عنوان الموضوع : إحتواء الأزمات في الحياة الزوجية
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي
إن سفينة ط§ظ„ط*ظٹط§ط© ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© قد تعترضها بعض الأمواج العاتية المتلاطمة، وتهدد سيرها،
وقد تحول مجراها إلى وجهة لا يرضى بها ركابها..
وتلك الأمواج هي ط§ظ„ط£ط²ظ…ط§طھ التي تنغص صفو ط§ظ„ط*ظٹط§ط© الزوجية، وتهدد بقائها،
ومن هنا علينا رسم الطريق لمواجهة تلك ط§ظ„ط£ط²ظ…ط§طھ من خلال "فن" يحتويها و"علم" يحولها إلى تحديات ممكنة المواجهة.
كيف يبدو الزواج؟
حياة وردية.. همسات.. مشاعر دافئة.. حب غائر في الأعماق،
حنان متدفق خيال يتعدى جدار الزمن،
فإذا منظر حشود المهنئين تعلوهم ابتسامة الفرح والسرور،
ضحكات بريئة، مداعبات وممازحات،
بطاقات التهنئة، وعبارات التشجيع، ودعوات الأحبة..عطور، هدايا،
سفر حتى أنواع الحلوى وكأس العصير المثلج يخيل إليه أنه يراه.
هكذا يبدو الزواج قبل الزواج.
ثم تبدأ الأشهر الأولى من الزواج، فيراها الزوجان خطًا فاصلًا بين حياة ما قبل الزواج وما فيها من رقة وبراءة في الأحلام..
وحياة ما بعد الزواج وما فيها من تحديات ومسؤوليات و تبعات وهي -بلا شك – خطوة حرجة وحساسة في ط§ظ„ط*ظٹط§ط© الزوجية..
إما تكون أو لا تكون.
بكل ما في هذه الكلمات من معنى، وهذا ما تؤكده الدراسات, فإن 45% من حالات الانفصال بين الأزواج تقع في السنة الأولى من الزواج.
حقيقة غائبة:
وقد توقفت طويلًا أمام النماذج التي تمر علي في مكتبي، والتي أراها خارج المكتب في ط§ظ„ط*ظٹط§ط© عمومًا،
وتوصلت الى أن العامل الأول في أسباب الانفصال هو سوء الاختيار، ويليه التوقعات المرتفعة،
وقد تأكدت أنه حين تزوج هؤلاء غاب عنهم حقيقة هي:
"ليس الزواج التقاء جسد بجسد ولكنه التقاء ثقافة بثقافة،
وعقل بعقل،
وطريقة تفكير بطريقة تفكير،
وأسرة بأسرة،
وموروثات اجتماعية وثقافية بموروثات اجتماعية وثقافية،
وخبرات وتجارب بخبرات وتجارب "
الزواج هو حياة واقعية وليس حياة مثالية
"فالزوج الذي كان يهيم حبًا حتى بعيوب زوجته، صار اليوم ينتقد بيضة غير ناضجة أو خبزًا باردًا،
والعاشق المتيم الذي كان يغمر الزوجة بحبه لمناسبة ولغير مناسبة، صار يغادر البيت من الصباح الي المساء حتى دون أن يفكر بطبع القبلة اليومية..
والزوجة الذكية تعلم أن مثل هذه الأشياء طبيعية،
فالحياة ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© ليست لحظات متلاحقة من بث الشوق والهيام ومن فناء الجسدين الواحد في الآخر،
إنها أيضا:
"ثلاث وجبات كل يوم،
وهل فكرت في إخراج وعاء القمامة"
[فن العلاقات ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© في ضوء القرآن والسنة والمعارف الحديثة –محمد الخشت ص 45 بتصرف يسير].
تبدّل التوقعات:
ذكرت في السطور السابقة أنه من أسباب الانفصال أو الخلافات ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© ارتفاع سقف التوقعات لدى الزوجين قبل الزواج،
ولذلك يسأل الزوجان لماذا تغيرت العلاقة بينهما وأصبحت علاقة متوترة يشوبها الانزعاج؟
ولماذا يشعر كل منهما الآن بذهاب المحبة التي كانت بينهما في البداية؟
ولا شك أن هناك أسبابًا كثيرة لكل هذا ومنها "التوقعات"
"فالزوجة قد تتوقع مثلا أن يكون هناك حديثًا طويلًا بينهما كلما عاد الزوج من عمله،
والزوج قد يتوقع أن تسعى زوجته في رعايته و بكل ما تستطيع عندما يصاب بمرض أو صداع أو رشح،
وقد تتوقع الزوجة رحلة في كل اجازة صيفية،
بينما يتوقع هو إنجاب مولود في نهاية السنة الأولى من زواجهما،
وقد يتوقع أحدهما أن يكون الآخر مثله تمامًا في التعامل مع الأمور، أو أن يرغب في نفس الأمر الذي يرغب هو فيه، أو أن يكون له نفس الذوق ونفس التفكير،
وبالتالي تنشأ المشكلات والصعوبات عندما لا تتحقق هذه التوقعات"
[التفاهم في ط§ظ„ط*ظٹط§ط© ط§ظ„ط²ظˆط¬ظٹط© د. مأمون مبيض].
لماذا نحمل توقعات مختلفة؟
إن الزواج هو التقاء ثقافة بثقافة وموروثات اجتماعية وثقافية بموروثات اجتماعية وثقافية؛
لذلك تختلف توقعاتنا وتختلف رؤيتنا للأمور نفسها.
وقد يعود السبب إلى أننا نشأنا في أسر مختلفة، ومرت بنا ظروف مختلفة جعلت توقعاتنا مختلفة جدًا،
وكأننا قد دربنا خلال نشأتنا على سلوك معين وتوقعات متفاوتة،
فنحن تأثرنا بما نلاحظه من تعامل أبوينا في محبتهما واختلافهما، وبما يقولان أو يفعلان،
ونحن نتعلم الكثير دون أن ندري،
وكذلك تعلمنا كيف ننفق المال،
وكيف نرتب أمور المنزل والحياة الأسرية،
وما يفعل الرجل داخل البيت وما لا يفعل،
ودور المرأة وعملها،
ومن يتخذ القرارات وكيف يربى الأولاد،
وكيف نحتفل بالأعياد،
وكيف نحل الخلافات والنزاعات،
وأهمية الترتيب أو عدم أهميته،
وأهمية الوقت وكيفية قضائه،
ودور الأصدقاء في حياتنا،
وطبيعة العلاقة مع الأقرباء وكثير من غير هذه الموضوعات.
ولذلك لا شك أنه عندما يتزوج اثنان فإنهما يأتيان من خلفيات متباينة، وإن كانا في مجتمع واحد وطبقة واحدة ويتحدثا بنفس اللغة،
ويفسر هذا بعض الاختلاف في توقعات الزوجين في كثير من الأمور.
ماذا بعد:
-حسن الاختيار والتوقعات الواقعية من شريك ط§ظ„ط*ظٹط§ط© هو من عوامل تفادي الازمات في المستقبل.
-لتفادي ط§ظ„ط£ط²ظ…ط§طھ الكبيرة عليك بفهم طبيعة الاختلاف بين الرجل والمرأة.
-الزواج ليس التقاء جسد بجسد ولكنه التقاء ثقافة بثقافة وعقل بعقل وأسرة بأسرة.
ولا ننسى:
المشاركة الإيمانية بين الأزواج تقويى البناء الروحي,
ولذلك دعا الرسول صلى الله عليه وسلم بالرحمة للزوجين المتعاونين في هذا البناء الايماني
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(رَحِمَ اللَّهُ رَجُلا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا الْمَاءَ،
رَحِمَ اللَّهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنَ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ الْمَاءَ)
[ نضح: رش].
والمعنى أن من كان منهما أنشط في العبادة وأسرع إلى القيام فإنه يحرص على إفادة الآخر،
سواء الرجل أو المرأة، الزوج أو الزوجة،
وإذا ما حصلت الاستجابة بالكلام فينضح أحدهما الماء على وجه الآخر من أجل أن يذهب عنه النوم ويهب ويقوم...
حتى طريقة المشاركة طريقة حانية لطيفة.. "نضح في وجهها الماء" و"نضحت في وجهه الماء..
إنه نضح يشعر بحنو العاطفة والإشفاق..نضح يشعر بعمق الحب,,
أم عبد الرحمن محمد يوسف
بتصرّف يسير
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
جزاك الله خيرا غاليتى و بارك فيك..
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
موضوع بغااااية الرووووووعه والافادة حبيبتي
بارك الله فيكي وباختيارك المميز متلك
جزاك الله الف خير حبيبتي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع ونصايح قيّمة
رزقك الله رضا الرحمن وسعادة الدارين غلاتي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :