عنوان الموضوع : سعادة الدنيا وفلاح الاخرة
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

بسم الله الرحمن الرحيم
عن أبي ذر ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن رواه الترمذي وقال : حديث حسن ، وفي بعض النسخ : حسن صحيح

فهذه الوصية وصية عظيمة جامعة لحقوق الله وحقوق عباده ، فإن حق الله على عباده أن يتقوه حق تقاته ، والتقوى وصية الله للأولين والآخرين . قال تعالى : ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله [ النساء : 131 ] . وأصل التقوى أن يجعل العبد بينه وبين ما يخافه ويحذره وقاية تقيه منه ، فتقوى العبد لربه أن يجعل بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك وهو فعل طاعته واجتناب معاصيه . وتارة تضاف التقوى إلى اسم الله عز وجل ، كقوله تعالى : واتقوا الله الذي إليه تحشرون [ المائدة : 96 ] ، وقوله : يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون [ الحشر : 18 ] ، فإذا أضيفت التقوى إليه سبحانه وتعالى ، فالمعنى : اتقوا سخطه وغضبه ، وهو أعظم ما يتقى ، وعن ذلك ينشأ عقابه الدنيوي والأخروي ، قال تعالى : ويحذركم الله نفسه [ آل عمران : 28 ] ، وقال تعالى : هو أهل التقوى وأهل المغفرة [ المدثر : 56 ] ، فهو سبحانه أهل أن يخشى ويهاب ويجل ويعظم في صدور عباده حتى يعبدوه ويطيعوه ، لما يستحقه من الإجلال والإكرام ، وصفات الكبرياء والعظمة وقوة البطش ، وشدة البأس . وفي الترمذي عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الآية هو أهل التقوى وأهل المغفرة [ المدثر : 56 ] قال : قال الله تعالى : " أنا أهل أن أتقى ، فمن اتقاني فلم يجعل معي إلها آخر ، فأنا أهل أن أغفر له " . [ ص: 399 ]

وقوله صلى الله عليه وسلم " وأتبع السيئة الحسنة تمحها " لما كان العبد مأمورا بالتقوى في السر والعلانية مع أنه لابد أن يقع منه أحيانا تفريط في التقوى ، إما بترك بعض المأمورات ، أو بارتكاب بعض المحظورات ، فأمره بأن يفعل ما يمحو به هذه [ ص: 412 ] السيئة وهو أن يتبعها بالحسنة ، قال الله عز وجل : وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين [ هود : 114 ] . وفي " الصحيحين " عن ابن مسعود أن رجلا أصاب من امرأة قبلة ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر ذلك له ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت هذه الآية ، فدعاه فقرأها عليه ، فقال رجل : هذا له خاصة ؟ قال : " بل للناس عامة " . وقد وصف الله المتقين في كتابه بمثل ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الوصية في قوله عز وجل وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين [ آل عمران : 133 - 136 ] . فوصف المتقين بمعاملة الخلق بالإحسان إليهم بالإنفاق ، وكظم الغيظ ، والعفو عنهم ، فجمع بين وصفهم ببذل الندى ، واحتمال الأذى ، وهذا هو غاية حسن الخلق الذي وصى به النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ ، ثم وصفهم بأنهم : إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ولم يصروا عليها ، فدل على أن المتقين قد يقع منهم أحيانا كبائر وهي الفواحش ، وصغائر وهي ظلم النفس ، لكنهم لا يصرون عليها ، بل يذكرون الله عقب وقوعها ، فيستغفرونه ويتوبون إليه منها ، والتوبة : هي ترك الإصرار . ومعنى قوله : ذكروا الله أي : ذكروا عظمته وشدة بطشه وانتقامه ، وما [ ص: 413 ] توعد به على المعصية من العقاب ، فيوجب ذلك لهم الرجوع في الحال والاستغفار وترك الإصرار ، وقال الله تعالى : إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون [ الأعراف : 201 ] . وفي " الصحيح " عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أذنب عبد ذنبا ، فقال : رب إني عملت ذنبا فاغفر لي فقال الله : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ، ويأخذ بالذنب ، قد غفرت لعبدي ، ثم إذا أذنب ذنبا آخر - إلى أن قال في الرابعة : - فليعمل ما شاء يعني ما دام على هذه الحال كلما أذنب ذنبا استغفر منه . وفي الترمذي من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما أصر من استغفر ولو عاد في اليوم سبعين مرة . وخرج الحاكم من حديث عقبة بن عامر أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أحدنا يذنب ، قال : " يكتب عليه " قال : ثم يستغفر منه ، قال : " يغفر له ويتاب عليه " قال : فيعود فيذنب ، قال : " يكتب عليه " قال : ثم يستغفر منه ويتوب ، قال : " يغفر له ، ويتاب عليه ، ولا يمل الله حتى تملوا "


وقوله صلى الله عليه وسلم : " وخالق الناس بخلق حسن " هذا من خصال التقوى ، ولا تتم التقوى إلا به ، وإنما أفرده بالذكر للحاجة إلى بيانه ، فإن كثيرا من الناس يظن أن التقوى هي القيام بحق الله دون حقوق عباده ، فنص له على الأمر بإحسان العشرة للناس ، فإنه كان قد بعثه إلى اليمن معلما لهم ومفقها وقاضيا ، ومن كان كذلك ، فإنه يحتاج إلى مخالقة الناس بخلق حسن ما لا يحتاج إليه غيره مما لا حاجة للناس به ولا يخالطهم ، وكثيرا ما يغلب على من يعتني بالقيام بحقوق الله ، والانعكاف على محبته وخشيته وطاعته وإهمال حقوق العباد بالكلية أو التقصير فيها ، والجمع بين القيام بحقوق الله وحقوق عباده عزيز جدا لا يقوى عليه إلا الكمل من الأنبياء والصديقين . وقال الحارث المحاسبي : ثلاثة أشياء عزيزة أو معدومة : حسن الوجه مع الصيانة ، وحسن الخلق مع الديانة ، وحسن الإخاء مع الأمانة . وقال بعض السلف : جلس داود عليه السلام خاليا ، فقال الله عز وجل : مالي أراك خاليا ؟ قال : هجرت الناس فيك يا رب العالمين ، قال : يا داود ألا أدلك على ما تستبقي به وجوه الناس ، وتبلغ فيه رضاي ؟ خالق الناس بأخلاقهم ، واحتجز الإيمان بيني وبينك . وقد عد الله في كتابه مخالقة الناس بخلق حسن من خصال التقوى وذلك في قوله : (أعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )

جامع العلوم والحكم
اسلام ويب



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :
طرح قيم نفع الله به

جزيتي الجنة ومن تحبين اخيتي ووفقك لكل خير

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :
يزاج الله خير الغآليه ..

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :
جزاك الله خيرا غاليتي
بارك الله فيك

__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :