عنوان الموضوع : هود..السورة التي شيبت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- لامي
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي

بين الورد المورود والرفد المرفود
الكاتب:
سناء محمد الشاذلي /مجلة المجتمع
[frame="2 60"]
ينتاب أحدنا الروع حين يهم بقراءة سورة (هود) ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام ولا يدري لم هذه القشعريرة ط§ظ„طھظٹ تملكه حين يقرؤها، وهذه الخيالات السابحة بما يبصره وما لا يبصره حوله مع دقات قلب تترنم عفوياً مع كل حرف من (هود) ما دعاني إلى التعمق فيها من أولها حتى آخرها مرات عديدة، وفي كل مرة أكتشف توجيهاً إلهياً يندرج متعاقباً بين الشدة واللين، الترغيب والترهيب، الإنذار والاستبشار، مع غلبة الرحمة، واللطف، والرأفة في كل توجيه. فآيات العذاب لم تخل من رحمة موجهة إلى العباد بوجوب الإلتزام بالمنهج الرباني كي ما تتحقق السعادة، وهو ما نلحظه بداية حين أحكمت الآيات من لدن حكيم خبير بعباده بألا يعبدوا إلا الله، مع الإكثار من الاستغفار الذي تزدان به العبادة شموخاً.

واعتزازاً، وتقرباً، وتخلصاً من آثام المعاصي ط§ظ„طھظٹ تعلق بالعبادة فتقلل من نتائجها (الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير (1) ألا تعبدوا إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ إنني لكم منه نذير وبشير (2) وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يمتعكم متاعا حسنا إلى" أجل مسمى)(هود) مقدماً الإرشاد والاستغفار على التوبة لكونه وسيلة إليها ومعقباً على المتاع؛ لأن الاستغفار وسيلة إلى المتاع! وقد قيل إن التوبة من متممات الاستغفار، وهي دعوة افتتاحية على لسان نبينا محمد صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم بوجوب عبادة ط§ظ„ظ„ظ‡ مع الاستغفار والتوبة الموصلتين إلى المتاع والنعيم في الدنيا والآخرة، وهو مطلب يكاد يكون سمة وعلامة في جميع سور القرآن، فتساءلت عن السر الكامن وراء السورة في كونها من السور ط§ظ„طھظٹ ط´ظٹط¨طھ رسولنا صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم في حديث من طريق مسروق عن أبي بكر الصديق } قال: قلت: يا ط±ط³ظˆظ„ الله، لقد أسرع إليك الشيب فقال: "شيبتني هود، والواقعة، والمرسلات، وعم يتساءلون، وإذا الشمس كورت"، ثم حاولت الربط بين السور والربط بين أجزاء السورة ذاتها فأبصرت عجباً.

أما بالنسبة للسور فلأن جميعها ذكرت مآل الناس يوم القيامة وبالذات المعرضين عن الحق، أما عن السورة فقد حيرتني وأنا أغوص في أعماقها، أحاول مستكشفة السر في إسراع الشيب للرسول صلى ط§ظ„ظ„ظ‡ ط¹ظ„ظٹظ‡ وسلم حين نزولها، فارتأيت مستعينة بالله أن غلبة الرأفة، والرحمة، والشفقة منه ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام على الأمة، والخوف عليها من العذاب والهلاك الدنيوي والأخروي يكمن وراء الآيات، في قصص متنوعة لرسل عدة، كانت قد نهجت نفس المنهج الذي ابتدأته السورة على لسان نبينا ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام، فهذا نوح ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام ينذر قومه ولقد أرسلنا نوحا إلى" قومه إني لكم نذير مبين 25 أن لا تعبدوا إلا ط§ظ„ظ„ظ‡ إني أخاف عليكم عذاب يوم أليم 26 مع نفس التوجيه وقال \ركبوا فيها بسم ط§ظ„ظ„ظ‡ مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم 41 كمتلازمة ضرورية من العبادة والتنعم بالاستغفار، وها قد ختم الجزء الخاص بنوح ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام بالتذكير بمآل الفريقين المنعم بالسلام، والمتألم من العذاب قيل يا نوح \هبط بسلام منا وبركات عليك وعلى" أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم 48. فهل كان هذا الجزء الخاص بنوح ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام سبباً في إسراع الشيب لنبينا لخوفه على أمته أن تحذو حذو قوم نوح. وهو الرؤوف الرحيم الذي ينادي يوم الحساب "يارب أمتي.. يارب أمتي"؟!

ولننتقل الآن إلى نبي آخر ونبأ آخر لا يختلف كثيراً عما قبله وإلى" عاد أخاهم هودا قال يا قوم اعبدوا ط§ظ„ظ„ظ‡ ما لكم من إله غيره(هود:50)، وهي دعوة نوح ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام نفسها وبالتوجيه نفسه ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى" قوتكم.
وينتهي الأمر إلى فريقين ومآلين ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ 58.
ولننتقل الآن إلى ثالث نبي في السورة يدعو للنهج نفسه، والنتيجة مذكراً أو مخوفاً سيدنا صالح ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام وإلى" ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا ط§ظ„ظ„ظ‡ ما لكم من إله غيره، ويا له من إحكام عجيب فيما بين الرابط بين توحيد ط§ظ„ظ„ظ‡ والاستغفار هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي قريب مجيب 61 والنتيجة عينها فلما جاء أمرنا نجينا صالحا والذين آمنوا معه، ثم وأخذ الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين 67، ألا يحق لنبينا أن يسرع له الشيب وقد قصت ط¹ظ„ظٹظ‡ أنباء الغيب ط§ظ„طھظٹ لم يكن يعلمها عن أمم خاف أن تكون أمته تحمل النهاية نفسها، خصوصاً إذا علمنا أن إبراهيم ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام وهو النبي الرابع في السورة لم يأمر قومه بعبادة ط§ظ„ظ„ظ‡ والاستغفار كي يكون نهج السورة واحداً، في دعوة حقة تودع في النفس معنى "الحنفية" ط§ظ„طھظٹ جاء بها كدعوة عالمية معروفة لجميع الأمم ط§ظ„طھظٹ يجب أن تؤمن بالحنفية السمحة فقد قال سبحانه ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى"، وهي بشرى تمتد الى أجيال عدة يحملها إسماعيل وإسحاق عليهما السلام، أما لوط ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام فلتزامنه مع إبراهيم ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام كان له نصيب من الدعوة الحنفية، لذا لم تذكر الآيات دعوته للعبادة والاستغفار، وبالانتقال إلى سادس نبي في السورة شعيب ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام يعود الأمر مرة أخرى وإلى" مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا ط§ظ„ظ„ظ‡ ما لكم من إله غيره، و واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود 90 عبادة واستغفار وتوبة، ثلاثية مهمة لأي أمة تطمع في العيش بهناء، ونفس النتيجة ط§ظ„طھظٹ كان يترقبها ط±ط³ظˆظ„ ط§ظ„ظ„ظ‡ ويخاف أن تصيب أمته ولما جاء أمرنا نجينا شعيبا والذين آمنوا معه برحمة منا. أما الفريق الآخر وأخذت الذين ظلموا الصيحة فأصبحوا في ديارهم جاثمين 94.
أما خاتمة الرسل فموسى ط¹ظ„ظٹظ‡ السلام الذي ختمت به السورة عن غيره لاجتراء قومه على عبادة غير الله، واتخاذهم إلهاً غيره، فدفعوا دفعاً إلى عذاب الدنيا والآخرة، العذاب الذي ينتظر أي أمة تعبد غير ط§ظ„ظ„ظ‡ ولقد أرسلنا موسى" بآياتنا وسلطان مبين 96 فكانت النتيجة اتباع قومه لأمر فرعون وكأنه إله للكون فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد 97، والنتيجة يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود 98 وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود 99، فبين الورد والرفد خيفة تمتلك قلب خاتم الأنبياء من أن تكون إحدى الخاتمتين مآل أمته، خصوصاً وقد ختمت السورة بالبداية نفسها فاعبده وتوكل عليهفما أشفقه من نبي.[/frame]



>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================

>>>> الرد الأول :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثاني :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الثالث :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الرابع :


__________________________________________________ __________

>>>> الرد الخامس :