لماذا " سلمى .. قصة الحب و القدر" ؟
هذا السؤال مصنف عندي ضمن "ما لا يمكن الإجابة عنه" !
فقد جاءت الرواية في فترة شغلني فيها البحث عن "الأدب" في "الأدب"
و لماذا حين نقرأ الأدب اليوم نجد كل شئ .. إلا الأدب؟
و تلك الرحلة في ثنايا الأدب قد استوفيت الحديث عنها – فيما أرى –
في مجموعة تأملات جمعتها تحت عنوان :
******************************
و لست أزعم أنني جئتُ بِدْعَا أو اخترعت ما لم يُسبق في الأدب
و لكنها محاولة ، لم يكن لي فيها إلا يد الكاتب
و و كان لله فيها كل الفضل و المَنّ
آخر ما كنت أتخيله أن أكتب رواية تزيد عن العشرين فصلا
و قد كان أقصى ما أكتبه مقال من بضع صفحات
فلله وحده الحمد و المنة و النعمة و الفضل و الثناء الحسن
و ما أحسنتُ فيه من شئ فمن الله وحده أرجوه تعالى كما تفضل علي به أن يتفضل بقبوله
و ما أسئتُ فيه من شئ فمن نفسي لا ألوم سواها
و لهذا جئت أضعها بين يديك .. أيها القارئ
لتصدر أنت وحدك الحكم
لتقول للكاتب ما أعجبك و لماذا أعجبك ، و ما لم يعجبك و لماذا لم يعجبك
لتُرِيَ الكاتب ما تراه من منظورك .. أيها القارئ الكريم
و ذلك لأنني أرجو إذا منَّ الله علي و صرت أديبة مسلمة على ما يحب الله و يرضى
أن أكتب من قلبي
إلى قلبك .. أيها القارئ
لأرفع صوتي .. إليك أيها القارئ
لا ليطغى على صوتك ، و لكن ليشاركه حيز الأسماع
لأكتب من قلب ملاح تائه خائف في بحر الحياة
إلى قلب ملاح تائه خائف في بحر الحياة
ليطمئنه و يأخذ بيده و يسعيان معا بأيد مرتعشة في طريق مظلم
نحو طريق الهدى و الخير و الحق
فتَقوَى حينها الخُطَى
و تهدأ الأنفاس اللاهثة
و تسكن الأيدي المرتعشة
لأنني أحلم بالمدينة الأدبية الفاضلة
حيث الأدب أدب
و لا شئ غير الأدب
حيث لا " يرتفع" الأديب عن مستوى القارئ
و لا " ينزل" إلى مستواه
بل هو إنما يأخذ بيده و يسيران معا
يتلمسان الطريق
إلى الحياة في كنف الرحمن.
************************
و لماذا قصة الحب؟
فلأن ديننا الحنيف بني أول ما بني على الحب
و لأننا نقرأ أول ما نقرأ باسم الله
الله
خالقنا و بارئنا و ربنا وصانعنا
الذي يحبنا أكثر من أمهاتنا
و يتحبب إلينا و هو الغني عنا
الله الذي أرسل لنا الرحمة المهداة عليه أفضل الصلاة و أجل التسليم
حبيب الله و صفيه و حبيب كل مسلم
اتبعه من اتبعه بحب
و أعرض من أعرض عنه بغير بغض لذاته و إنما لدعوته
و من ذا الذي يبغض من رفع الله له ذكره و أتم لم خلقه و أثنى عليه في
كتابه من فوق سبع سماوات؟
و لأن الحب مما كرره الله تعالى في كتابه الكريم بلفظه
ذلك الحب الجميل
القيمة المفقودة كما ينبغي أن تكون في عالم اليوم
الذي صار ذلك المسكين فيه مرادفا لأقبح المعاني و أكثرها دناءة
و قد أفردت للحب مقالا في تلك التأملات تحت عنوان " أدب الحب " لئلا أطيل عليكم
فلن تجد في الرواية أبطالا و أحداثا
بل إن كل من ستقالبه – كما أرجو – هو قلب
قلب فتاة مسلمة
تحب ..
و تبحث عن الحب
و نحن نبحر معها داخل قلبها باحثين عما تبحث عنه
متساءلين في حيرة تماثل حيرتها
معا نتجول في ثنايا قلبها
هموم قلبها
هواجس قلبها
مخاوف قلبها
تقلبات قلبها
و كيف يصارع ذلك القلب ليفهم ..
أين الحب؟
بل .. ما الحب؟
*********************
و هي قصة القدر
لأنه حين يرتبط القدر بتفرقة الأحبة
لا نرى أمامنا سوى طرقا سوداء
طرق اليأس و النتحار
أو الخيانة و العار
لأن القدر و الأحبة في مفهومنا .. أو إن شئت في أغلب أدبنا
ضِدَّان
عَدوَّان
و من صراعهما تحُبك الأحداث و تُلَطخ صفحات الروايات بما .. لا يستحق الذكر
و لا يَمُتُّ للحب بصلة
لأن الحب ليس أعمى
لأن الحب ليس جنونا
حين نفهمه كما يجب
و ندرك لماذا جعل الله بين الزوجين " مودة و رحمة "
و لم يجعل أو لم يقل – تعالى – " حبا "
حينها قد ندرك لماذا ليس قول أبي تمام دقيقا تماما :
" ما الحب إلا للحبيب الأول "
و لعلنا حينها أن نتذكر أن :
" من رضي فله الرضى ، و من سخط فله السخط "
***********************
و بين قصة الحب
و قصة القدر
قصص أخرى ..
أتركها لك لتستشفها بنظرتك الخاصة
أيها القارئ ..
لكَ مني كل التقدير
و الود
و الاحترام
على ما تمنحني من وقتك و فكرك
و أرجو من الله أن أكون عند حسن ظنك
و أن يكون ما خطته يداي
يستحق اهتمامك ..
أيها القارئ.