حقوق المرأة ــ دراسة تاريخية - كامل - لامي
عنوان الموضوع : حقوق المرأة ــ دراسة تاريخية - كامل - لامي
مقدم من طرف منتديات بنت السعودية النسائي
بقلم الاخت : asma825 الله يجزاها خير
ان الباحث فى مسيرة ط*ظ‚ظˆظ‚ و شئون ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© عبر التاريخ يرى أن سبب الاندفاع الغربى المعاصر للمطالبة بحقوق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© انما هو ردة فعل متشنجة لإرث تراكمي عبر القرون ( وإلى زمن قريب ) من العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية سلب فيها الرجل ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© حقوقها ووضعها فلى مرتبة دونية فى جميع المدنيات والمجتمعات البشرية التى حكمت بشرائع وضعية من صنع البشر سادت فيها مفاهيم اجتماعية خاطئة بنيت على مبادىء اجتماعية خاطئة مثل تمايز البشر و إنقسام المجتمع إلى طبقات إجتماعية متباينة استعبدت فيها كل طبقة الطبقات الأخرى التى تحتها ، أوعلى هرطقات وأساطير دينية كان العامل الديني (المنحرف ) محركاً للحياة الإجتماعية فيها ولم يكن مبنياً على عامل الثواب والعقاب من الله تعالى ــ كما فى الإسلام ــ بل على مصالح دنيوية ومنافع شخصية لطبقة رجال الدين ومن دان بدينهم ، وفى هذا كله أقصى الرجل ـ كونه المخلوق الأقوى ـ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ـ كونها المخلوق الأضعف ـ عن مكانها الطبيعي فى المجتمع وأوقع الظلم عليها بسلبها حقوقها التى منحها الله تعالى فى كل العصور.
أما فى المجتمعات الغربية المعاصرة والتى "أدعت وصلا بليلى " وأنها المدافعة عن ط*ظ‚ظˆظ‚ الانسان (وخصوصا ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© ) فان واقع حال ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© يحكى قصة مخالفة تثبت أن مفهوم الديموقراطية فى الغرب ليس مفهوما متأصلا له شواهد ، وليس له كبير رصيد على أرض واقع القوم . وإنما هو لبناء هالة مزيفة فوق جبين الحضارة الغربية.
وفى هذه الدراسة سنبين مكانة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فى المجتمعات القديمة والحديثة والصراع الذى خاضته ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© للحصول على حقوقها
//
ــ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فى الهلال الخصيب و فارس:
كانت السيادة فى الدولة السومرية الأولى (2400 ق.م.) للرجل ، وكان للمرأة بعض الحقوق المالية مثل حق التملك والأجر من العمل ،وكذلك حق الميراث اذا لم يوجد ذكور فى الأسرة ،وكان للمرأة فى هذا المجتمع حق الزواج بأكثر من رجل فى آن واحد ( تعدد الأزواج ) وأُبطل هذا القانون فى الدولةالسومرية الثانية.
أما فى بابل ــوحسب شريعة حمورابى ــ فكان للزوج حق إهمال و تطليق زوجته متى شاء وليس للمرأة ذلك كما عرف تعدد الزوجات ، كما ساد نظام عاهرات المعابد خدمة لزوار المعابد والكهنة وارضاء للآلهة.
وعانت المرأ ة فى فارس من تدنى منزلتها دون الرجل وكان لها بعض الحقوق مثل حق الميراث والتملك اذا كانت من طبقة عالية. وساد فى المجتمع الفارسى الزواج بالأخوات والأمهات .
//
ــ فى الهند :
الديانة الهندوسية وضعت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فى مفهوم دونى أُلبس فلسفة دينية وهو أن الاله "تواشترى "خلق ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© من بقايا خلق الرجل فهى بذلك دونه فى المنزلة.
والمرأة لدى الهندوس رمز الغواية والشر للرجل وهى ــ حسب عقيدة مانو ــ "خلقت للزينة والفراش والتجرد من الشرف وهى مخلوق دنس كالباطل ذاته ومصدر الرذائل" . وحُرمت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الهندوسية حق الملكية والارث ( أسوة بالعبيد )واستمر هذا الوضع حتى منتصف الخمسينات من القرن الماضى عندما عدل قانون الأحوال الشخصية فى الهند عندما رأى بعض مثقفى الهند أن الاسلام قد أعطى ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© حقوقا كاملة قبل 1400 عام .
وسادت فى الهندوكية القديمة عقيدة "ساتى " وهى " حرق الأرملة بعد وفاة زوجها وفاء منها له " حتى منعها الامبراطور أكبر شاه اذا كانت ضد رغبة المرأة، وعند اولئك الذين لا يحرقون ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© كان على الأرملة عمل كل مايحبه زوجها أثناء حياته وأن لا تنظر الى الرجال بقية عمرها وتقتات على الفواكه والأزهار ليضمر جسمها .
وساد الزنى من خلال نطام "خادمات المعابد " حيث كان من العرف والواجب على ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الهندوكية قضاء جزء من حياتها كمومس فى المعابد لاسعاد الزوار والكهنة وجلب المال للمعابد ارضاء للآ لهة ، كما ساد نظام اتخاذ الخليلات ، وفى بعض القبائل الجبلية فى الهند كانت الزوجة مشاعا بين الأخوة .
//
ــ فى اليونان القديمة :
مع أن المجتمع الاغريقى كان متقدما فكريا لأنه قام على أنقاض حضارات سابقة مثل حضارة بلاد ما بين النهرين وحضارة وادى النيل الا أن وضع ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© لم يكن بأفضل مما هو عليه فى الحضارات الأخرى ، ففى أثينا بقيت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© تحت وصاية والدها حتى زواجها وهى وصاية سلطوية كان للأب فيها ظƒط§ظ…ظ„ الحق فى تزويج ابنته من شاء ومتى شاء وكذلك التصرف المطلق فى أموالها وبعد الزواج تنتقل السلطة الى الزوج .
وكانت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© محرومة من التعليم الا الموسيقى والرقص ومايتصل بعملها كزوجة وأم فى المستقبل كالطبخ والحياكة.
وقسمت النساء الى أربع مراتب :
ــ الطبقة الأولى : ربات البيوت (الزوجات ) ولهن حظ من الاحترام لأنهن كن لايخرجن ويتفرغن للاهتمام بالبيت والأسرة ، وكان خروجهن للاحتفالات الدينية فقط .
ــ الطبقة الثانية : طبقة المحظيات (العشيقات ) وهن مومسات لأشخاص معينين ولكن ليس لجميع الرجال .
وكان لهن حظ من التعليم والثقافة وكذلك الرقص والغناء ، ولكن لم يكن لهن احترام فى المجتمع .
ــ الطبقة الثالثة : طبقة المومسات من الأرامل والإماء واللقيطات ولم يكن لهن ط*ظ‚ظˆظ‚ البتة 0
ــ الطبقة الرابعة : الإماء وهن النساء اللائى أسرن فى الحرب ،وعملن فى خدمة الأسر فى البيوت فى مهن الطبخ والتمريض وحياكة الملابس وغيرها ولم يكن لهن أى ط*ظ‚ظˆظ‚ .
أما فى أسبرطة فكان الوضع مختلف قليلا ،فـكانت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© الأسبرطية تحضر الألعاب الرياضية التى يظهر فيها الرجال عراة والتى حرمت منها أختها فى أثينا ، وكان للمرأة الاسبرطية حق التملك . وكان من العرف أن ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© تعيش مع أهلها عشر سنين قبل أن تنتقل الى بيت الزوج .
//
ـــ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© لدى الرومان :
تأثر الرومان بالاغريق فى حضارتهم فأبقوا ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فى مرتبة دون الرجل نظراً "لخفة عقلها وطيشها " حسب اعتقادهم فكانت تحت وصاية الأب أو الأخ وبعد الزواج تنتقل الوصاية إلى الزوج حيث كانت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© تمنح صفة " ابنة الزوج " إمعاناً فى إذلالها لأنها فاقدة الأهلية للاهتمام بنفسها فتتسمى باسم الزوج (وهذا التقليد موجود الى اليوم فى الغرب وبعض الدول الاسلامية ) وتقطع بذلك صلتها بعائلتها وكما تقول دائرة المعارف البريطانية :" كان وضع ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فى روما القديمة هو وضع المحكومية الكاملة للرجل " واستثنى من ذلك الراهبات .
وكان للزوج الرومانى ــ بحكم القانون ــ حق قتل زوجته الزانية ولكن القانون لا يعاقب الذكور على الزنى .
أما من الناحية المالية فلم يكن للمرأة حق الميراث وتكون ممتلكاتها قبل الزواج تحت وصاية الأب أو الأقرب من عصبته، وبعد الزواج تكون تحت وصاية الزوج الذى له الحق فى تطليقها أو طردها وأخذ ممتلكاتها .
وانتشر البغاء فى الدولة الرومانية بمرور الزمن حتى أصبح حرفة لها قوانينها وانفرط عقد الحياة الأسرية
حتى أن فيلسوفهم "جوفنان " قال على لسان زوجة فاجأها زوجها وهى تزنى : ألم نتفق على أن يفعل كل منا ما يحلو له؟
ولعل هذا الموروث الأخلاقى هو السائد فى الحضارة الغربية اليوم .
//
ــ ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© العربية فى ا لجاهلية :
عرب الجاهلية ـ اى عرب ما قبل الاسلام ـ لم يحكمهم قانون ولا سلطان موحد وعاشوا كقبائل متناحرة ( حتى جاء الاسلام فوحدهم ) وانعكست أوضاعهم وتقاليدهم الإجتماعية سلباً على مكانة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© عندهم ، فكراهية ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فى المجتمع العربى الجاهلى كانت الصفة السائدة ،كما هو الحال عند بقية الشعوب التى عاصروها ، وأدى ذلك الى ظاهرة وأد البنات وهن حيات خوف الفقر أو السبى والعار .
وعانت ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© العربية من الظلم فى مجتمعاتها بتيجة عدم وجود قانون أو نظام يحميها، فحرمت من الميراث بل وصل الأمرعند بعض القبائل الى أن الابن الأكبر يرث نساء أبيه ـ عدا أمه ـ وكان تعدد الزوجات بلا حد معين يقف عنده .
ولم تكن الحياة الزوجية قائمة على أية ط*ظ‚ظˆظ‚ أو مشاركة ، ولعل فى حديث السيدة عائشة ــ رضى الله عنها ــ ما يبين مكانة ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فى ذلك الوقت،قالت :"ان النكاح فى الجاهلية كان على أربعة أنحاء :فنكاح منها نكاح الناس اليوم ، يخطب الرجل الى رجل وليته فيصدقها ثم ينكحها ، ونكاح آخر : كان الرجل يقول لزوجته اذا طهرت من طمثها ، أرسلى الى فلان فاستبضعى منه (أى احملى منه ) ويعتزلها زوجها ولا يمسها حتى يتبين
حملها من ذلك الرجل ثم يصيبها، يفعل ذلك رغبة فى نجابة الولد ، وهذا نكاح الاستبضاع ، ونكاح آخر يجتمع الرهط من الرجال فيدخلون على امرأة كلهم يصيبها فاذا حملت ووضعت ومر عليها ليال أرسلت اليهم ،ولا يستطيع رجل منهم أن يمتنع ، حتى يجتمعوا عندها فتنسب المولود الى من شاءت منهم . ونكاح رابع : يجتمع الرجال فيدخلون على ط§ظ„ظ…ط±ط£ط© فاذا حملت ووضعت اجتمع عندها الرجال من الحى وألحقوا ولدها بالذى يرون ولا يستطيع الامتناع وهذا زواج البغايا."
.
.
>>>>> ردود الأعضـــــــــــــــــــاء على الموضوع <<<<<
==================================
>>>> الرد الأول :
.
.
ــ المرأة اليهودية :
الديانة اليهودية فى أصلها ديانة سماوية نزلت تعاليمها على النبى موسى ـ عليه السلام ــ وقد حرفت بعده كثيراً مما أدى الى تشويه وتحريف حقوق المرأة التى جاءت بها.
فاليهودية الأصلية كرمت المرأة كأم تحمل الأولاد وتربيهم ، ورأت أن الزوجة الصالحة سعادة للرجل ،وفصلت بين الجنسين فى المعابد والحياة العامة درءا للفتن والمفاسد(ولا تزال بعض هذه التعاليم موجودة الى اليوم حيث يفصل الرجال عن النساء فى المعابد ) ، كما حرمت النظر الى المرأة الأجنبية والزنى .
الا أن التحريف فى اليهودية وضع المرأة فى مقام من الذل والهوان لا تحسد عليه ، فالمرأة فى اليهودية المحرفة سبب الاثم والخطيئة التى يقع فيها الرجل باغوائها له . وكانت البنت غير ذات قيمة وعبء ثقيل على الأب .
واعتبر الربانيون (علماؤهم ) فى تعاليمهم " أن المرأة وعاء ملىء بالأقذار ، طماعة ، كسولة حسودة " ، وحرم التلمود دعاء المرأة لزوجها لأنها لعنة عليه، وحرم قراءة المشناة (الكتاب المقدس ) والتوراة على المرأة والطفل والعبيد ،ومنعت المرأة من الشهادة وأداء القسم . واعتبر المرأة البالغة دون الطفل الرضيع فى المنزلة ، وحرم عليها الكلام مع الرجال الأجانب الا أقارب الزوج .
وحرمت اليهودية لمس أو مجامعة أو الأكل مع المرأة الحائض ،ورأت أن المرأة الحائض اذا مرت بين رجلين فهى لعنة وشؤم عليهما . واعتبرت المرأة فى اليهودية ملكا لأبيها ثم لزوجها ولذلك منعت من حق التملك
( وهذا كان سائدا فى الغرب الى وقت قريب كما سنرى ) .
سمحت اليهودية بتعدد الزوجات دون ضوابط أو تحديد للعدد وكان السن الأمثل للزواج هو 12سنة، وكان على الأخ الأكبر تزوج أرملة أخيه المتوفى . وشجع الربانيون الطلاق كحل سريع لمشاكل الزوجة سيئة الخلق لأنها ــ فى نظرهم ــ طاعون أسود .
ومن الأٍسباب التى تبيح للزوج طلاق زوجته :
ــ مرور عشر سنوات دون حمل .
ــ الخروج حاسرة الرأس .
ــ ممارسة الجنس مع زوجها وهى حائض .
ــ اذا كان صوتها جهوريا .
ــ اذا لم تف بنذر نذرته .
ــ اذا كان بها عيب خلقى .
ــ الأكل والشرب ورضاعة الطفل فى الشارع
.
وزنى الرجل المتزوج فى الديانة اليهودية ليس جريمة ولا يعاقبه القانون لأن المرأةلاتملك الرجل بل هو يملكهاولكن اذا كانت المرأة التى زنى يها عذراء فلا بد أن يتزوجها وإذا زنى بامرأة متزوجة فالإثنان يرجمان ، وكذلك ترجم المرأة التى لا يجدها زوجها عذراء إلاّ إذا ثبتت عذريتها من زواج سابق .
//
ــ المرأة فى التعاليم النصرانية :
تقول" جوليا هرنانديز " داعية حقوق المرأة فى أمريكا فى أواخر القرن التاسع عشر : " إن النظرة الدونية للمرأة لدى اليهود ثم المسيحيين هى بسبب التعاليم التى أتت بها الكتب المقدسة كالتوراة والانجيل ، وأن الانجيل وضع المرأة فى مرتبة دون الرجل لقرون طويلة وكان عليها الحمل والولادة والاذعان لزوجها ".
يقول الرب :"سأزيد آلامك بالحمل والولادة ورغباتك يجب أن تكون لزوجك وهو له اليد الطولى عليك " (16:3)
وكذلك :"على المرأة الصمت والاذعان للزوج وهو له اليد الطولى عليها لأن آدم خلق قبل حواء وهى أوقعته فى الخطيئة " (11:2)
وكذلك :" ان يسوع المسيح يقود الرجل ،وأن الرجل يقود المرأة " (11:3)
ويقول القديس " أكيناس " :"إن المرأة لديها خلل وجديرة بالإزدراء لأنها نتاج بذرة معطوبة ".
أما المصلح" مارتن لوثر كنج " فيقول :"إن آدم خُلق سيداً للكائنات ولكن حواء أفسدت هذه الميزةولذا عليها البقاء فى البيت للحمل والقيام بأعباء البيت ".
أما القس المعاصر"جيرى فالويل " فيقول :"إننا ضد قانون الحقوق المتساوية للمرأة مع الرجل لأن المسيح يقود الرجل ،والرجل يقود المرأةوالمطالبات بهذه المساواة مريضات نفسياً ".
وظلت الكنيسة النصرنية تعارض تعميد المرأة الى رتبة "كاهن" وكان البابا "يوحنا بولس الثانى " يأمر المرأة بالإذعان للزوج .
وقد عانت المرأة فى أوربا النصرانية فى القرون الوسطى الجور والظلم فى أبشع صورهما ، فكان للرجل حق بيع زوجته ، وشاعت حوادث احراق النساء وهن حيات .
وحتى بعد الثورة الصناعية لم تتغير النظرة الدونية للمرأة فى أوربا ، فالثورة الفرنسية ــ والتى كانت مبادؤها مبنية على الاخاء والحرية والمساواة ــ مَنعت تصرف المرأة المتزوجة فى أملاكها دون إشراك الزوج فى ذلك ، وبقى هذا التقليد معمولا به فى بريطانيا حتى الثلاثينات من القرن الماضى حيث لم يكن للمرأة الانجليزية حق التصرف فى ممتلكاتها ، كما منعت المرأة فى بريطانيا من قراءة الانجيل فى عهد الملك هنرى الثامن.
وحُرمت المرأة فى أوربا من التعليم رسميا حتى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين .
ففى فرنسا سمح للمرأة بالتعليم الثانوى فى عام 1924 ، وفى عام 1890 كانت نسبة الطبيبات الإناث فى الولايات المتحدة فقط 5% من مجموع الاطباء ، ومُنعت من الانتخاب حتى القرن العشرين (سمح للمرأة بالانتخاب فى سويسرا عام 1971) وتقول داعية حقوق المرأة فى أمريكا فى القرن التاسع عشر :" حضارتنا اليوم أكثر جوراً واستبداداً من الكنيسة ، وأن الكنيسة استخدمت الجور والاستبداد والكذب لإخضاع المرأة ، وأن المرأة اذا أرادت الحصول على حقوقها عليها أن تنظر إلى الإنجيل على أنه هرطقات قديمة مليء بالخرافات ، وأن الرحمة والعقل الراشد هما سبب تقدم الانسانية وليس الدين ولذا يجب الفصل بين الدين والحياة ".
//
ــ حركة حقوق المرأة الحديثة :
بدأت فى الولايات المتحدة فى عام 1848 على يد "اليزابيث ستانتون " ومجموعة من زميلاتها من منطلق أن وثيقة الاستقلال الإمريكية والتى كتبت قبل سبعين عاما من هذا التاريخ نصت على " أن الله خلق الرجل والمرأة مساويين فى الحقوق والواجبات وأن الله منحهما حق الحياة والحرية والسعادة ".
وبينت السيدة ستانتون وزميلاتها الغبن والمظالم اللذين أحاطا بالمرأة الأمريكية فى ذلك الوقت فى النقاط التالية :
1ـ القانون يعتبر المرأة المتزوجة "ميتة شرعا " ولاوزن اجتماعى لها.
2ـ ليس للمرأة المتزوجة حق الملكية أو حق مقاضاة زوجها فى المحاكم.
3ـ للزوج حق الضرب المبرح وحبس الزوجة دون أن يطاله عقاب
4ـ للزوج حق الطلاق وحضانة الاطفال دون الزوجة.
5ـ المرأة دائما تحت طائلة القانون لأنها لاتستطيع الدفاع عن نفسها.
6ـ كان على المرأة دفع ضريبة الملكية التى كانت واجبة على الرجال فقط.
7ـ كثير من أبواب العمل كانت مغلقة أمام المرأة ، وإن اشتغلت فأجرها يقل كثيرا عن الرجل فى نفس المهنة.
8ـ ليس للمرأة حق العمل فى مهن رفيعة تنافس فيها الرجل كالطب والمحاماة والتمريض، ومعظم مهن النساء كانت إدارة نزل المسافرين والخياطة.
9ـ ليس للمرأة حق التعليم الجامعى.
10ـ ليس للمرأة المشاركة فى ادارة شئون الكنيسة ( عدا بعض استثناءات ).
11ـ استلب الرجل كامل كيان المرأة واحترامها واصبحت تابعة له.
وكان هذا بعد سبعين عاما من الثورة الامريكية التى وضعت حقوق الانسان والديموقرطية فى أولويات اعتباراتها.
ووضعت هذه المطالب فى وثيقة سميت " وثيقة المطالب الوجدانية ".ولكن جوبهت الوثيقة بسخرية واستهجان المجتمع الرجالى والصحافة إلا أنها زادت الوعي الشعبى بمشاكل المرأة وما تريده فى المجتمع الأمريكى وبالتالى الى زيادة التعاطف والتأييد لهذه القضية ، ففى نهاية القرن التاسع عشر زاد اقبال المرأة الأمريكية ( والغربية بصورة عامة ) على التعليم فوصلت النسبة فى بداية القرن العشرين الى 19% فى الجامعات وفى عام 1985 وصلت النسبة الى 53% وأعطت كثير من الولايات المرأة حق إقامة الدعوى القضائية ضد الزوج، وشرعت القوانين التى حددت ساعات العمل للمرأة بثماني ساعات ولكن منعت المرأة من العمل ليلا أو تولى مناصب اشرافية تستدعى وقتا إضافيا كما بقيت نقطة حق المرأة فى التصويت هى المحور الرئيس حتى عام 1920حيث أُعطيت المرأة حق التصويت ففتح بذلك الباب أمام المرأة الأمريكية لتغيير القوانين حسب مصلحتها، فقد ثبتت الحكومة الأمريكية قوانين تحمى المرأة العاملة ، ففى عام 1963 شكل الرئيس جورج كيندى لجنة نسائية لبحث مشاكل المرأة الأمريكية فى العمل، وفى عام 1964صدر مرسوم الحقوق المدنية ونصت المادة السابعة فيه على " منع التمييز فى العمل الجنس أو العرق أو الدين أوالأصل "وواجه هذا القانون معارضة فى تطبيقه من قبل الرجال، ومع ذلك بقيت المرأة الأمريكية تعانى من التمييز ضدها فمثلا :
1ـ المرأة التى تقتل زوجها تعتبر جانية فى نظر القانون
2ـ لم يكن بإمكان المرأة المطلقة أوغير المتزوجة الحصول على قرض من البنوك لشراء بيت أو سيارة.
3ـ كانت الأمهات اللاتى يستلمن معونة اجتماعية من الدولة عرضة فى أى وقت للمساءلة فى أوجه صرف هذه المعونة.
4ـ البغاء النسائي جريمة فى نظر القانون بينما زنى الرجل أمر طبيعى لا عقاب عليه.
5ـ رفض كثير من المتاجر وبعض البنوك فتح حسابات للنساء المتزوجات.
وفى عام1972 تبنت الحكومة المادة (9) من نظام التعليم والذى رسمياً أعطى المرأة الأمريكية حق التعليم الجامعي والمتخصص والذى حُرمت منه مدة طويلة حتى الثلاثينات من القرن الماضي ، وكذلك سمح بدخول ميادين جديدة كانت مُحرمة عليها اجتماعياً فأصبح بإمكانها قيادة السيارات والطائرات واقتحمت ميادين الرياضة.
قانون الحقوق المتساوية : E.R.A.
بدأ وضع هذا القانون فى عام 1923وتزامن مع إعطاء المرأة حق التصويت ويقضى " بمساواة الرجل والمرأة فى جميع الحقوق الممنوحة دون النظر للجنس " ولكن هذا القانون بقي مهملاً لخمسين عاما تلت حتى عام 1972حين صوت الكونجرس لصالحه ولكن لكى يصبح قانونا نافذا كان لابد من موافقة 39 ولاية عليه فى نهاية فترة تجريبية مدتها سبع سنين ، ولكن فى نهاية المدة وافقت عليه 35ولاية فقط وعارضته ثلاث ولايات وامتنعت اثنتا عشرة ولاية عن التصويت .
وتعود معارضة هذا القانون لأنه حين يصبح دستورياً فان تطبيقه سيؤدي إلى محاذير كثيرة ـ كونه لا يميز بين الجنسين ـ مثل :
1ـ إجبار المرأة على الخدمة العسكرية ودخول الحرب .
2ـ يعطي المرأة حق الإجهاض وعلى نفقة الدولة.
3ـ يبيح زواج المثليين (الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة ) ، وكذلك حق الإلتحاق بالجيش والكشافة.
4ـ للبنت القاصر حق الإجهاض دون علم والديها وبحماية القانون.
5ـ تفقد المدارس أُحادية الجنس العون الحكومي لأنها ستصبح غير دستورية.
6ـ يمنح القانون ـ حال طبق ـ الحكومة سلطة واسعة للتدخل فى حياة الأسرة الأمريكية تحت مظلة "حماية المرأة من العنف ".
7ـ يفقد المحاربون القدامى ـ وكلهم من الرجال ـ حق رعاية الدولة لهم لأن هذا سيكون تمييزا لهم عن النساء.
8ـ فى حال عدم قدرة رحم الزوجة على الحمل الطبيعي ، يصبح بالإمكان استئجار"رحم امرأة "غير الزوجة لينمو الجنين فيه (وهوما يعرف بالأم المستأجرة serrogate mother ) وهذا غير قانوني.
10ـ سيعطى القانون الأطفال غير الشرعيين لأب أمريكى وأم أجنبية ، والذين ولدوا خارج الولايات المتحدة ،
حق الحصول على المواطنة الأمريكية
.
ولكن ما حصلت عليه المرأة الأمريكية بفضل " وثيقة الوجدان "كان يعد إنجازاً كبيراً فى مجال العمل الحكومي والتجاري وكذلك فى الحياة السياسية حيث دخلت المرأة الأمريكية المجالس البلدية للولايات وكذلك الكونجرس بمجلسيه (الشيوخ والنواب ) ومع ذلك فالنساء يشكلن فقط 17% من مجموع الأعضاء.
وبيت القصيد أن وضع المرأة الغربية لم يتحسن كثيرا ، فمثلا فى مجال التعليم والعمل كانت نسبة المحاميات فى أمريكا 2% فى عام 1930 وارتفعت النسبة الى 22% فى عام 1989، وكانت نسبة المهندسات صفرا % فى عام 1930 وبلغت 8% فى عام 1989وكانت نسبة الطبيبات فى فرنسا 20% وفى ألمانيا 19% لنفس العام .
أما على صعيد الأجور ففى عام 1970 كانت المرأة الأمريكية تتقاضى أجرا يقل 45% عن الرجل فى نفس المهنة وفى عام 1989تقاضت أجرا يقل 32% عن الرجل كما لم تتمتع بحق اتخاذ القرار أسوة بالرجال فى نفس المهنة والمنصب
ومع ذلك يصر الغرب أنه أعطى المرأة مالم تحلم به فى تاريخها ، وعلى الجانب الآخر نجد أن مسيرة حقوق المرأة بدأت بمطالب طبيعية لاتتعارض مع فطرة المرأة ولكن الإنحراف بدأ فيما بعد حين تمردت المرأة الغربية على الفطرة البشرية تحت مسمى التحرر وساهم فى إذكاء هذا الإتجاه إنحسار دورالدين فى المجتمع لأنه أصلا كان المحرك وراء النظرة الدونية للمرأة ولأنه (من ناحية أخرى ) كان عاجزا عن مواكبة التطور وتقديم الحلول لمشاكل المجتمع , وهذه سمة من سمات المجتمع الغربى السلبية يريد أن ينقلها للمجتمعات الإسلامية بإسم " الديموقراطية والتطور " .
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثاني :
المراجع :
(1) ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، أبو الحسن الندوى
(2) حقوق المرأة فى الشريعة الاسلامية ، رسالة دكتوراه ـ د. ابراهيم النجار
(3) قصة الحضارة ، وول ديورانت
(4) مواقع تهتم بالمرأة :
( a) The Liberation of Women In Religious Sources by Nelia Scovill
(b)The history behind equal rights amendment by Roberta Francis
(c) A short history of E.R.A., The Phillis Shalfly report
(d) Women in judaism by Leonard Swidler
(e) Women’ s lives in ancient Persia by Massoume Price
(f) Women' s life in Greece and Rome by M. Lefkowits & M. Fant
......................
من كتابت الاخت asma825 وبتعديلي اوراق الورد
تحياتي
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الثالث :
للرررررررررررررررررررررررررررررررررررررفع
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الرابع :
__________________________________________________ __________
>>>> الرد الخامس :