عنوان الموضوع : إلى داخل الصندوق يا ابنتي! ادب
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

هذه السماء الممتدة هي حدود عالمي .. وهذه النجوم اللامعة هي ما سأحقق من أحلامي ......
لا زلت في الثانية عشرة من عمري ... إن حسبت بشروق الشمس وغروبها أيامي ...
تراب "حوش" منزلنا رطب ... مبلل ببعض مطر هطل ...
ملمسه في يدي يدب في دمي الحماسة .. أريد أن أجمعه ... أن أبني به "النجوم" ...
رائحته العطرة تناديني .. "هيا تعالي ... هيا تعالي ..."
أنا سعيدة...!
ابتسامتي كالنجمات ... لامعة ...
والفخر والفرح في قلبي تزيد طاقاته ... فلو شق صدري وخرج للناس ضوءه ... ظنوا "الشمس" باتت الليلة في جوفي!
صوت المفتاح يعبث بقفل الباب ...
والدي عاد ....!
قفزت من مكاني .. أسرعت إليه .. "أبشره!"
"والدي .. نجحت ... نجحت!"
"أهلا يابنية ... تمهلي .. ماذا تقولين؟؟"
"أنهيت الصف السادس! ... أنهيته بتفوق ... تقول معلمتي أني الأفضل .. وأن مستقبلي سيكون مبهر ... وأنها لم تدرِّس قبلي من هي بذكائي واجتهادي! .. نجحت في المدرسة ياوالدي!"
قلّ ابتسامه ... ما بقي منها سوى أثر .. الأمر لا يهمه ... بلى .. يهمه كفاية ليساير فرحي بكلماته "ماشاء الله .. مبارك يا ابنتي" ...
تربيته بسيطة على كتفي ..
ثم ... همّ يكمل طريقه إلى ط¯ط§ط®ظ„ المنزل ...
"لحظة والدي.."
"نعم يابنية؟"
"تقول المعلمة لابد أن تحضر إلى المدرسة لتأخذ ملفي .. وتقدمه للمدرسة المتوسطة ..." ... سكتُ .. ثم ... أضفت محاولة أخيرة لإثارة حماسه "تقول أنها تكره وداعي .. لكني كبرت على هذه المدرسة!"
أنجحت محاولتي؟؟
هاهو يبتسم!
لحظة ... لا!
ليست ابتسامة فخر .. ولا حتى مجاملة ..
هي ابتسامة .... ساخرة!
لطيفة ... مراعية قدر الإمكان .. لكنها "ساخرة!"
"المتوسطة؟؟ ... ألم تتعلمي كفاية؟؟"
""لا زال هناك الكثير لأتعلمه .. أحمد تعلم الكثير في المتوسطة .. أشياء لا أعرف عنها شيئاً!!!"
"أحمد ولد يافاطمة!"
عفواً؟؟
لم أفهم؟؟
أين الجواب فيما قلته؟؟
"هناك متوسطة للبنات أيضاً ياوالدي!"
"البنات لايحتجن لتعلم كل هذه الأمور! ... تعلمتي القراءة والكتابة صحيح؟؟"
"أ...."
وماذا أقول؟؟
"يكفي "مناقشة" .. لهذا لا يجب أن تتعلم البنت أكثر من القراءة والكتابة ..! كوني ابنة صالحة وادخلي المطبخ لمساعدة أمك وأخواتك .. هيا يا فاطمة..!"
شعرت بالنجوم العالية ... تتساقط!
والسماء اللامحدودة ... تزداد ضيقاً حتى خنقتني!
وريحاً عدوة تقودها كلمات أبي ... لتحمل الطين .. وتنثره بعيداً عني .. وتجردني مما سأبني به "نجومي" ..!
مشيت بخطوات مهزومة إلى الداخل ... والدموع ترطب وجنتي ..
مشيت إلى ط¯ط§ط®ظ„ ط§ظ„طµظ†ط¯ظˆظ‚ .. لأسجن داخله .. "ضمانة" للحفاظ علي ... حتى أُسلّمَ للغريب مختومة وموثّقة "بجهلي" .. دليلاً على طهارتي وصلاحي!
هزت الريح جدائلي ... فجلبتها إلى ناظري ... شعرت حين رأيتها أني "لا أكره والدي .. ولا مجتمعي.. لكني أكرهها ... هي قيدي ... هي رمز من رموز أنوثتي ...!"



بقلمي ..
الهاشمية / غربة فكر



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
ماشاءالله
سرد اكثر من رائع
استمري فنحن بانتظار مايحمله قلمك من ابداااع

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
شكرا لك ياغالية ..

سعيدة بمرورك ...

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :