القوم عني أهل معرفة فلا يخبرهم عن ثابت لاق
في هذا البيت يؤكد معنى البيت السابق وأنه عازم على الرحيل والاختفاء عن نظر عاذله إن لم يترك لومه وتعنيفه ، وسيهيم على وجهه في الصحراء فيسأل عنه هذا اللائم أهله فلا أحد يجيبه بل سيسأل أهل الآفاق كلهم فلا يجد من يجيء به .

10) لتقرعن علي السن من ندم إذا تذكرت يوما بعض أخلاقي
يقال قرعت في كذا وعلى كذا سني إذا ندمت عليه .. والمعنى : لتندمن على سوء عشرتك لي وإفراطك في لومي وعتبي إذا فقدت بغيبتي عنك شخصي واضطررت إلى تذكرك أخلاقي وتصورك شمائلي وطباعي .

نلاحظ في الأبيات الأخيرة أن الشاعر يكرر الألفاظ الدالة على العذل(عذَّالة، اللوم، عاذلتي، اللوم، عذلي) وهذا يدل على الضجر بكثرة العذل والاعتراض على سلوكه في الجود إلى درجة حرق جلده، وأي حرق! وهذا ما يؤكده تكرار الألفاظ الدالة على العذل ، وإنها الفكرة نفسها عند العاذلة التي تقوم على تزيين البخل والإمساك بالمال، ولكن موقف الشاعر لا يرضى بهذا التقريع ويراه عنفاً، فهذه الأموال لا يمكن أن يُكتب الخلود لها، حتى وإن حافظ عليها وثمرها، ويهدد الشاعر إن لم يتوقف العذل بالرحيل في الآفاق، بحيث لا يعرف عنه أهل المعرفة شيئاً، وهذا رد ـ كما هو واضح ـ يختلف عن ردود الشعراء الآخرين على العاذلة الذين كانوا يطالبونها بالتَّخفيف أو التقليل أو التمهل، أو يعلنون عصيانهم، ولا شك أن موقف تأبَّط شرَّاً هذا ينسجم ورؤية الصعاليك إلى طبيعة العلاقة مع الجماعة "فإذا كانت استجابة الفرد داخل القبيلة للعاذل الذي يمثل قيمها عادة هي مجرد الإصغاء إليه فإنه لدى تأبَّط شرَّاً تتخذ شكلَ الانفصام الكلي والرحيل ...

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :