عنوان الموضوع : النبي صلى الله عليييه وسلم مع الموالي<<وانك لعلى خلق عظيم>>
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

النبي صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… مع الموالي







إذا ذُكرت الجاهلية ، سرعان ما تقفز إلى الأذهان تلك الصورة السوداء ، والمليئة بمشاهد الاستضعاف للطبقة العاملة والمملوكة ، والهضم المستمر لحقوقها ، والنظرة الدونية التي يُنظر بها إلى أصحابها ، والمواقف التي تنطق بالاحتقار والكراهية ، واعتبار أن هذه الفئة من البشر ليست سوى آلات لم تُخلق إلا لخدمة أسيادها ، حتى أصبح الحديث عن حقوقهم مجرّد حلم يداعب الخيال ويُنسي مرارة الحرمان .



كان ذلك حتى أشرقت شمس الإسلام بمبعث خير الرسل – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… - ، والذي جاء برسالة الهدى والحق ، والخير والعدل ، ليعيد الحقوق إلى تلك الفئة المهضومة ، ويعيد لها اعتبارها ، من خلال الآداب والتوجيهات التي تجلب النفع لها ، وتدفع الضر عنها .



وكم كان الأثر عظيماً في نفوس من تعاملوا مع ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – من العبيد ، فقد استطاع أن يأسر قلوبهم ويملك مشاعرهم بسماحة أخلاقه وكريم شمائله ، ولننظر إلى قصّة زيد بن حارثة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه مولى ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… - ، فقد استقرّ في بيته عليه الصلاة والسلام قبل البعثة ، وظلّ هناك يقوم على خدمته ويرعى شؤونه ، حتى بلغت الأخبار إلى والده بوجوده عند ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – ، فانطلق مسرعاً إليه ، وطلب منه أن يرد ولده ، فنظر ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ عليه الصلاة والسلام إلى زيد وقال : ( إن شئت فأقم عندي ، وإن شئت فانطلق مع أبيك ) ، ولم يطل اختيار زيد رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه ، فلم يكن ليفضّل عليه أحداً ، فقال : بل أقيم عندك ، فسُرّ ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – من موقفه فقرّر أن يتبنّاه ، وهكذا عاش زيد رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه عيشةً هانئةً راضية ، ينسبه الناس فيقولون : زيد بن محمد حتى أبطل ط§ظ„ظ„ظ‡ عادة التبني ، والقصة مذكورة في معجم الطبراني .



والذين تشرّفوا بخدمة ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… - من العبيد والإماء وغيرهم من الأحرار جمعٌ كبير ، ويمكن العودة إلى كتاب " زاد المعاد " للإمام ابن القيم لمعرفة أسمائهم ، حيث عقد فصلاً بيّن فيه أسماءهم جميعاً .



وإذا تتبعنا التوجيهات والحقوق التي قرّرها ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – للموالي والخدم فسنعرف مقدار الاهتمام الذي حازته هذه الفئة في شريعة الإسلام ، فقد جعل لهم حقّاً في المأكل والمشرب والملبس ، ودعا عليه الصلاة والسلام إلى إشراكهم في الجلوس ، فقال في وصيّته الشهيرة : ( إخوانكم جعلهم ط§ظ„ظ„ظ‡ تحت أيديكم ، فأطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم مما تلبسون ) رواه البخاري ، وصحّ عنه عليه الصلاة والسلام قوله : ( للمملوك طعامه وكسوته ) رواه أحمد ، وينقل لنا جابر بن عبد ط§ظ„ظ„ظ‡ رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أن ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – كان يوصى بالمملوكين خيراً ويقول : ( أطعموهم مما تأكلون ، وألبسوهم من لبوسكم ، ولا تعذبوا خلق ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل ) رواه البخاري في الأدب المفرد ، وفي المشاركة في الجلوس قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا جاء أحدكم خادمه بطعامه فليجلسه ، فإن لم يقبل فليناوله منه ) رواه البخاري في الأدب المفرد .



ويؤكد ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – على ضرورة الإحسان إلى الخدم والعبيد ، وأن ذلك من أبواب الصدقة فيقول : ( وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة ) رواه أحمد ، وجاء رجلٌ إلى ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – فقال : عندي دينار ، فقال له : ( أنفقه على نفسك ) ، قال : عندي آخر ، فقال له : ( أنفقه على زوجتك ) ، قال : عندي آخر ، فقال له : ( أنفقه على خادمك ، ثم أنت أبصر ) رواه البخاري في الأدب المفرد .











ولما كان الخدم وغيرهم من الضعفاء مظنّة الهضم والظلم ، شدّد ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – على تحريم أكل أموالهم أو تأخيرها فقال : ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) رواه ابن ماجة .









وسلك ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – مع هؤلاء مسلك التعليم والإرشاد ، والابتعاد عن التوبيخ والتقريع تجاه ما يصدر منهم من هفوات بشريّة لا يسلم منها أحد ، يقول أنس رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه : خدمت رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… - عشر سنين ، والله ما سبني سبة قط ، ولا قال لي أفًّ قط ، ولا قال لي لشيء فعلته : (لم فعلته ) ، ولا لشيء لم أفعله : ( ألا فعلته ) ، رواه أحمد .







كما نهى ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – عن تكليف الموالي بالأعمال فوق طاقتهم ، فقال : ( لا تكلفوهم ما يغلبهم ، فإن كلفتموهم فأعينوهم ) رواه البخاري .







وإبطالاً لما كان عليه أهل الجاهلية من ضرب الموالي وتعذيبهم ، نهى ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – عن ذلك فقال : ( ولا تعذبوا خلق ط§ظ„ظ„ظ‡ عز وجل ) رواه البخاري في الأدب المفرد ، وقال عليه الصلاة والسلام : ( لا تضربوا المسلمين ) رواه أحمد .







وكان عليه الصلاة والسلام يعظ أصحابه إذا رآهم يعتدون على مواليهم بالضرب ، كما حصل مع أبي مسعود الأنصاري رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه حين ضرب غلاماً له ، فقال له ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… - : ( اعلم أبا مسعود ، لله أقدر عليك منك عليه ) ، فقال أبو مسعود رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه : يا رسول ط§ظ„ظ„ظ‡ ، هو حر لوجه ط§ظ„ظ„ظ‡ ، فقال له : ( أما لو لم تفعل لمسّتك النار ) رواه مسلم .







وقد جعل ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – ضرب الموالي بغير حقٍ ذنباً يستوجب الكفارة ، وجعل الكفارة هي العتق ، قال – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… - : ( من ضرب غلاما له حداً لم يأته – أي بغير حدٍ - أو لطمه ، فإن كفارته أن يعتقه ) رواه مسلم ، وأمر عليه الصلاة والسلام سويد بن مقرن بإعتاق خادمة له قام بضربها ، فقيل له : ليس له خادم غيرها ، فقال : ( فليستخدموها ، فإذا استغنوا خلوا سبيلها ) رواه البخاري في الأدب المفرد .







ومن الآداب اللفظية التي جاء التنبيه عنها ، النهي عن استخدام ألفاظٍ في حق الموالي والخدم لا تليق إلا بالله عزوجل ، فقد روى أبو هريرة رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنه أن ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ - صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – قال : ( لا يقل أحدكم : أطعم ربك ، وضّئ ربك ، اسق ربك ، وليقل : سيدي ، مولاي ، ولا يقل أحدكم : عبدي ، أمتي ، وليقل : فتاي ، وفتاتي ، وغلامي ) متفق عليه ، والسبب في النهي أن حقيقة الربوبيّة لله تعالى ؛ فمنع المضاهاة في الاسم ، ومثلها العبوديّة ، فالمستحقّ لها حقيقةً هو ط§ظ„ظ„ظ‡ جلّ وعلا ، فنُهي عن ذلك لما فيه من تعظيم لا يليق بالمخلوق .







وفي تزويج ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – لعددٍ من أصحابه الموالي رسالةٌ واضحةٌ في أن العبرة والمعوّل عليه إنما هو الدين والخلق والتقوى ، بغضّ النظر عن المكانة الاجتماعيّة ، فقد زوّج مولاه زيد بن حارثة بقريبته زينب بنت جحش الهاشمية رضي ط§ظ„ظ„ظ‡ عنهما ، وزوّج أسامة بن زيد بفاطمة ينت قيس القرشية ، فكان هذا النموذجان أسوة للأمة من بعده.







وكما قرّر ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… –الحقوق ، بيّن في المقابل الواجبات التي ينبغي على المملوك أو الخادم مراعاتها ، فقال عليه الصلاة والسلام مذكّراً وناصحاً : ( ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ) رواه البخاري .







وهكذا حيثما قلّبت النظر في سيرة ط§ظ„ظ†ط¨ظٹ – صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ عليه ظˆط³ظ„ظ… – تجد الكمال في الأخلاق ، والعدل في الأحكام ، والحلم في التعامل ، فصلوات ط§ظ„ظ„ظ‡ وسلامه عليه .










منقوووووووووووول
دعوااااتكم






>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
جزاااااااك الله خييير
الله يهدينا ويشرح صدورنا وييسر أمورنا ويختم بالبااااقيات الصالحات اعمالنا

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
جزاك الله خير

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
طرح قيم ومميز نفع الله به ,,

جزاكِ الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك اخيتي

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :