ربما يعترض حياتك موقف ما فيغيرها و يغيرك للابد..
الثلج يتساقط بغزاره هذه الليله ..علي اغلاق المكتبه باكرا لا داعي لبقائي حتى العاشره مساء لا اظن ان هناك من سيأتي في هذا الطقس البارد .. اخذ الصيحفه و ارتدى قبعته الرماديه و لبس معطفه الاسود ..
اه نسيت مظلتي ليتني اشتري مظله اخرى و اتركها في المكتبه .. يدخل صحيفته في الجيب الداخلي للمعطف بعنايه.. يسير في الشارع الخالي الا من اعمدة الاناره و بعض القطط المشرده.. اه ها انتي مره اخرى كنت اعلم اني سأراك قريبا لابد انك جائعه امممم ليس معي الا هذه الشطيره انها لك .. تقترب منه بسرعه و تأخذ الشطيره بخفه و ترحل ..
انتظري ارجوك انتظري ..
اه هي هكذا اذا انها تخاف مني الى اين تذهب ؟ و اين تعيش ثيابها الرثه توحي بأنها بلا مأوى؟
اظنها في الخامسة عشر من عمرها . لما اشغل نفسي بها؟! لابد انها ستعود ..
مرحبا لقد عدت . هو هكذا دائما ؟ نعم اظنه كذلك ! لما يلقي التحيه بصوت مرتفع عند عودته للمنزل و هو يعيش لوحده ؟ كان هذا تسائل جيرانه الساكنين في المنزل المجاور .. منزله كبير و له حديقه جميله اشعر بالاسى لحاله فبيته اشبه بقصر الاشباح! اووو عزيزتي لا تبالغي كثيرا انه رجل غامض بعض الشيء و هادئ هذا كل ما في الامر. انت تمزح بالتأكيد! انه غريب الاطوار و الا لما يلقي التحيه على منزل خالي ؟! دعينا لا نستعجل الحكم عليه فنحن لم نسكن بجواره الا منذ اشهر قليله . اه عزيزي اظنه عجوز خرف او يخفي امر ما.
يصعد درجات السلم و يقترب من ط§ظ„ط*ط¬ط±ظ‡ .. منذ ثلاثين سنه نعم منذ ثلاثين سنه و ط§ظ„طµظˆطھ لا ينقطع منها ! يفتح الباب.. الغرفه كما هي لم يتغير شيء فيها .. يغلق الباب و يذهب لحجرته و الصحيفه في يده كلما نظر للتاريخ الصحيفه يرتفع ط§ظ„طµظˆطھ اكثر.. يستلقي على السرير و عينيه باتجاه الباب ..لم يقفل باب حجرته يحدق في الباب حتى يثقل عينيه النعاس فيخلد للنوم ..
انه الصباح اصوات العصافير تملأ المكان ..نور الشمس يتسلل لحجرة العجوز ..يفتح عينيه و يلتفت للباب بسرعه.. لم يفقد الامل ابدا لكن الباب لم يفتح.. موزع الصحف يلقي التحيه بصوت مرتفع كعادته و يضع الصحيفه امام الباب..يلتقط العجوز صحيفته التي وضعها على الاريكه و ينظر لتاريخها فيسمع ط§ظ„طµظˆطھ من جديد انه ط§ظ„طµظˆطھ ط§ظ„ظ‚ط§ط¯ظ… من ط§ظ„ط*ط¬ط±ظ‡ .. موقف يتكرر منذ ثلاثين عام لكن الاختلاف هنا ان موزع الصحف قد تغير ..
ينزل العجوز للمطبخ يحضر كوبين من الحليب الساخن و يأكل بعض الخبز ثم يرحل و قبل رحيله يحدق بالكوب الاخر ثم يترك المكان ..
يفتح مكتبته الثلج توقف و هناك نور للشمس و ان كان خفيف بعض الشيء اظن الشتاء شارف على الانتهاء .. يجلس على الكرسي يضع الصحيفه امامه .. هناك من يدخل من الباب: مرحبا كيف حالك عمي؟ لقد مررت بالامس و كانت المكتبه مغلقه. صحيح لقد اغلقتها باكرا لم اتوقع ان يأتي احد, ماذا تريد ؟ اووه عمي لا شيء فقد اردت الاطمئنان عليك و الطقس كان سيء بالامس لذا لم استطع زيارتك . لا عليك لا بأس .عمي هل تطلب لنا بعض القهوه من فضلك؟ حسنا انتظر سأطلبها من المقهى المجاور. لا لا ارجوك عمي انا افضل القهوه التي تصنعها انت انها لذيذه . اوووه ايه المخادع, قل ماذا تريد؟ اتيت لزيارتك فقط و اردت تناول القهوه معك ماذا في ذلك؟ حسنا حسنا انتظرني قليلا .
اه اخيرا ذهب لابد انها الصحيفه ذاتها .. لم ينسى حتى الان! ثلاثون سنه انقضت اما ان له يرتاح و ينسى؟ لما يعذب نفسه بحملها اينما ذهب؟ انها اشبه بالمخطوطات و الكتب النادره الكلمات بالكاد تقرأ.. اوراقها اصبحت باليه.. هل احدثه بالامر ام التزم الصمت ؟
رد مع اقتباس
