عنوان الموضوع : على مائدة طعام محمد (صلى الله عليه وسلم) م26* اللايكات3-3
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي
لم يكن تناول الطعام لدى ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) عملية عضوية بحتة، بل كان يمثل نموذجًا لنظرته للحياة، ولأخلاقه وسلوكه وخصائص شخصيته.وفيما يلي نتناول جانبًا من حياته (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) وكيف كان يتناول طعامه.
قناعة وزهد:
لم يكن ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) يردُّ طعامًا أبدًا مهما كان هذا الطعام، فإن اشتهاه أكله، وإن لم يشتهه اكتفى بأن يتركه دون أن يتكلم عنه أو يرفضه، فلم يكن يعيب طعامًا أبدًا، بل حتى لم يكن يقول إن هذا حار، وهذا مالح، يقول صاحبه أبو هريرة: «ما عاب النبي (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) طعامًا قط، إن اشتهاه أكله وإلا تركه»([1]). بل إنه في موقف طريف قد قدم له أحد مضيفيه ضبًّا – حيوان صحراوي – مشويًّا، فعافته نفسه، ولم يأكل منه، إلا أنه لم يَعِبْه ولو بكلمة، بل سكت وتركهم يأكلون، فعن ابن عباس - رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما - قال: إن محمدًا (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) وخالد بن الوليد أحد كبار قادة جيوشه قد جمعهم طعام، وُوضع لهم على مائدتهم ضبّ مشوي، وعندئذ نترك لخالد يصف لنا الموقف فيقول: فرفع رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) يده عن الضب. فقال خالد بن الوليد: أحرام الضب يا رسول الله؟! قال :«لا؛ ولكن لم يكن بأرض قومي فأجدني أعافه»، قال خالد: فاجتررته فأكلته ورسول ط§ظ„ظ„ظ‡ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) ينظر إليّ ([2]).ولم يكن ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) امرأً شَرِهًا في طعامه، ولا كثير الأكل، ولا يملأ بطنه بطعامه، بل كان قليل الطعام، وحسبه يأكل ما يقيم صلبه وفقط، حتى إنه كان ينصح أمته، فيقول لهم ذامًّا كثرة الطعام: «ما ملأ آدمي وعاء شرًّا من بطن، بحسب ابن آدم أكلات يُقِمْن صُلْبَه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»([3]).وهي النصيحة التي قال عنها أساتذة الطب وعلماؤه: إنها قد جمعت جميع معاني الوقاية من الأمراض في جملة واحدة فريدة لم يُسْبَق إليها.
وتحكي بنت عمه أم هانئ فتقول: «دخل عليّ النبي (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) فقال: أعندك شيء؟ فقلت: لا، إلا خبز يابس وخلّ،.. فقال: هات، ما أَقْفَر بيتٌ من أُدْم فيه خَلّ»([4]).واسمح لنا - أيها القارئ - أن نتعجب معك من بساطة حياة هؤلاء، وبساطة تلك المعاملة التي يتعامل بها ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) معهم، فهو يدخل على إحدى قريباته، ويسألها: هل عندك من طعام؟ فتجيبه أن ليس عندها سوى الخبز والخل، فيأكل ثم يمتدح لها طعامها ذاك البسيط غير المرغوب فيه، ويقول لها بكل مشاعر رقيقة: إن البيت الذي به خل ليس ببيت فقير.ويتحدث صاحبه النعمان بن بشير - رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما - يومًا معاتبًا أقرانه على كثرة ما يتنعمون به فيقول لهم : «ألستم في ط·ط¹ط§ظ… وشراب ما شئتم؟ - أي: في سَعَة - ، لقد رأيت نبيكم (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) وما يجد من الدَّقَل – رديء التمر – ما يملأ به بطنه»([5]).ويقول ابن عمه ابن عباس - رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما - : «كان ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) يبيت الليالي المتتابعة طاويًا - جوعانًا بلا ط·ط¹ط§ظ… - وأهله لا يجدون عشاء»([6]).إن هذا الذي نتحدث عنه هو قائد في قومه ومتبوع في أمته، ولو أراد أن يجمع من الطعام ما يكفي جمعًا كبيرًا في بيته لفعل، ولكنه يعيش هذه الحياة الشفافة كأي فقير في أمته، فيشعر بهم ويحيا حياتهم، ولا يتكلف عيشًا أفضل من عيشهم.وانظر إلى تلك الشهادة من أحد أصحابه تنبئك عما كان يعلمه عنه الناس، يقول أبو هريرة t: والذي نفسي بيده! ما أشبع رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) أهله ثلاثة أيام تباعًا من خبز حنطة حتى فارق الدنيا»([7]).
ويأتي يوم ويمر أبو هريرة ذاته على قوم بين أيديهم شاة
مصلية فيدعونه، فيأبى أن يأكل، ويقول: خرج الرسول (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير ([8]).ويصف خادمه أنس بن مالك موقفًا آخر لا ينساه؛ فيقول: أُهدِي لرسول ط§ظ„ظ„ظ‡ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) تمرٌ فجعل يقسمه بمكتل واحد، وأنا رسوله به، حتى فرغ منه. قال: فجعل يأكل وهو مُقْعٍ أكلاً ذريعًا، فعرفت في أكله الجوع([9]).
ذوق وآداب:
لقد كان لمحمد (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) منظومة فريدة في الذوق والآداب تختص بالطعام والشراب،وما يتعلق بهما، حتى إنه كان يعلمها الصغير والكبير من أمته تعليمًا دقيقًا:
فيقول لغلام ربيب له - ابن زوجته أم سلمة - هو عمر بن أبي سلمة :«يا غلام! سَمِّ الله، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك»([10])، إنه يعلمه هنا منذ صغره أن يذكر اسم ط§ظ„ظ„ظ‡ قبل أن يتناول طعامه، فيبدأ ببسم الله، ثم يؤكد ط¹ظ„ظٹظ‡ أن يأكل بيمينه التي علمه ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) أن يستخدمها في كل خير، وأن يأكل مما يليه فلا يتعدى على ط·ط¹ط§ظ… غيره، ولا يمد يده إلى آخر الإناء.وعن حفصة زوج ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) أن «رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ كان يجعل يمينه لأكله، وشربه، ووضوئه وثيابه، وأخذه، وعطـائه، وشمـاله لما سوى ذلك»([11]). ونهى أصحابه عن الأكل بالشمال؛ فعن جابر بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ - رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما-: «نهى أن يأكل الرجل بشماله»([12]).ويتج��ى في ط·ط¹ط§ظ… ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) الحرص على النظافة وحماية الصحة، فقد كان يغسل يديه قبل كل طعام، تقول عائشة - رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنها-: «كان إذا أراد أن يأكل غسل يديه» ([13]).كما كان ينهى عن التصرفات التي تخرج عن حدود الذوق واللباقة أثناء تناول الطعام، أو تلك التي قد تجلب الضرر، فقد تجشأ رجل بحضرته (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) فنهاه، وقال له: «كُفَّ عنا جشاءك»([14]).كما نهى عن النفخ في الطعام والشراب، وأمر أن يتنفس الإنسان خارج الإناء ثلاثًا إذا أراد أن يشرب، وأن يشرب على ثلاث مرات، ونهى أن يشرب المرء من فيِّ السقاء كراهة أن ينقل مرضه إلى غيره، أو أن يستقذر ذلك الآخرون.وكان ينهى عن الكبر بجميع مظاهره في أثناء طعامه؛ حيث يرى أن الطعام إنما هو نعمة ومنة ربانية على الإنسان، فينبغي ط¹ظ„ظٹظ‡ أن يتواضع أثناء تلقيه تلك النعمة، فيقول: «لا آكل متكئًا»([15]). والاتكاء حينئذ جلسة تدل على التكبر والترفع.
ولما كانت طبيعة الحياة في وقته (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) أن يأكل الناس على الأرض، وكان الأكل على المناضد والخوانات المرتفعة عن الأرض إنما يفعله المتكبرون؛ تجنب ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) ذلك، فكان يأكل كما يأكل عامة الناس وفقراؤهم آنذاك، فعن أنس بن مالك قال: «ما أكل نبي ط§ظ„ظ„ظ‡ على خوان»([16]).وكما نهى عن التكبر في هيئة أكل الطعام وكيفيته؛ فقد نهى عن ذلك فيما يتعلق بآنيته، فنهى أمته عن الأكل أو الشرب في آنية الذهب والفضة، فعن حذيفة بن اليمان -رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما- قال: «نهانا النبي (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) أن نشرب في آنية الذهب والفضة، وأن نأكل فيها»([17]). كما نهى عن الأكل منبطحًا، فقال صاحبه عمر بن الخطاب: «إن رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) نهى أن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه»([18]).كما نهى عن جميع علامات سوء الأدب على الطعام أو علامات الشراهة، أو المفاخرة التي يترتب عليها إضاعة الطعام، فعن ابن عباس قال: «نهى رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) عن معاقرة الأعراب». ([19]) والمعاقرة كانت عادة لدى الأعراب يتفاخرون فيها، فينحر الرجل عددًا من الإبل، والآخر ينحر مثلها، حتى يغلب أحدهما الآخر، وهي صورة من صور إضاعة المال، ومن صور العبث والمنافسة غير المفيدة ولا الشريفة.
وفي خلافة علي بن أبي طالب t صاحب رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) وصهره،
قام رجل بنحر مائة من الإبل، والآخر كذلك؛ فتداعى الناس ليأخذوا من اللحم، فنهاهم عليّ بن أبي طالب t عن أن يأخذوا منه ، زجرًا لصاحب ذلك الصنيع المرذول.لقد ربى ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) أمته على الكرم، وأعلى من شأنه، وكان هو نفسه كريمًا ورث الكرم من أبيه إبراهيم نبي الله، والذي قصَّ القرآن خبره أنه نحر لأضيافه العجل السمين، لكنّ الكرم إنما يُمْدَح حينما يكون وسيلة للعطاء، وبذل الخير للناس، وإطعام المحتاج، فإذا تحول إلى مفاخرة وإضاعة للمال؛ فإنه يتحول حينها إلى خُلق مذموم وسلوك غير لائق.واجتمع ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) ذات مرة يأكل مع أصحابه؛ فقعد على ركبتيه جالسًا على ظهر قدميه حين كثر الناس وزاد الزحام، فقال أعرابي: ما هذه الجِلْسة؟ فقـال رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم): «إنَّ ط§ظ„ظ„ظ‡ جعلني عبدًا كريمًا، ولم يجعلني جبارًا عنيدًا» ([20]).وكان ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) يخدم أصحابه في طعامهم وشرابهم؛ فقد كان معهم في سفر ذات مرة فعطشوا فجيء بالماء، فكان (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) يصب الماء لهم، وأبو قتادة يسقيهم، حتى لم يبقَ غيره وغير أبي قتادة ثم صبَّ ظ…ط*ظ…ط¯ (طµظ„ظ‰ ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ ظˆط³ظ„ظ…) فقال لأبي قتادة: «اشرب»، فقال أبو قتادة: لا أشرب حتى تشرب يا رسول الله! قال: «إن ساقي القوم آخرهم شربًا»([21]).
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
جزاك الله خير اختي الغالية في الله و بارك الله فيك و نفع بك غاليتي و جعلها في ميزان حسناتك على هذا الطرح الرائع و المؤثر فكم نحن بحاجة لمثل هذه الدروس و العبر في زماننا هذا ,حاولت ان اقيم لكن ميزانك عاند معي و بانتظار المزيد بكل شوق.
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :